أثير – ريما الشيخ
كانت الألعاب الشعبية الجميلة وسيلة الفرح والتسلية لنا، فقد قوّت النفوس على المبادرة، وعمّقت روح الفريق فينا.
من منا لا يذكر تلك الألعاب التي كنا نلعبها بصحبة صبية وبنات حارتنا، ولا نزال نذكرها بطابعها وأساليب لعبها؛ لتبقى ذكرى لطفولتنا ولأيام عشناها، فمثّلت البساطة وأثارت روح الحماس والمنافسة والمرح بيننا، نعم كانت تعني لنا الكثير، والكثير منا يذكرها حتى يومنا هذا.
اليوم تستذكر لك “أثير” أيّها القارئ الكريم بعضًا من الألعاب العُمانية التقليدية القديمة التي اشتهرت في زمن الطيّبين :
1. الأترج
يؤديها لاعبان على الأقل في مضمار سباق واسع يُرسم فيه خط البداية والنهاية، ويتفق لاعباها على مسافة السباق قبل اللعب، ولا تستعمل أي أداة فيها.
يقف اللاعبان عند خط البداية، كلٌ على إحدى رجليه، ويمسك كلُّ رجله الأخرى بيده، ثم يتسابقان بالقفز على رجل واحدة حتى خط النهاية، ومن يسقط أثناء القفز يخرج من اللعب مباشرة، ويفوز بالسباق من يصل أولًا إلى خط النهاية. تنتشر هذه اللعبة في محافظة شمال الباطنة خاصة ولاية لوى.
2. أضير إييد
تُلعب في ظفار، وتعني باللغة الشحريّة/الجبالية، ما على اليد.
يلعبها من لاعبين إلى أربعة لاعبين ذكورًا وإناثًا بمجموعة من الحصيات الصغيرة المسطحة.
يُمسك اللاعب الأول الحصيات بكفّه ثم يرميها إلى الأعلى ويدعها تسقط على ظهر يده، ويكون لاعب آخر قد اختار حصاة منها، وعلى اللاعب الأول أن يُسقط جميع الحصيات باستثناء الحصاة المختارة، فإذا نجح فإنه يلتقط الحصى المتساقط بيده التي عليها الحصاة المختارة ويضعها في اليد الأخرى، ثم يرمي الحصاة المختارة بظهر يده إلى الأعلى ليلتقطها بكفه مرة أخرى، وتُسمى هذه الحصاة في اللعبة أنقا.
يُكمل اللاعب دوره في اللعب بالطريقة نفسها، وكل حصاة يلتقطها بعد حصاة أنقا تُحتسب هدفًا، وإن لم يلتقط حصاة أنقا فإن دور إلقاء الحصى ينتقل إلى لاعب آخر.
3. بحاروب
يلعبها عدد غير محدد من اللاعبين، ويبدأ اللعب بانقسام اللاعبين إلى فريقين، ثم يقوم أفراد أحد الفريقين بوضع أصابعهم على الأرض بحيث تترك أثرًا أثناء اختباء أفراد الفريق الآخر.
ثم ينادي الفريق الأول على المختبئين بكلمة ( بحاروب)، وذلك إشارة إلى أن دورهم قد حان في البحث عن آثار الأصابع. وإذا نجح لاعبو الفريق المختبئ في اكتشاف مكان آثار الأصابع يفوز فريقهم بالجولة. وتستمر اللعبة بهذه الطريقة. تُمارس هذه اللعبة في محافظتي: شمال الشرقية وجنوبها.
4. التصويب
تسمى أيضًا مطانزو.
تعتمد على دقة التصويب، ويؤديها عدد غير محدد من اللاعبين في ساحة تحتوي على علامة مميزة عادة ما تكون كومة رمل توضع هدفًا للتصويب.
يجلس اللاعبون في صف واحد، ويرمون الهدف بالحصى، ومن يفشل منهم في إصابته مرة واحدة يخرج من اللعبة، ويستمر خروج اللاعبين بهذه الطريقة.
تمارس لعبة التصويب في جولات، وفي كل جولة تزاد المسافة بين اللاعب والهدف، إلى أن تنتهي اللعبة بفوز اللاعب الذي ينجح في إصابة الهدف من أبعد مسافة. تنتشر ممارسة لعبة التصويب في محافظتي: شمال الشرقيّة وجنوبها.
5. جاس ما جاس
يلعبها الذكور والإناث في ساحة مربعة لا تزيد عن 4 أمتار، يُرسم بها خط يقف عليه اللاعبون، وتحفر في الساحة مجموعة من الحفر الصغيرة تصطف على خط واحد على بعد ثلاثة أو أربعة أمتار من الخط الذي يقف عنده اللاعبون، وأدوات هذه اللعبة هي: كرة من القماش، ومجموعة من الحصى.
يزيد مجموع الحفر الصغيرة بحفرة واحدة عن عدد اللاعبين، ويبدأ اللاعبون برمي الكرة نحو الحفر، على أن يكون لكل لاعب الحق في أن يرمي الكرة مرة واحدة فقط ثم ينتظر حتى ينتهي بقية اللاعبين من الرمي فيعود له الدور مرة أخرى، وإذا نجح لاعب في إدخال الكرة في أي حفرة فإنه يضع علامة بداخلها تدل على أنه هو من أصابها ثم يغلقها بحصاة كبيرة. يستمر اللعب حتى تغلق جميع الحفر، والفائز هو من يستطيع أن يغلق أكثر عددِ منها.
6. حاسوم باسوم
لعبة حركية وذهنية يلعبها الذكور فقط ، وتلعب في أي وقت، وعدد لاعبيها غير محدد، وتلعب في ساحة واسعة وتنتشر في شمال السلطنة.
