كان قاضيًا ثم مُعدّا للقضاة: إليك هذه المعلومات عن الشيخ هاشم بن عيسى الطائي

كان قاضيًا ثم مُعدّا للقضاة: إليك هذه المعلومات عن الشيخ هاشم بن عيسى الطائي
كان قاضيًا ثم مُعدّا للقضاة: إليك هذه المعلومات عن الشيخ هاشم بن عيسى الطائي كان قاضيًا ثم مُعدّا للقضاة: إليك هذه المعلومات عن الشيخ هاشم بن عيسى الطائي

أثير- تاريخ عمان 

إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

في إطار اهتمامها بالشخصيات العمانية التي كان لها إسهامُ بارز في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية طوال مسيرة الحضارة العمانية الممتدّة في أعماق التاريخ، تقترب “أثير” في هذا التقرير من سيرة أحد الرجال الذين كانت لهم إسهاماتهم البارزة في المجال الفكري الديني والأدبي، ألا وهو الشيخ هاشم بن عيسى بن صالح الطائي سليل إحدى الأسر العمانية الكريمة التي أنجبت على مدى قرون متوالية عددًا من الشخصيات البارزة في جميع المجالات ألا وهي الأسرة الطائية، ومن بينهم: الشيخ سعيد بن عامر الطائي، والشيخ حمد بن سعيد بن عامر، والشيخ صالح بن عامر، والشيخ محمد بن صالح بن عامر، والشيخ عبدالله بن محمد بن صالح، بالإضافة إلى والده الشيخ عيسى بن صالح الطائي قاضي قضاة مسقط في عهده والأديب البارز، وقائمة طويلة أخرى بأسماء شخصيات الأسرة الطائية لا يسع المجال لذكرها في هذا التقرير.

في إطار اهتمامها بالشخصيات العمانية التي كان لها إسهامُ بارز في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية طوال مسيرة الحضارة العمانية الممتدّة في أعماق التاريخ، تقترب

“أثير”

في هذا التقرير من سيرة أحد الرجال الذين كانت لهم إسهاماتهم البارزة في المجال الفكري الديني والأدبي، ألا وهو الشيخ هاشم بن عيسى بن صالح الطائي سليل إحدى الأسر العمانية الكريمة التي أنجبت على مدى قرون متوالية عددًا من الشخصيات البارزة في جميع المجالات ألا وهي الأسرة الطائية، ومن بينهم: الشيخ سعيد بن عامر الطائي، والشيخ حمد بن سعيد بن عامر، والشيخ صالح بن عامر، والشيخ محمد بن صالح بن عامر، والشيخ عبدالله بن محمد بن صالح، بالإضافة إلى والده الشيخ عيسى بن صالح الطائي قاضي قضاة مسقط في عهده والأديب البارز، وقائمة طويلة أخرى بأسماء شخصيات الأسرة الطائية لا يسع المجال لذكرها في هذا التقرير.

نسبه ونشأته:

هو الشيخ هاشم بن عيسى بن صالح بن عامر الطائي، والدته هي خديجة بنت العلَّامة سعيد بن ناصر الكندي، وهي أم شقيقيه حمُود وصالح. وُلِد في سمائل من العَام 1328هـ الموافق 1910م، ونشأ في بوشر، وتُوفِّي بمسقط، تتلمَذ على يد والده الشيخ عيسى بن صالح، وعلى يد عمِّه الشيخ محمد بن صالح. كما درس علوم العربية عند حمدان بن خميِّس اليوسفي، والفقه عند حمد بن عبيد السليمي، الذي لازمه وتعلم على يديه، وفي هذا يُشير الشيخ السليمي في مُقدمة مخطوطه “مشكاة الأصول”: “فيقول العبد أبو عبيد السليمي: قد سألني بعض طلبة العلم عيسى بن ثاني البكري وهاشم بن عيسى الطائي، وأبو يوسف اليوسفي، بأنْ أولِّف لي ولهم رسالة في أصول الفقه، تكون جامعةً لقواعده، حاويةً لفوائده، تفكُّ معضلاته، وتحلُّ مُشكلاته. فصرفتُ عنان الهمَّة إلى ذلك، مستعينًا بالله تعالي، وأستغفره من جميع الخطأ والزلل. وعلى كل من يقرؤها إصلاح ما يراه من خلل إن كان لذلك أهلًا، فجَلَّ من لا عيب فيه وعلا. وسميتها مشكاة الأصول، والله المسؤول بالتمام والقبول”.

