خاص – مكتب أثير في القاهرة
متابعة: عادل أبو طالب
أكد سياسيون وباحثون أن العلاقات العمانية المصرية علاقات تاريخية ومتجذرة، وتمتد لآلاف السنين.
وأشاروا خلال جلسة (عمان في الأدبيات المصرية القديمة نشأتها وتطورها) التي عقدت في إطار الملتقى الصحفي العماني المصري اليوم بالقاهرة إلى أن هذه العلاقات ترسخت منذ بداية عصر النهضة في سلطنة عمان، وتطورت في العصر الحديث وازدادت رسوخا في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري الأسبق بأنه من الصعوبة بمكان اختزال العلاقات القوية بين سلطنة عمان ومصر في جلسة أو ندوة، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين تاريخية ومتجدزة.
وقال إن عمان دولة قديمة قدم الزمن، إذ تشير كثير من الدراسات والبرديات إلى أن هناك علاقات مصرية عمانية تعود إلى آلاف السنين، منبها بأن علاقات الدولتين لم تنقطع منذ فجر العصر الحديث.
وأكد أن سلطنة عمان واجهت تحديات كبيرة جدا قبل عصر النهضة التى أرساها السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، حيث وضع أسسا لدولة عصرية جديدة، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية العمانية شهدت نهضة وتطورا كبيرا منذ زيارة السلطان الراحل قابوس الأولى إلى مصر في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وما تبعتها من زيارات متبادلة بين الجانبين على أعلى المستويات، مذكرا بما يكنه الشعب المصري من تقدير وحب كبيرين لسلطنة عمان، حيث إن هناك قاعدة عريضة من المحبة بين البلدين والشعبين.
وشدد على ضرورة وجود تقارب ثقافي بين مصر والسلطنة في مجالات الأدب والمعارض الثقافية.
من جانبه رأي الدكتور محمد فايز فرحات، رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية فرصا كبيرة وآفاقا واعدة للتعاون بين مصر وسلطنة عمان، بما يرسخ العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، في ظل توافق كبير في الرؤى بين قيادتي الدولتين.
وقال إن البلدين تسعيان إلى توظيف الاستفادة من الجغرافيا السياسية، وتعزيز الاستفادة من الاقتصاد الأخضر، مشيرا إلى أن أمامهما فرصا كبيرة لتعزيز التعاون المشترك بينهما.
وبدوره أكد سعادة الدكتور محمد بن سعيد الحجري، الباحث والكاتب العماني أن العلاقات بين مصر وسلطنة عمان بدأت منذ آلاف السنين، لكن تلك العلاقة ثبتت على قاعدة من الاحترام المتبادل بين الدولتين والشعبين منذ عصر النهضة العمانية، بداية سبعينيات القرن الماضي.
وأشار إلى أن الثقافة عنصر جامع يجمع الشعوب، ويؤصل للعلاقات بينها، موضحا أن المصريين قدموا خدمة ثقافية ثرية للعمانيين، من خلال كتاباتهم عن عمان وشعبها، مذكرا في هذا الصدد بقوة ومتانة العلاقات المصرية العمانية في شتى المجالات، وخاصة في الجانب الثقافي.
من ناحيته أكد الدكتور إبراهيم سلامة، أستاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية أن الملتقى الصحفي المصري العماني يأتي تجسيدا بقوة ومتانة العلاقات المصرية العمانية مثلما يجسد صور التعاون المشترك بين البلدين في شتى المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وذكر أن هناك تعاونا وثيقا بين أقسام التاريخ في الجامعات العمانية، وعلى رأسها جامعة السلطان قابوس مع أقسام التاريخ في الجامعات المصرية، حيث يعمل الجانبان على التعاون في الدراسات التاريخية والوثائقية.
وأوضح أن المؤرخين لهم دور كبير في إبراز تاريخ سلطنة عمان، من خلال إعداد الدراسات التي توثق للأحداث في تلك الدولة، مع إلقاء الضوء على الشخصيات ذات التأثير في السلطنة على مر التاريخ.
من جانبه.قال الدكتور ناصر بن سعيد العتيقي، الباحث في التاريخ العماني إن الملتقى الصحفي المصري العماني يأتي تتويجا لقوة العلاقات الإعلامية بين مصر وسلطنة عمان، لافتا إلى أن الإعلام المصري كان له دور كبير في تغطية الأحداث والوقائع في سلطنة عمان، على كافة الأصعدة الثقافية والسياسية والاجتماعية.
وأكد أن العلاقات المصرية العمانية بدأت في التطور والقوة مع بداية السبعينات من القرن الماضي، عند افتتاح السفارة العمانية في القاهرة، وازدادت تلك العلاقات رسوخا بزيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق إلى القاهرة مؤخرا للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما سبقتها من زيارتين للرئيس السيسي إلى سلطنة عمان.
وكانت فعاليات الملتقى الصحفي العماني المصري، الذي تنظمه جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان بالقاهرة، انطلقت اليوم، بمقر المتحف القومي للحضارة المصرية، وبمشاركة من جمعية الكتاب والأدباء وجمعية السينما وهيئة الوثائق والمحفوظات العمانية ، وحضور وزراء سابقين وشخصيات إعلامية وثقافية وسياسية رفيعة المستوى.