يجلس اللاعبون على الأرض في حلقة واسعة، ويُعطى كل لاعب اسمًا معينا مثل: نخلة، جمل، ذئب. ثم يقوم اللاعب الرئيس بترديد أهزوجة اللعبة قبل نطقه بالاسم المختار لتشتيت انتباه اللاعبين عن ملاحظة الاسم الذي اختاره، ومن هذه الأهازيج: حاسوم باسوم/ فوق العريش/ امسطحه.
وكذلك يحرك يده على الأرض للتشتيت أيضًا، وعلى من يُنادى اسمه الإجابة بترديد الاسم نفسه بسرعة، وتعاد اللعبة إذا أجاب صاحب الاسم بسرعة، وإذا لم ينتبه لمناداته فإنه يعاقب بأن يقوم اللاعبون بضربه ضربا خفيفا على ظهره.
7. الخشاش يطيح
اسم اللعبة مستمد من كلمة الخشاش التي تعني التمر الفاسد الجاف، بعكس البسر.
يشكل اللاعبون حلقة دائرية مغلقة ويعقدون أيديهم معًا ثم يدورون سريعًا وهم يرددون: الخشاش يطيح، والبسر يتعلق، فإذا سقط أحد اللاعبين أو أفلت يده عن اللاعب الآخر فإنه يخرج من اللعبة. يستمر اللعب حتى يبقى لاعبان فيكونا هما الفائزين، أو تستمر اللعبة ليفوز لاعب واحد فقط.
8. لعبة الرم
يؤديها من 8 إلى 10 لاعبين، في ساحة واسعة ومحددة بخطين يُسمى كل منهما القلعة.
ينقسم الفريقان أولا إلى فريق مهاجم وآخر مدافع، ويكون لكل فريق رئيس يُسمى العميد، ويبدأ الفريق المهاجم بمطاردة الفريق المدافع حتى يتمكن من لمس أحد لاعبيه، فإذا لمُس لاعب يتحول فريقه إلى الهجوم، ويصبح الفريق المهاجم مدافعًا، وأثناء المطاردة يقوم لاعبو الفريق المدافع بحماية زميلهم ومساعدته على الوصول إلى قلعتهم، والفريق الذي يتمكن من الوصول إلى قلعته دون أن يلمسه لاعبو الفريق الخصم يكون هو الفائز. تُمارس لعبة الرّم في محافظتي: الدّاخليّة والظاهرة.
وحول هذه الألعاب استطلعت “أثير” آراء بعض الشباب والشابات.
تقول عواطف السعدية إن الألعاب الشعبية لها طابع جميل، فكانت بسيطة جدًا، لكنها تُنمي العقل وتزيد من الذكاء كونها من الطبيعة ومن اختراع البشر أنفسهم.
وأضافت: نعم لعبتُ هذه الألعاب وشاركت بها، لكن اللعبة المفضلة لي، ولأكثر الفتيات، هي رسم خط أو عدة خطوط على الأرض بمربعات ونرمي حجرة صغيرة ونبدأ بتحريك رجل واحدة مرورًا بكل المربعات إلى نهاية اللعبة.
أما محمد البلوشي فأعرب عن رأيه بقوله: من الألعاب المفضلة لي ، لعبة صياد، حيث تُلعب في ملعب بشكل مربع وفيه مجموعة لاعبين بعدد 4 لكل فريق ويتم رميهم بكرة صغيرة ( كرة تنس ) واللاعب الذي تصيبه الكرة يخرج من اللعبة ويكمل زملاؤه اللعب وبعدها يتم تبديل الفريق الرامي بالفريق الخاسر ، وكذلك لعبة عنبر المكونة من فريقين بـ3 لاعبين لكل فريق ، الفريق الرامي يمسك بكرة صغيرة تشبه كرة التنس ويرميها على مجموعة من الأكواب ويهرب، والفريق الحامي لهذه الأكواب يقوم بمسك الكرة وضربها للفريق الرامي وإذا أصيب فرد واحد من الفريق الرامي تنتهي اللعبة بخسارة الفريق .
وأضاف : هناك أيضًا ألعاب أخرى أذكرها مثل لعبة مغاة وحواليس وغميضة.
وتشاركنا الرأي أميرة العبرية بقولها : الزمن سريع التغير بكل تفاصيله، في السابق كانت الألعاب تتسم بالحركة و التفكير واستخدام كافة الحواس لنيل المتعة والانتصار في اللعبة. و لها من الدور الكبير في تنمية قدرات الطفل وذكائه ، و تعزيز جانب التواصل مع الآخرين و كسب الثقة بالنفس، أما الآن مع تطور التكنولوجيا، فقد انحصرت الألعاب في الجانب الإلكتروني و كَثُرَ الاهتمام بها و تسويقها للكبار و الصغار.
وأضافت : أنا لا أنكر المتعة التي تكمن في الألعاب الإلكترونية، لكن الضرر منها في كثرة الاستخدام والإدمان عليها مما يعاني المستخدم من أضرار صحية كانت جسدية أو نفسية! يمكنني القول بأن الألعاب التي لعبتها شخصيًا مثل: جوجو و عشرين، صياده، مداسوه، في فترة طفولتي، والألعاب التي لعبوها من هم أكبر مني باتت شبه معدومة، وأطفال اليوم ليس لهم الدراية عنها وكيفية لعبها الصحيح! علينا أن نعزز ونُحيي الألعاب الشعبية القديمة و تطبيعها بطابع عصري حتى تجذب أطفالنا وتزيد شغفهم لممارستها.