هو الشيخ هاشم بن عيسى بن صالح بن عامر الطائي، والدته هي خديجة بنت العلَّامة سعيد بن ناصر الكندي، وهي أم شقيقيه حمُود وصالح. وُلِد في سمائل من العَام 1328هـ الموافق 1910م، ونشأ في بوشر، وتُوفِّي بمسقط، تتلمَذ على يد والده الشيخ عيسى بن صالح، وعلى يد عمِّه الشيخ محمد بن صالح. كما درس علوم العربية عند حمدان بن خميِّس اليوسفي، والفقه عند حمد بن عبيد السليمي، الذي لازمه وتعلم على يديه، وفي هذا يُشير الشيخ السليمي في مُقدمة مخطوطه “مشكاة الأصول”:

“فيقول العبد أبو عبيد السليمي: قد سألني بعض طلبة العلم عيسى بن ثاني البكري وهاشم بن عيسى الطائي، وأبو يوسف اليوسفي، بأنْ أولِّف لي ولهم رسالة في أصول الفقه، تكون جامعةً لقواعده، حاويةً لفوائده، تفكُّ معضلاته، وتحلُّ مُشكلاته. فصرفتُ عنان الهمَّة إلى ذلك، مستعينًا بالله تعالي، وأستغفره من جميع الخطأ والزلل. وعلى كل من يقرؤها إصلاح ما يراه من خلل إن كان لذلك أهلًا، فجَلَّ من لا عيب فيه وعلا. وسميتها مشكاة الأصول، والله المسؤول بالتمام والقبول”

.

كما استفاد من جدِّه لأمِّه سعيد بن ناصر الكندي، وورد اسمه ضمن كشوف المتعلمين في مدرسة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي؛ حيث كان الإمام يستقطب المتعلمين من المناطق المختلفة، ويحثُّهم على الدراسة تحت إشرافه في داخل حصن نزوى وخارجه، وكان يتم توفير السكن والأجور لهم، ويتوزَّع التعليم في مجموعة مساجد؛ أبرزها: جامع عقر نزوى، ومسجد الشواذنة، ومسجد الفرض، ومسجد الشيخ وغيرها.

قال عنه الشيخ محمد بن راشد الخصيبي في قصيدته “سموط الجمان في ذكر شعراء عُمان”:

وفقيهٌ من آل طيٍّ نبيهٌ *** من كبار أجلّةٍ وأباةِ

هاشمٌ ذاك نجل عيسى قوافٍ *** عنه جاءت وضّاءة بهجاتِ

تولَّى الشيخ هاشم القضاء للإمام محمد بن عبدالله الخليلي في سمائل مدة قصيرة -منتصف الأربعينيات من القرن العشرين- بعد وفاة والده بحوالي سنة واحدة، وهذا الكتاب من الإمام الخليلي عندما ولَّاه على بدبد:

“بسم الله الرحمن الرحيم، من إمام المسلمين محمد بن عبدالله إلى المشايخ كافَّة أهل سرور وما حولها، ونفعا وما حولها، وفنجاء وما حولها، سلامٌ عليكم وبعد: فإنا جعلنا الولد هاشم بن عيسى قاضيًا عليكم، مُستقرُّه في بدبد، فانهوا إليه أموركم وقضاياكم، وأطيعوه ما أطاع الله ورسوله فيكم، وأعينوه فيما استعانكم، وأتمروا بينكم بالمعروف، وكونوا عباد الله في الله إخوانا، وعلى الخيرات أعوانا، والسلام عليكم. حُرِّر يوم 19 من ربيع الأول سنة 1363هـ، كتبه بأمره منصور بيده”.

