أخبار

يقوم على ثلاثة محاور: مشروع بحثي لحفظ أشجار اللبان في السلطنة

يقوم على ثلاثة محاور: مشروع بحثي لحفظ أشجار اللبان في السلطنة
يقوم على ثلاثة محاور: مشروع بحثي لحفظ أشجار اللبان في السلطنة يقوم على ثلاثة محاور: مشروع بحثي لحفظ أشجار اللبان في السلطنة

رصد – أثير

نشرت البوابة الإلكترونية لجامعة السلطان قابوس “أنوار” مشروعًا بحثيًا لحفظ أشجار اللبان في السلطنة يقوم به كل من “مركز الاستشعار عن بعد” و “نظم المعلومات الجغرافية” في جامعة السلطان قابوس ومركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية في جامعة نزوى.

وحسب ما رصدته “أثير”، فإن البحث يركز على جوانب منها تحديد البصمة الطيفية للشجرة وذلك من خلال التركيز على “رسم الخرائط ودراسة التغيير الزمني والمساحي وتحديد البصمة الطيفية لشجرة اللبان باستخدام صور الأقمار الصناعية والطائرة بدون طيار وقاعدة بيانات نظم المعلومات الجغرافية في ظفار”.

وبالنظر إلى نمو أشجار اللبان في مناطق عُمانية شديدة الجفاف ومغلقة ونائية مع تضاريس متعرجة وأماكن مرتفعة، تبدو الأساليب التقليدية (مثل المسح الميداني) غير فعّالة للحصول على معلومات الغطاء النباتي بسبب الوقت والتكلفة والقيود اللوجستية. كما أن دراسة التنوع الزمني للغطاء النباتي غير ممكنة بسبب عدم توفر بيانات المسح التاريخي.

في الجانب الآخر، توفر تكنولوجيا الاستشعار عن بعد وسيلة عملية واقتصادية لدراسة التغيرات في الغطاء النباتي، لاسيما في المناطق الواسعة. وبسبب الإمكانية المحتملة للرصد المنتظم على مستويات مختلفة، فإن تكنولوجيا الاستشعار عن بعد تعمل على حفظ البيانات الممكنة من الوقت الحالي إلى عدة عقود سابقة. ومع التقدم في مجال تكنولوجيا الاستشعار عن بعد وتكنولوجيا الفضاء، وبالتحديد مع منتجات البيانات الجيوفضائية عالية الجودة، يمكن وضع خرائط للنباتات بدقة عالية في المناطق النائية والتي يتعذر الوصول إليها في الوقت المناسب وبطريقة فعَّالة من حيث التكلفة.

رسم خريطة التغييرات

وسيتم في هذا الجانب من المشروع البحثي رسم خريطة التغييرات التي حدثت في السنوات الـ 15 الماضية لشجرة اللبان لعمل دراسة مقارنة زمنية ومساحية، وقياس المساحة الفعلية للتدهور الحاصل على هذه النباتات للعقد الماضي من الزمن، وسيعمل المشروع على تطوير قاعدة بيانات المعلومات الجغرافية لأشجار اللبان الموجودة في منطقة الدراسة والتي تشمل الدراسة المورفولوجية وأصناف هذه الأشجار والظروف المناخية والبيئية المحيطة بها، وسيتم إجراء تعداد لهذه الأشجار التي سيتم تسجيلها إلكترونيًّا في شكل تقارير وخرائط. وتجرى هذه الدراسة باستخدام أدوات وتقنيات حديثة تستند إلى بيانات رصد الأرض الجغرافية المكانية والصور الجوية، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية والصور من الطائرات بدون طيار وأدوات قياس الطول الموجي الكهرومغناطيسي إضافة إلى نظم المعلومات الجغرافية.

كما سيتم في هذه الدراسة تحديد البصمة الطيفية، وهي عبارة عن تحديد مدى اختلاف الانعكاس أو الانبعاث الضوئي فيما يتعلق بالأطوال الموجية للمواد، لأفضل أنواع أشجار اللبان الموجودة في منطقة البحث بصلالة.

تقييم فسيولوجي

في حين يركز مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى في هذا المشروع البحثي على جانب “فهم النمو والتقييم الفسيولوجي لأشجار اللبان في كلٍّ من المناطق الآتية: الحقف، ووادي سحنوت، ووادي دوكة بمحافظة ظفار”. ويشمل المشروع زيارة ميدانية تهدف إلى تقييم تدفق عملية التمثيل الضوئي، وتحديد أشكال الأوراق، وقياس محتويات الكلوروفيل في أشجار اللبان النامية في مناطق مختلفة من المناطق المختارة.

ومن المؤمل أن تساعد هذه البيانات والنتائج التي تم الحصول عليها من خلال المسوحات الميدانية والتجارب المخبرية في تحديد الصحة العامة لشجرة اللبان، وتقييم التهديدات ذات الصلة خلال فترات مختلفة من عمر الشجرة. الجدير بالذكر أن المركز سيركز أيضا في هذا المشروع على تحديد المجموعة الوراثية لأشجار اللبان من خلال تحليل المتغيرات الجزيئية المتكررة التي تم تطويرها خصيصًا من أجل شجرة اللبان.

إعادة التشجير

ومن المتوقع بعد الانتهاء من هذا المشروع معرفة مقدار وأماكن التدهور الواقع على أشجار اللبان بدقة، ومعرفة الظروف البيئية الحالية للشجرة التي تتسم بأهمية عالية وضرورية من أجل الحفاظ عليها كمنتج طبيعي عالي الجودة والقيمة.

ويمكن لهذه الدراسة أن تكون أيضًا نقطة انطلاق لتطوير نموذج حاسوبي لتحديد أنسب المواقع لإعادة تشجير شجرة اللبان، ويؤمل أن يسهم ذلك في إدارة أفضل للموارد الطبيعية وزيادة الرقعة النباتية لزراعة هذه الشجرة وزيادة إنتاجيتها، مما سيكون له الأثر في الجانبين السياحي والاقتصادي للبلد.

كما سيوفر المشروع قاعدة من البيانات والمعلومات عن مستوى التباين الوراثي لنوع شجرة اللبان وتوزيعها المكاني بين مناطق الانتشار، الأمر الذي سيساهم في تحديد الأولويات في استراتيجيات الحفظ المستقبلية لهذه الشجرة المهمة.

Your Page Title