أثير – ريـمـا الشـيخ
من منا ليس لديه ذكريات رائعة أثناء سفره، منذُ لحظة خروجه من المنزل متجها إلى مطار السيب الدولي الذي شهد تغيرات كثيرة طرأت عليه؛ حيث كان المدخل الرئيسي للبلاد للعديد من السياح ورجال الأعمال، وكان يحتوي على مرافق متعددة مثل متاجر السفر والمطاعم وصالات الانتظار وغيرها، مما جعله مطارا مريحا للمسافرين.
لكن، متى أنشئ هذا المطار، وما أول طائرة هبطت على مدرجه، ومتى أغلق؟
كان مطار السيب الدولي القديم يتميز بموقعه الإستراتيجي بالقرب من وسط مدينة السيب مما يسهل الوصول إليه بواسطة السيارات والحافلات ووسائل النقل الأخرى، ويمكن القول بأنه كان يخدم طائرات الشركات الجوية المحلية والدولية، وكان يشهد حركة كبيرة للركاب والشحن، وتوسعت الأعمال فيه بمرور الوقت، وشهد عدة تحديثات وتطويرات تزامنا مع تزايد الحركة الجوية في السنوات التالية.
وكان المطار يخدم المسافرين القادمين إلى سلطنة عمان والمغادرين منها، وتضمن مباني للركاب ومناطق لتفتيش الأمتعة والأمن، بالإضافة إلى مدرجين للطائرات وصالات انتظار الركاب ومحطات للوقود وورش صيانة الطائرات.
وبحسب ما رصدته ”أثير“ من كتاب الموسوعة العمانية، فقد بدأ العمل في إنشاء مطار السيب الدولي في ١٤ سبتمبر ١٩٧٠م ونفذ على مرحلتين: الأولى إعداد وبناء المدرج والممرات ومواقف الطائرات، وتم الانتهاء منها في أغسطس ١٩٧٣ ، والمرحلة الثانية بناء مبنى المطار وكان في نهاية ١٩٧٢ وتم الانتهاء منه في أكتوبر ١٩٧٣.
وقد افتتح المطار جزئيا أمام الطائرات المنتظمة في وقت النهار في ١ سبتمبر ١٩٧٢م، وفي ١٠ سبتمبر ١٩٧٢ هبطت الطائرة النفاثة الأولى على المطار، وكانت من نوع باك ١١١ التابعة لشركة طيران الخليج، وهي أسرع طائرة ركاب في العالم في وقتها، علما بأن أول طائرة هبطت في سلطنة عمان كانت في عام 1927م وهي تابعة لشركة النفط العربية البريطانية، وهبطت في مطرح في الشمال الغربي من السلطنة، وكانت الطائرة من نوع DH-50A وهي من طراز قديم وقد تم استخدامها في الحرب العالمية الأولى.
وفي ١ يناير ١٩٧٣م بدأ المطار في استقبال الطائرات على مدار ٢٤ ساعة، وفي ٢٢ سبتمبر ١٩٧٣ هبطت على المطار أولى الطائرات التي تحمل علامات تسجيل تجارية عمانية وهي طائرة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه-
وفّر المطار في ذلك الوقت خدمات كثيرة حيث قام بتزويد الطيارين بأحدث المعلومات عن الطقس وأحوال مطارات السلطنة والمطارات الأخرى في العالم، وأصدر دليل معلومات طيران مسقط في ٣٠ أكتوبر ١٩٨٠م .
وفي ٢٣ ديسمبر ١٩٧٣م أنشئ قسم خاص بالأرصاد الجوية لخدمة الملاحة الجوية، وفي عام ١٩٧٦ أنشئت خدمة الأرصاد.
وقد انضمت السلطنة إلى العديد من المنظمات والهيئات العربية والدولية الخاصة بالطيران مثل : منظمة الطيران المدني الدولي في عام ١٩٧٣م، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في عام ١٩٧٥م.
وفي ١ فبراير ٢٠٠٨م غير اسم المطار إلى مطار مسقط الدولي بموجب المرسوم السلطاني رقم ٢٠٠٨/٣٥.
ومع تزايد عدد المسافرين وتطور التكنولوجيا وازدياد حجم الطائرات الجوية، قررت سلطنة عمان بناء مطار دولي جديد أكبر وأحدث لتلبية الاحتياجات المتزايدة للركاب والشحن، حيث تم الانتهاء من مطار مسقط الدولي الجديد في عام 2018، و تم إغلاق المطار القديم بعد ذلك وتحويل جميع الرحلات إلى المطار الجديد.
وقالت هيئة الطيران المدني خلال تواصل ”أثير“ معها بأنه تم استخدام مبنى المسافرين القديم لمطار مسقط الدولي كمستشفى ميداني خلال جائحة كوفيد-19 وبعدها تم تحويله كمركز للتحصين ضد المرض، والمبنى هو ضمن بوابة الطيران وهي إحدى البوابات الخمس لمطار مسقط الدولي، حيث يوجد مخطط رئيسي لهذه البوابة لتطويره وإنشاء بعض المرافق به.
أثير
وأكدت الهيئة بأنه يجري حاليا إعادة دراسة هذه المخطط على اعتبار أنه تم إعداده قبل جائحة كوفيد-19 وذلك بالأخذ في الاعتبار الآثار المترتبة عن ذلك على قطاع الطيران وغيرها من القطاعات الأخرى وكذلك تغير بعض المعطيات الأخرى.
الجدير بالذكر بأن مطار بيت الفلج هو أول مطار في سلطنة عمان حيث تم افتتاحه عام ١٩٢٩م، وكان يستخدم لأغراض عسكرية ولتسيير بعض الرحلات المدنية، وقد أدّى المطار دورا في تطوير الطيران المدني في سلطنة عمان إذ كان يستخدم لأغراض عسكرية ولتسيير بعض الرحلات المدنية، كما كان له دور في تطوير الطيران المدني في سلطنة عمان.
فما هي ذكرياتك عزيزنا القارئ مع مطار السيب الدولي القديم؟