كما تولَّى القضاء للسلطان سعيد بن تيمور في ولايات بركاء والسيب ومطرح، ثم عيَّنه السلطان سعيد قاضيًا في المحكمة الشرعية بمسقط، وهي مُؤسسة كانت تتبع نظارة الشؤون الداخلية، ويعد قضاتها من كبار رجال الدولة، ولهم اتصالٌ مباشرٌ بالسلطان، وهي مرجع الدَّعاوى في المظالم، وإليها يرجع بتُّ الجنايات والحدود والقصاص.

وفي بداية حكم السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، نُقِل من القضاء ليشتغل بالتدريس في معهد إعداد القضاة، وهو من أوائل المدرِّسين فيه، واستمر فيه إلى أن تقاعد قبيل وفاته في 31 يناير 1991م.

كان قاضيًا ثم مُعدّا للقضاة: إليك هذه المعلومات عن الشيخ هاشم بن عيسى الطائي
كان قاضيًا ثم مُعدّا للقضاة: إليك هذه المعلومات عن الشيخ هاشم بن عيسى الطائي كان قاضيًا ثم مُعدّا للقضاة: إليك هذه المعلومات عن الشيخ هاشم بن عيسى الطائي

وقد تَرْجَم للشيخ هاشم بن عيسى عددٌ من الباحثين؛ من بينهم: الشيخ محمد بن راشد الخصيبي في الجزء الثالث من “شقائق النُّعمان”، والباحث فهد بن علي السعدي في معجميه: “القضاة والمتكلمين الأباضية”، و”شعراء الأباضية”، كما تَرْجَم له الشيخ عبدالله بن راشد السيابي في الجزء الثاني من “معجم القضاة العُمانيين”، وكتاب “تحفة الأنام فيما لسمائل الفيحاء من أعلام”، و”معجم أعلام الأباضية” للباحثين محمد صالح ناصر وسلطان الشيباني.

ومن آثاره: سؤالات وجوابات نثرية ونظمية متفرقة في المخطوطات، وله أيضًا أشعارٌ متفرِّقة في مناسبات مختلفة، ذكر طرفًا منها محمد بن راشد الخصيبي في “شقائق النُّعمان”؛ منها قوله في الحثِّ على العلم:

ومن آثاره

: سؤالات وجوابات نثرية ونظمية متفرقة في المخطوطات، وله أيضًا أشعارٌ متفرِّقة في مناسبات مختلفة، ذكر طرفًا منها محمد بن راشد الخصيبي في “شقائق النُّعمان”؛ منها قوله في الحثِّ على العلم:

يا صاح شمِّر عن الساقين والقدمِ *** وكُن عن النفس والشيطان في صممِ

ولا تَكُ يا أخا العلياء في كسلٍ … لا يُدرك المجدَ إلا صاحب الهممِ

كما قام الشيخ هاشم بن عيسى بنسخ بعض المخطوطات؛ فقد أشار الباحثُ بشير بن موسى الحاج موسى إلى مجموع عُماني (خ ببانو، بـ532) بنسخ خليفة بن سليمان البوسعيدي في 1335هـ، وهاشم بن عيسى الطائي في 1346هـ، يضمُّ جوابا لأبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي، وقصيدة لأبي سليمان محمد بن عامر العُماني…وغيرهما.

ويذكُر الباحثُ الدكتور إبراهيم بن حسن البلوشي أنَّ هناك أهلَ سُنَّة تتلمذوا على علماء الأباضية، ومن النماذج أنَّ الشيخ القاضي هاشم بن عيسى الطائي الأباضي دَرَس على يديه مجموعة من الطلاب الحنفيَّة بمطرح ومسقط؛ منهم: الشيخ حيدر بن عُمر الزدجالي الملقَّب بـ”ملا روبو” (ت1392هـ)، والشيخ عبدالرحمن بن نجبخت الزدجالي الملقب بـ”الطوفان” (ت 1416ه) وحفظ منظومة جوهر النظام للسالمي.

