أخبار

“المانجروف” تنبت في جوف ماء البحر.. ومختص يوضح فوائدها للسلطنة

“المانجروف” تنبت في جوف ماء البحر.. ومختص يوضح فوائدها للسلطنة
“المانجروف” تنبت في جوف ماء البحر.. ومختص يوضح فوائدها للسلطنة “المانجروف” تنبت في جوف ماء البحر.. ومختص يوضح فوائدها للسلطنة

رصد – أثير

إذا كنت من سكان مسقط؛ فلا بدَّ أن تكون قد شاهدتَ هذه الأشجار في شاطئ القرم، وإذا كنت من الباطنة؛ فلا بدَّ أن تكون قد شاهدتَها في منطقة السوادي، فكر معي أيضًا، أين يمكن أن تكون قد شاهدتَها في سواحل عمان؟ وتساءلتَ عن أهميتها؟ وكيف تعيش في الماء المالح؟ أو ما هي فوائدها؟ وكيف يمكن الاستفادة منها اقتصاديًا واجتماعيًا؟

هكذا بدأ خبر نشرته البوابة الإلكترونية لجامعة السلطان قابوس “أنوار” عن أشجار المانجروف (القرم) التي ذُكِرت في كتب الإغريق القديمة، وكُتب علماء العرب، وقالوا عنها بأنها شجرٌ ينبت في جوف ماء البحر.

وحسب الخبر الذي رصدته “أثير” فقد تحدث الدكتور ياسين عبد الرحمن الشرعبي- مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية بالجامعة عن دراسة “الأهمية الاجتماعية والاقتصادية لأشجار المانجروف (القرم) لسكان السواحل في سلطنة عمان”. والتي تجيب عن الكثير من الاستفهامات.

وأوضح الشرعبي وهو الباحث الرئيس في المشروع أن المركز شكّل فريقًا بحثيًّا للدراسة بإشرافه وعضوية كل من الدكتور ب. س. تشاودري، والدكتور سليمان الهاشمي، وفريق الباحثين في المركز، وهم: خليفة الزيدي، وأحمد السديري، وأحمد الرئيسي.

وعن الأعمال التي قام بها الفريق قال: قام الفريق البحثي بمجموعة من الزيارات الميدانية إلى أماكن وجود أشجار المانجروف في السواحل العمانية، كما قام بزيارات ميدانية لمشاتل أشجار المانجروف التي تُشرِف عليها وزارة البيئة والشؤون المناخية في كلٍ من محافظة مسقط ومحافظة جنوب الشرقية ومحافظة ظفار. وتعتمد الدراسة على القيام بزيارات استطلاعية لغابات ومشاتل أشجار المانجروف، بالإضافة إلى أخذ بعض العيّنات من التربة والمياه من بيئات المانجروف؛ لدراسة نسبة وجود الكربون الأزرق فيها. وقام الفريق البحثي أيضًا بتطبيق استبانةٍ لرصد وِجهة نظر سكان المناطق القريبة من بيئات المانجروف حول هذه الأشجار وأهميتها وكيفية الاستفادة منها، ورصد المشكلات التي من الممكن أن يواجهها السكان نتيجة وجود هذا النوع من البيئات بالقرب من أماكن سكنهم.

وأوضح الدكتور ياسين فوائد أشجار المانجروف (القرم )؛ بقوله: إنّ أشجار المانجروف -المعروفة في السلطنة بأشجار القرم- هي نباتات تتحمل الملوحة، وتنمو في السواحل في المناطق المدارية وشبه المدارية من العالم. وتخلق غابات المانجروف بيئات مناسبة للعديد من الكائنات الحية، حيث تُعَدّ بمنزلة موائل مناسبة لتغذية وتربية وتكاثر الأنواع المستقرة والمهاجرة من الطيور البحرية والساحلية. كما تُشكّل غابات المانجروف بيئة مهمّة للأسماك والقشريات ذات القيمة التجارية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مواد أخرى مهمّة اجتماعيًا واقتصاديًا تنتجها أشجار المانجروف مثل الخشب والأعلاف الحيوانية والأدوية والأصباغ. كما أنّ هذه الأشجار تلعب دورًا مهمًا في تخفيف انبعاثات الكربون الجوي، وتبعًا لذلك؛ التخفيف من ظاهرة تغيُّر المناخ. وأيضًا تحمي أشجار المانجروف السواحل من طاقة الأمواج، ومن انجراف التربة بسبب السيول، وتُعدّ من الأماكن السياحية الجذابة؛ فهي إذًا مصدر مهم لتطوير السياحة.

