أخبار محلية

قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما

قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما
قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما

أثير- تاريخ عمان
تصفح الإرشيف: د. محمد بن حمد العريمي


نتيجة لموقعها الجفرافي والفلكي وقربها من مراكز تكون الأعاصير والحالات المناخية؛ فقد تعرضت السلطنة للعديد من الأنواء المناخية المختلفة من حيث مدى قوتها وتأثيرها، وتحفظ لنا كتب التاريخ العماني عددا من التواريخ المرتبطة بهذه الأعاصير والمنخفضات، والجرفات وتأثيراتها على المجتمع المحلي.

وفي السنوات الأخيرة تزايدت حالات التأثيرات المناخية الكبيرة على أجواء السلطنة، فقد تأثرت السلطنة خلال الاثني عشر عامًا الأخيرة بثلاثة أعاصير قبل الحالة المناخية المتوقع حدوثها خلال هذين اليومين، فبعد إعصار (جونو) عام 2007 أتى إعصار (فيت) في يونيو 2010، ثم إعصار(ميكونو) في مايو 2018.

(أثير) تستعرض في هذا التقرير لمحات تاريخية عن بعض الأعاصير والأنواء التي تأثرت بها السلطنة خلال تاريخها، ثم تتناول من خلال أرشيف جريدة عمان لعامي 1977، و1978 المعلومات المتعلقة بإعصار عام 1977 الذي تأثرت به السلطنة بشكلٍ عام، وولاية مصيرة بشكلٍ خاص في يونيو 1977.

محطات تاريخية

تأثرت السلطنة بالعديد من الحالات المناخية طوال تاريخها، فتذكر لنا كتب التاريخ حادثة وادي (كلبوه) زمن الإمام الوارث بن كعب سنة 192هـ ، التي غرق فيها الإمام بعد محاولته إنقاذ بعض المساجين من أن يجرفهم الوادي الشهير بنزوى والذي كان قد امتلأ بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت في تلك السنة.

كما أورد المؤرخون العمانيون وأبرزهم نور الدين السالمي في تحفته أخبار إعصار سنة 251هـ الموافق 865م وتحديدا في ليلة الأحد 3 من جمادى الأولى زمن الإمام الصلت بن مالك؛ الذي يعده البعض من أهم وأقوى الأعاصير التي ضربت عمان قديما، حيث كانت له نتائج وخيمة من بينها طمس معالم بعض المدن واعتبارها بيت مال نتيجة للخسائر البشرية والمادية الجسيمة المترتبة عليه.

ومن المفارقات أن تاريخ اليوم الذي وقع فيه الإعصار وهو السادس من يونيو 865م يصادف تاريخ السادس من يونيو 2007 وهو اليوم الذي صادف إعصار جونو.

وفي يوم الجمعة 4 رجب سنة 513 هـ الموافق 17 أكتوبر 1119م، هطلت أمطار غزيرة وفيضانات في عمان، وخصوصا في سمائل والمناطق المجاورة لها ، وذلك في عهد الإمام راشد بن علي بن سليمان بن راشد اليحمدي ، حيث دمرت هذه السيول الكثير من البلدان وأغرقت الأموال والمنازل ، وارتفع منسوب الماء إلى مستويات عالية حيث يذكر الشيخ سيف بن حمود البطاشي نقلا عن بعض المخطوطات القديمة “أن زوجة عقيد العسكر بحصن سمائل كانت تغرف الماء من نافذة الحصن”.

وفي ليلة الثلاثاء 5 جمادي الآخرة سنة 897 هـ الموافق 11 أبريل سنة 1492 م بحسب ما ذكر الشيخ مداد بن عبدالله بن مداد الناعبي هطلت أمطار غزيرة بنزوى دمرت الكثير من حوائرها ومساجدها وحصونها ومزارعها وغيرها من البنى الأساسية.
وفي أواخر شهر شعبان سنة 970هـ الموافق شهر مايو سنة 1563م هطلت أمطار غزيرة على مناطق شتى من عمان وسالت الأودية والجراف كأودية الرستاق ، ووادي بني عوف ، والعلياء ، وخضراء بني لمك ، ونزوى ، وبهلى ، وسمائل ، وعلياء الفوارس .


وفي شهر جمادي الآخر سنة 1094هـ الموافق شهر مايو سنة 1683م هبت في عشي إحدى الليالي رياح عاتية على بعض مناطق عمان مصحوبة بأمطار شديدة مما أدى إلى حدوث خسائر جسيمة في المزروعات واقتلاع أشجار النخيل.
وذكر ابن رزيق في (الفتح المبين) أنه في سنة 1213هـ الموافق سنة 1798م نزلت أمطار غزيرة على أغلب مناطق عمان استمرت ما يقارب من ستين يوما.


قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما
قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما

كما تخبرنا الروايات الشعبية عن حوادث عديدة حصلت بسبب الأنواء المناخية التي تعرضت لها أجواء السلطنة، كموجة تسونامي التي ضربت المنطقة حوالي عام 1945، وحادثة غرق السفينة (سمحة) وغيرها من السفن العمانية في عام 1958 التي راح ضحيتها كثير من النواخذة والبحارة والمسافرين العمانيين، والعديد من المسميات لهذه الأنواء، مثل ضربة (الشلّي)، و(الأحيمر)، و(اللكيذب)، و(ضربة الكوي)،وغيرها.