كان الشيخ هاشم بن عيسى من الشعراء المعروفين على غِرار والده وأعمامه، وقد ذَكَره الشيخ محمد بن راشد الخصيبي في “شقائق النُّعمان”؛ حيث ذكر أنه: “ممن قرَّض الشعر من أهل عُمان في القرن الرابع عشر وحتى في هذا القرن الخامس عشر: الشيخ الفقيه هاشم بن عيسى بن صالح بن عامر الطائي المسوئلي. درس في أصول العربية عند الأستاذ حمدان بن خميس اليوسفي، وأصول الدين والفقه عند الأستاذ الشيخ العلَّامة أبي عبيد السليمي. ولما كان جدُّه لأمه الشيخ العلّامة سعيد بن ناصر الكندي مقيمًا بنزوى قاضيًا ومفوَّضًا من قبل الإمام الخليلي، درس أيضًا في نزوى لأنه كان معه في بيته، فكرع من تلك البحور الزاخرة، وارتوى من مناهلها الصافية العذبة علا ونهلا، ثم رجع من نزوى وهو مضطلع بما به الكفاية من علم الدين والفقه، فرقَّاه علمُه إلى منصب القضاء، فتولاه في عِدَّة ولايات كبركاء والسيب ومطرح، ثم صار من أفراد قضاة المحكمة الشرعية بمسقط”.

كان الشيخ هاشم بن عيسى من الشعراء المعروفين على غِرار والده وأعمامه، وقد ذَكَره الشيخ محمد بن راشد الخصيبي في “شقائق النُّعمان”؛ حيث ذكر أنه:

“ممن قرَّض الشعر من أهل عُمان في القرن الرابع عشر وحتى في هذا القرن الخامس عشر: الشيخ الفقيه هاشم بن عيسى بن صالح بن عامر الطائي المسوئلي. درس في أصول العربية عند الأستاذ حمدان بن خميس اليوسفي، وأصول الدين والفقه عند الأستاذ الشيخ العلَّامة أبي عبيد السليمي. ولما كان جدُّه لأمه الشيخ العلّامة سعيد بن ناصر الكندي مقيمًا بنزوى قاضيًا ومفوَّضًا من قبل الإمام الخليلي، درس أيضًا في نزوى لأنه كان معه في بيته، فكرع من تلك البحور الزاخرة، وارتوى من مناهلها الصافية العذبة علا ونهلا، ثم رجع من نزوى وهو مضطلع بما به الكفاية من علم الدين والفقه، فرقَّاه علمُه إلى منصب القضاء، فتولاه في عِدَّة ولايات كبركاء والسيب ومطرح، ثم صار من أفراد قضاة المحكمة الشرعية بمسقط”.

كما يذكُر الشيخ مُرشد بن محمد الخصيبي في معرض حديثه عن عدد من قضاة المحكمة الشرعية بمسقط: “ولقد امتازَ الشيخ هاشم الطائي بالإضافة إلى علمه الجم وحفظه الغزير، بالأشعار الأدبية والمنظومات الفقهية خصوصًا الرجزية منها. وقد استفدتُ من خلال مصاحبتي له شيئًا كثيرًا من موسوعته الأدبية الجمَّة وحفظه الواسع، وامتاز هذا الشيخ عن زملائه الآخرين بروحٍ مرحة ونفسٍ منبسطة لا يُرى عليه أثر الانقباض، كما لا تبدو عليه أمارات الامتعاض، ولا تَرى عليه دلالات الحزن، رغم كل الحوادث التي مرَّت عليه، فكأن لسان حاله يقول دومًا:

كما يذكُر الشيخ مُرشد بن محمد الخصيبي في معرض حديثه عن عدد من قضاة المحكمة الشرعية بمسقط:

“ولقد امتازَ الشيخ هاشم الطائي بالإضافة إلى علمه الجم وحفظه الغزير، بالأشعار الأدبية والمنظومات الفقهية خصوصًا الرجزية منها. وقد استفدتُ من خلال مصاحبتي له شيئًا كثيرًا من موسوعته الأدبية الجمَّة وحفظه الواسع، وامتاز هذا الشيخ عن زملائه الآخرين بروحٍ مرحة ونفسٍ منبسطة لا يُرى عليه أثر الانقباض، كما لا تبدو عليه أمارات الامتعاض، ولا تَرى عليه دلالات الحزن، رغم كل الحوادث التي مرَّت عليه، فكأن لسان حاله يقول دومًا:

