أثير – ريما الشيخ
أكد عدد من صيادي محافظة ظفار بأن الأضرار التي تعرضوا لها جراء إعصار “مكونو” في مايو الماضي كانت بالغة على معدات صيدهم ومصدر رزقهم ودخلهم الوحيد، موضحين بأنها “محلك سر” حيث لم يتم تعويضهم حتى كتابة هذا الخبر.
وأوضح الصيادون لـ “أثير” بأن ما يقارب 34 سفينة متضررة بشكل تام في ميناء ريسوت , كما تم فقد سفنتين ولم يعثر عليهما حتى الآن، مؤكدين بأن مصدر رزقهم في خطر إن لم يتم إصلاحها أو تعويضهم عن السفن الغارقة بالكامل.
وذكر الصياد “سالم باعمر” الذي يملك هو وعائلته ثلاث سفن، أن إحدى سفنه تضررت بشكل كامل والأخريات تحتاج إلى التصليح. مضيفًا: “مررنا بأزمة خلال إعصار مكونو , فتحطمت مجموعة من السفن ومنها فُقدت ولم يتم العثورعليها في ميناء ريسوت, فعند تفقدي لسفن العائلة بعد الإعصار وجدتُ إحداها قد تحطمت بشكل كامل ولا يمكن إصلاحها أما السفن المتبقية فيمكن أن يتم إصلاحها لكنها تُكلّف الكثير وكما تعلمون أن هذه السفن تعد مصدر رزقنا وللكثير من الأخوة الصيادين وكذلك العاملين على متن هذه السفن.”
وأكمل حديثه ” وزارة الزراعة والثروة السمكية أرسلت فريقًا لمعانية السفن المتضررة وتفقد الوضع العام بعد الإعصار مباشرةً, وعملوا تقارير لكل السفن المتحطمة والمفقودة حيث تم الإبلاغ عنها للجهات الرسمية , ولكن مرت أشهر ولم يتم الرد حتى الآن , ونحن بحاجة إلى هذه السفن فهي كما أسلفت سابقا مصدر رزق لنا وكل مواردنا متوقفة على هذه السفن , ونناشد الجهات المسؤولة بالإسراع في المساعدة قدر المستطاع , لأننا أصبحنا في ضائقة مالية ولدنيا الكثير من الالتزامات , فإن لم يتم إصلاح هذه السفن والرجوع إلى العمل سنكون في وضع مالي صعب جدا.”
وأوضح سالم أن هذه السفن تم شراؤها بالمجهود الشخصي , فهناك من اشتراها بقرض من بنوك تجارية أو بنك التنمية أو من شركات تمويل أو حتى بـ (سلفة) من أفراد , وليس هناك أي تأمين على هذه السفن وذلك لأن بعض شركات التأمين ترفض أن تؤمن هذه السفن نتيجة مخاطر طبيعة العمل، وإن استجابوا للطلب تكون مبالغ التأمين كبيرة جدا بالنسبة للصياد ولا يستطيع دفعها.
من جانبه قال الصياد محمد الصيعري “كانت سفننا في ميناء مرباط والبحر , وطلبت منا السلطات المحلية تحويل هذه السفن إلى ميناء “صلالة” , فقام أغلب الصيادين بتحويل سفنهم , وفي ليلة الإعصار بتاريخ 24/5/2018م أُجلي كل العمالة الموجودين على السفن لأماكن آمنة وربطت السفن بشكل محكم وآمن في الميناء , وبعد مرور يومين من الإعصار , تفقدنا السفن فوجدنا الأضرار بها كبيرة جدا , فهناك الذي غرق وفُقد , فسفينتي غرقت وفقدت ولم أعثر عليها حتى الآن , ولكن هناك سفن غرقت ولكن يمكن إخراجها وإصلاحها , لكننا كصيادين لا نستطيع ,لأن تكلفة هذه العملية باهظة الثمن علينا”.
وأضاف: “تواصلنا مع أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى لإثارة الموضوع مع الجهات المعنية فقامت وزارة الزراعة والثروة السمكية بتوصيل هذا الموضوع إلى الأمانة العامة لمجلس الوزارء , وتم متابعة الأمر من قبلنا , لكن لم يتم الرد حتى الآن , وقد مرت 4 شهور على ذلك, ونحن ما زلنا في انتظار الرد بالمساعدة أو التعويض وأيضا حصد الأضرار تحت سطح البحر.”
في نهاية حديثهم مع “أثير” ناشد الصيادون الجهات المعنية بالنظر إلى موضوعهم بعين الاعتبار وتقديم المساعدة بالتعويض أو بإصلاح هذه السفن , لتعود المياه إلى مجاريها ويعود العمل بكل يسر كما كان في السابق وعودة الأرزاق إلى أصحابها، فهل من يستجيب لهم؟؟