إعصار 1977
اجتاح السلطنة في نهاية الأسبوع الثاني من شهر يونيو 1977 إعصار شديد بلغت سرعته 120 عقدة وداهم عددا من ولايات السلطنة، وتسبب في أضرار مؤسفة في الأرواح والممتلكات، وسارعت أجهزة الدولة المختلفة في إنقاذ المنكوبين ومن بينها وزارة الدفاع، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الداخلية، ووزارة الصحة.

إعصار 1977


وكان أكثر الأضرار في جزيرة مصيرة التي داهمها الإعصار فجر يوم الإثنين الموافق 13 يونيو 1977م، واستمر إلى ما بعد ظهر اليوم وتسبب بأضرارٍ جسيمة، حيث تضرر ما يربو على 1400 منزل مبني بالمواد الثابتة، مما أدى إلى فقدان أكثر من 3000 شخص للمأوى وأعلنت حالة الطوارئ في الجزيرة.

قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما
قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما

أما بالنسبة لولايتي جعلان بني بو علي وبني بو حسن فقد داهمها الإعصار في تمام الساعة السادسة من يوم الإثنين ونتج عن قوة الإعصار تشابك في النخيل مما أدى إلى حدوث سقوط جماعي في النخيل، وتسبب سقوطها في إتلاف عدد من المنازل، ولم تحدث خسائر في الأرواح من جراء الإعصار ما عدا شخص كان يحاول عبور الوادي فجرفه في تياره القوي مما أدى إلى وفاته.

وفي الكامل والوافي سالت الأودية بصورة عنيفة ونتج عن الأحوال الجوية تهدم 16 بيتًا من البيوت المبنية بالمواد الثابتة، و14 من بيوت السعف.

وقد امتد الإعصار إلى جدة الحراسيس حيث أدى عنف الأمواج على ساحل المنطقة إلى فصل جزء من المنطقة وإحاطته بالمياه من مختلف الجهات فبقي الأهالي في جزيرةٍ صنعتها الأمواج، وبلغ عدد المتضررين الذين تم تقديم المساعدة لهم مائة شخص.

قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما
قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما

وتسبب الإعصار في سقوط ما يزيد عن أربعة آلاف نخلة في الحمراء مضافا إليها العديد من أشجار الليمون والمانجو وتهدم بعض المنازل، كما أتلف الإعصار عددًا من الأشجار المثمرة في الجبل الأخضر، وامتد الإعصار كذلك إلى نزوى وتسبب في إسقاط عدد من أشجار النخيل وأعمدة الهاتف والكهرباء.

أما دبا فقد هاجمها عنف الموج مما أدى إلى فصل منطقة كرشا عن منطقة الظهوريين، وتسبب الإعصار في تهدم بعض المنازل وبيوت السعف.

ونظرًا لاهتمام جلالة السلطان المعظم بأمر منكوبي الإعصار وما ترتب عليه من أضرار للمواطنين، ونظرًا لحرص جلالته على حماية وإنقاذ الأرواح والممتلكات فقد أمر جلالته بتشكيل لجنة تشكلت من معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل رئيسا، وعضوية كل من وكيل وزارة الداخلية، ووكيل وزارة الإعلام، ووكيل وزارة الصحة، ووكيل وزارة المواصلات، وممثل عن وزارة الدفاع، وممثل عن المفتش العام للشرطة والجمارك، وذلك للنظر في أمر المنكوبين واتخاذ ما يلزم من إجراء.

قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما
قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما قبل هيكا: تفاصيل عن أعاصير عديدة مرّت على السلطنة بينها اثنان تشابها في يوم وقوعهما

كما تم بناء 600 مسكن شعبي بتكلفة إجمالية قدرها ثلاثة ملايين ونصف المليون للمواطنين الذين تضررت منازلهم من جرّاء الإعصار في جزيرة مصيرة، وذلك في إطار ما التزمت به حكومة جلالة السلطان قابوس المعظم بتعويض المواطنين المتضررين، وروعي في تصميم هذه المنازل أن تكون مزودة بالمرافق الأساسية كالماء والكهرباء وملاءمتها لحاجة الأسرة العمانية، وتم صرف تعويضات للمواطنين المتضررين من جرّاء الإعصار في كافة أنحاء السلطنة قدرها مليون وربع مليون ريال تقريبا.
كما تم فتح باب التبرعات للإسهام في إعمار المناطق المتضررة من الإعصار، وكان حجم الإقبال كبيرًا من قبل المواطنين وبعض الجهات الرسمية.


المراجع
1- أرشيف جريدة عمان، عدد 21 يونيو 1977.
2- أرشيف جريدة عمان، عدد 14 مارس 1978.
3- “أشهر الأعاصير والمنخفضات في تاريخ عمان”، موضوع منشور للكاتب الجاعدي بمنتديات وادي عاهن، 3 يونيو 2011، http://w-ahin.com/vb/showthread.php?t=1599

المراجع



• المادة الأرشيفية المرفقة من أرشيف جريدة عمان

Your Page Title