وتجلّدي للشامتين أريهمو *** أني لريب الدهر لا أتضعضعُ

ويُضيف الخصيبي: “كما أنَّ بيته وخصوصًا في المساء، كان مفتوحًا للقاصدين من متعلمين وغيرهم، ويكاد ينفرد بذلك عن زملائه القضاة الآخرين، وتطرح في مثل هذه اللقاءات وهذه الجلسات بعض المناقشات العلمية والأدبية فيزداد العالم علمًا، كما يستفيد المتعلم فهمًا، ويكون للجاهل إن حضر نصيبٌ، فلا أقل أن يقتنص حكمةً أو يحفظ مسألةً، وفي أدنى الأحوال لابد من أن يعرف أدب الحديث.. ولا ينسى الشيخ أنْ يُؤنِّس جالسيه أحيانًا بدعاباته المسلِّية، وحكاياته اللطيفة، نظرًا لما جُبِلت عليه نفسه من طيبة تلقائية غير متكلفة ولا مصطنعة”.

ويُضيف الخصيبي:

“كما أنَّ بيته وخصوصًا في المساء، كان مفتوحًا للقاصدين من متعلمين وغيرهم، ويكاد ينفرد بذلك عن زملائه القضاة الآخرين، وتطرح في مثل هذه اللقاءات وهذه الجلسات بعض المناقشات العلمية والأدبية فيزداد العالم علمًا، كما يستفيد المتعلم فهمًا، ويكون للجاهل إن حضر نصيبٌ، فلا أقل أن يقتنص حكمةً أو يحفظ مسألةً، وفي أدنى الأحوال لابد من أن يعرف أدب الحديث.. ولا ينسى الشيخ أنْ يُؤنِّس جالسيه أحيانًا بدعاباته المسلِّية، وحكاياته اللطيفة، نظرًا لما جُبِلت عليه نفسه من طيبة تلقائية غير متكلفة ولا مصطنعة”.

وقد رَوَى الفاضل إبراهيم بن أحمد بن صالح الطائي من ولاية سمائل، ما قاله العلامة سعيد بن مبروك القنوبي عن الشيح هاشم؛ ذاكرًا أنّ: “الشيخ هاشم كان آيةً في الحفظ؛ فقد كان يحفظ عشرة آلاف بيت من أشعار العرب، جميعُها تبدأ بحرف الألف”.

وقد رَوَى الفاضل إبراهيم بن أحمد بن صالح الطائي من ولاية سمائل، ما قاله العلامة سعيد بن مبروك القنوبي عن الشيح هاشم؛ ذاكرًا أنّ

: “

الشيخ هاشم كان آيةً في الحفظ؛ فقد كان يحفظ عشرة آلاف بيت من أشعار العرب، جميعُها تبدأ بحرف الألف”.

وقد أوردَ كتاب “شقائق النُّعمان” عددًا من قصائد الشيخ هاشم؛ حيث يذكُر الخصيبي: “وهو يعدُّ من الحُفَّاظ والرواة للعلم والأدب، خاصة الشعر، فهو يرويه وينظمه مثل آبائه، فمن شِعره هذه القصيدة التي ألقاها في المسابقة الشعرية؛ قال: 

وقد أوردَ كتاب “شقائق النُّعمان” عددًا من قصائد الشيخ هاشم؛ حيث يذكُر الخصيبي:

“وهو يعدُّ من الحُفَّاظ والرواة للعلم والأدب، خاصة الشعر، فهو يرويه وينظمه مثل آبائه، فمن شِعره هذه القصيدة التي ألقاها في المسابقة الشعرية؛ قال: 

وله قصيدةٌ في رثاء الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري؛ مطلعها يقول:

كأس المنون على الأنام يدورُ *** والكل مِنّا للإله يحورُ

يا خاطب الدنيا فدعها إنَّ مَن *** يغترُّ بالدنيا هو المغرورُ

كما نشرتْ له جريدة “الفلق” -التي كانت تَصْدُر في زنجبار- في عددها الصادر بتاريخ 16 مايو 1951م، قصيدةً هي جواب لسؤال كان قد أرسله الشيخ سعيد بن محمد الكندي ونشرته جريدة “الفلق” في عددٍ سابق لها، وقد حرَّر الشيخ هاشم القصيدة في مسقط بتاريخ 23 رجب 1370هـ:

