رصد – أثير
إعداد: جميلة العبرية
وقّعت مدينة صحار الصناعية مؤخرًا على اتفاقية تعاون مع شركة “الشرق الأوسط لكلسنة الطين” لتأسيس مصنع متخصص في صناعة الصاروج العُماني بتكلفة إجمالية تصل إلى 5.4 مليون ريال عُماني يقام على مساحة أرض تُقدّر بـ 45 ألف متر مربع.
فما هو الصاروج العماني؟
وفق رصد “أثير” من الموسوعة العمانية فالصاروج عبارة عن مادة لاصقة تقليدية تُصنَع من الطين وتستعمل في البناء، تتميز بصلابتها وقوة تحملها مقارنةً بالطين الخام الذي يتضرّر بهطول الأمطار والعوامل الطبيعية الأخرى.
“أثير”
استُعمل الصاروج، الذي يعرف حديثًا بمسمى “الجبس”، في بناء القلاع والحصون وقنوات الأفلاج والقناطر والسدود والأسوار والبيوت، ويتنوّع لونه وشكله بتنوع مادة التراب والغرض الذي يصنع من أجله، وهو يستعمل في البناء مع الحجارة، وفي تبطين الجدران، ولون الصاروج أحمر أو بني فاتح.
ويستخدم جريش الصاروج في البناء أيضًا، أما الصاروج الناعم فيستخدم في الطلاء وتبطين الجدران.
طريقة صنع الصاروج
تبدأ عملية صنع الصاروج التقليدية والتي يتميز بها العماني بوضع الطين على هيئة أقراص، ثم تصف بترتيب على جذوع نخل يابسة، ثم تُشعل النار في الجذوع وتُترك أقراص الطين لتحترق حتى تصبح الجذوع رمادًا، ثم تطحن الأقراص المحروقة لتصبح جاهزة للاستعمال في البناء، ويطلق على عملية صناعة الصاروج ومكانه المهبة.
أقوال مأثورة
جاء ذكر الصاروج في الأقوال العُمانية المأثورة مثل: سحة ولبن صاروج البدن، كناية عن القيمة الغذائية للتمر واللبن.
أمكنة عمانية
يطلق اسم الصاروج على عدة أمكنة في سلطنة عُمان كما في ولايتي الرستاق وبوشر، ويطلق المصرج على أحد أمكنة ولاية القابل المصرج، والمصرجية في ولاية وادي المعاول، وفي سمائل وبهلاء يوجد مكانان باسم الصويريج.
جدير بالذكر أن هذا المصنع يأتي ضمن مشروع الابتكار في قطاع التعدين الذي تُشرف عليه وتموّله وزارة الطاقة والمعادن، حيث ومن خلال قيام أكاديمية الابتكار الصناعي بإجراء التحاليل المختبرية ودراسات السوق والتجارب العملية للمنتج عبر ترميم القلاع والحصون والمعالم الأثرية التي أثبتت كفاءة المنتج وصلاحيته للإنتاج التجاري بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، حيث أطلق منتج “الصاروج العُماني” في عمليته التجريبية في عام 2022م، الذي استخدم كإحدى المواد في الترميم والعمران والديكور، أثبتت جدارة المنتج وجودته.