وعن أهداف هذه الدراسة تحدث الشرعبي: بالنظر إلى الأهمية الكبيرة لهذه الأشجار؛ إلا أنّ هناك عددًا قليلًا جدًا من الدراسات التي أُجريَت على توزيع أشجار المانجروف في عمان وأهميتها. لذا فإنّ هناك حاجة لدراسة خريطة توزيع أشجار المانجروف على السواحل العمانية بشكل أكبر، ومعالجة الأهمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لهذه الأشجار. كما أنّه من الضروري جدًا وجود فهم ومعلومات أفضل عن الأثر الاقتصادي والاجتماعي للنُّظم الإيكولوجية الساحلية والبحرية لهذه الأشجار في عمان.

وأضاف: بشكل عام يأمَل مركز الدراسات والبحوث البيئية أن يحقق هذا المشروع البحثي العديد من الأهداف، والتي يأتي في مقدمتها تقييم الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لهذه الأشجار لسكان السواحل العمانية، ودراسة الأنشطة البشرية المحتمَلة في بيئات أشجار المانجروف، وتحليل السياسات الحالية حول هذه الأشجار في السلطنة. بالإضافة إلى دراسة التفاعل بين المجتمع والنظام البيئي لأشجار المانجروف؛ وذلك بهدف زيادة الوعي بأهمية هذه الأشجار، وبناء قدرة المجتمع على التفاعل بشكل أكبر مع هذه البيئات والاستفادة من هذا النوع من الأشجار والأوساط الحاضِنة لها.

واختتم الدكتور حديثه بذكر أبرز الإنجازات التي حقّقها المركز على صعيد الدراسات والبحوث؛ حيث قام بدراسة بحثية حول إدارة النّظم البيئية الساحلية: “دراسة حالة لمنطقة الباطنة”، وإنجاز كتاب “طيور عمان” بالتعاون مع مجموعة من الخبراء العالميين، والشراكة بين وزارة البيئة والشؤون المُناخية وجامعة السلطان قابوس من جهة، والصندوق الأخضر للمناخ التابع للأمم المتحدة من جهة أخرى؛ للإشراف على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتكيّف والتخفيف من التغيرات المناخية، بالإضافة إلى مشروع بحثي عن المناخ الحَضري واستهلاك الطاقة: جامعة برلين الحرة (ألمانيا)، وتقديم استشارات حول الإستراتيجية المكانية الإقليمية الخاصة بالنّقل بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص، وتعاون بحثي مع المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة (ديوان البلاط السلطاني) لتنفيذ الأطلس البيئي لسلطنة عمان.

الجدير بالذكر أنّ مركز البحوث والدراسات البيئية منذ إنشائه قام بالعديد من الدراسات والبحوث المتعَلّقة بالبيئة؛ سواء بشكل مستقل أو بالتعاون مع بعض الوحدات الحكومية أو الخاصة المختلفة. كما ساهم المركز في تنظيم وتنسيق عدد من الدراسات والبحوث البيئية التي تقوم بها بعض الكليات والوحدات بجامعة السلطان قابوس. ويقوم المركز أيضًا بدور مهم في جمع ونشر المعلومات عن البحوث البيئية المتعلقة بعمان والمنطقة، فهو يمثل حلقة وصل لتعزيز التعاون البحثي والتفاعل بين الجامعة والمؤسسات الحكومية والخاصة المعنيَّة بالبيئة. كما يساهم المركز بفعالية في تمثيل الجامعة داخليًا، وتمثيل السلطنة خارجيًا في الفعاليات والمؤتمرات ذات العلاقة بالبيئة، بالإضافة إلى دوره الرّيادي في تنظيم الحلقات الدراسية والندوات والمؤتمرات حول القضايا البيئية.

Your Page Title