وهناك مرثيَّة قالها الشيخ القاضي هاشم بن عيسى بن صالح الطائي في وفاة شيخه العلامة حمد بن عبيد السليمي، منشورة في جريدة “الوطن”، وتعود إلى تاريخ 5 أبريل 1971م:

كما أنَّ له بيتيْن شهِيريْن يتردَّدان على ألسنة طلابه، ومريديه، ومن جلس بين يديه طالبًا للعلم؛ يقول فيهما:

وقائلة: أنفقت في الكتب ما حوت

يمينك من مالٍ، فقلتُ: دعيني

لعلي أرى فيها كتابا يدلُّني

لآخذ كتابي في غدٍ بيميني

ومن عَلامَات براعة الشيخ هاشم في الارتجال الشعري، نسُوق هنا قصة قديمة عاصرها الشيخ محمد بن حمود الوهيبي من سداب؛ فقد ذكر أنَّ: في “سداب” بئرٌ تُسمَّى “بريجة” أو “بريقة”، يستقي منها جميع الساكنين لشربهم، وتقع ما بين “عقبة حرامل” و”عقبة سداب”، وذات يوم زَارَنا عددٌ من قضاة محكمة مسقط الشرعية؛ وهم: الشيخ هاشم بن عيسى الطائي، والشيخ سعيد بن أحمد الكندي، وبرفقتهما الشيخ عبدالله بن هاشل الجرداني، وطلبوا ماء للشرب فأحضرت لهم (جحلة)، فلمَّا شرب الشيخ هاشم (نهلا)، واستطاب الماء (علا)، سألنا عن مصدره، فقلنا من بئر تسمى “بريجة” فقال: “هذه البئر تستحق أن يُقال فيها شِعرا”، فبادره الشيخ سعيد بن أحمد الكندي: ابدأ أنتَ؛ فارتجلَ الشيخ هاشم بن عيسى الطائي قائلا: 

ومن عَلامَات براعة الشيخ هاشم في الارتجال الشعري، نسُوق هنا قصة قديمة عاصرها الشيخ محمد بن حمود الوهيبي من سداب؛ فقد ذكر أنَّ:

في “سداب” بئرٌ تُسمَّى “بريجة” أو “بريقة”، يستقي منها جميع الساكنين لشربهم، وتقع ما بين “عقبة حرامل” و”عقبة سداب”، وذات يوم زَارَنا عددٌ من قضاة محكمة مسقط الشرعية؛ وهم: الشيخ هاشم بن عيسى الطائي، والشيخ سعيد بن أحمد الكندي، وبرفقتهما الشيخ عبدالله بن هاشل الجرداني، وطلبوا ماء للشرب فأحضرت لهم (جحلة)، فلمَّا شرب الشيخ هاشم (نهلا)، واستطاب الماء (علا)، سألنا عن مصدره، فقلنا من بئر تسمى “بريجة” فقال: “هذه البئر تستحق أن يُقال فيها شِعرا”، فبادره الشيخ سعيد بن أحمد الكندي: ابدأ أنتَ؛ فارتجلَ الشيخ هاشم بن عيسى الطائي قائلا:

 

و”بريقة” فاقت على كل شربة *** وأدرت على ماء الفرات ودجلة

فأتبعه الشيخ سعيد بن أحمد الكندي نَاظِمًا:

هي السلسبيل العذب لو أنَّ جنةً *** على الأرض قلنا ماؤها ماء جنة

ثم تَبِعهم الشيخ عبدالله بن هاشل الجرداني مُطرِّزًا:

عليكَ بها فاشرب لمائها به ترتوي *** به تشتفي من كلِّ داء وعلة

وبحُكم عمله قاضيًا في عدَّة ولايات؛ فقد وَرَد اسمُ الشيخ هاشم بن عيسى في العديد من الوثائق الشرعية؛ من بينها هذه الوثيقة التي تعُود إلى 21 من شهر شوال عام 1348هـ، الموافق 21 مارس 1930م، وكان وقتها -بحسب ما ورد في الوثيقة- نائبًا لوالده في محكمة مسقط الشرعية، وهذا دليلٌ على أنَّه تصدى للعمل الشرعي وهو في سِنٍ مُبكرة:

وفاته:

توفي الشيخ هاشم بن عيسى في 31 يناير 1991، وكان سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان من ضمن المصلّين عليه علمًا بأنه قد جمعتهم علاقة وطيدة وكانت بينهما صحبة وجيرة وجلسات علميّة وأدبيّة مدةً طويلة من الزمن، وتحديدًا منذ رجوع الشيخ أحمد من زنجبار حيث التقى بالشيخ هاشم لأول مرة عند الشيخ عبدالله بن علي الخليلي في مطرح وكان الشيخ هاشم برفقته. كما سكن بجواره فيما بعد في حلّة (ميابين) في مسقط. وقد خلّف الشيخ هاشم عددًا من الأبناء الكرام علمًا بأنه كان قد تزوّج من أربعة نسوة طوال حياته.

وقد رثاه عددٌ من الشعراء من بينهم الشيخ سليمان بن مهنّا بن خلفان الكندي الذي رثاه بقصيدة هائية من 15 بيتا:

المراجع:

  • أبو عون، ناصر. قراءة في سيرة الشيخ القاضي هاشم بن عيسى بن صالح بن عامر الطائي، جريدة “الرؤية”، 8 مارس 2022م.
  • البلوشي، إبراهيم بن حسن. ثقافة السلم والتفاهم من خلال التراث الوثائقي العماني.
  • الحاج موسى، بشير بن موسى. هجرة المخطوطات العمانية إلى وادي مزاب، ص:45.
  • الخصيبي، محمد بن راشد. شقائق النعمان على سموط الجمان، ص:345.
  • الخصيبي، مرشد بن محمد. عمان أيام زمان، مسقط، 1994، ص:114.
  • السليمي، حمد بن عبيد. مشكاة الأصول، تحقيق أحمد بن سالم الخروصي، ص:35.
  • السيابي، عبدالله بن راشد، معجم القضاة العمانيين، ج2، ص:456.
  • السيابي، عبدالله بن راشد. تحفة الأنام فيما لسمائل الفيحاء من أعلام، ص:444.
  • السيفي، محمد بن عبدالله. ديوان الجند بدولة الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي، ص:59-60.
  • العريمي، محمد بن حمد. سيرة الشيخ عيسى بن صالح الطائي، دار الرؤيا للطباعة والنشر، مسقط، سلطنة عمان، 2023.
  • عيسى، سماء، وآخرون. الطائيون في عمان، المجلد الأول، الدار العربية للعلوم، الشارقة، دولة الإمارات، 2023.
  • الموسوعة العمانية. المجلد العاشر، ص:3728.

  • أبو عون، ناصر. قراءة في سيرة الشيخ القاضي هاشم بن عيسى بن صالح بن عامر الطائي، جريدة “الرؤية”، 8 مارس 2022م.
  • البلوشي، إبراهيم بن حسن. ثقافة السلم والتفاهم من خلال التراث الوثائقي العماني.
  • الحاج موسى، بشير بن موسى. هجرة المخطوطات العمانية إلى وادي مزاب، ص:45.
  • الخصيبي، محمد بن راشد. شقائق النعمان على سموط الجمان، ص:345.
  • الخصيبي، مرشد بن محمد. عمان أيام زمان، مسقط، 1994، ص:114.
  • السليمي، حمد بن عبيد. مشكاة الأصول، تحقيق أحمد بن سالم الخروصي، ص:35.
  • السيابي، عبدالله بن راشد، معجم القضاة العمانيين، ج2، ص:456.
  • السيابي، عبدالله بن راشد. تحفة الأنام فيما لسمائل الفيحاء من أعلام، ص:444.
  • السيفي، محمد بن عبدالله. ديوان الجند بدولة الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي، ص:59-60.
  • العريمي، محمد بن حمد. سيرة الشيخ عيسى بن صالح الطائي، دار الرؤيا للطباعة والنشر، مسقط، سلطنة عمان، 2023.
  • عيسى، سماء، وآخرون. الطائيون في عمان، المجلد الأول، الدار العربية للعلوم، الشارقة، دولة الإمارات، 2023.
  • الموسوعة العمانية. المجلد العاشر، ص:3728.