أخبار

مواقف ثابتة للسلطان قابوس بن سعيد تؤكد حيادية عُمان

مواقف ثابتة للسلطان قابوس بن سعيد تؤكد حيادية عُمان
مواقف ثابتة للسلطان قابوس بن سعيد تؤكد حيادية عُمان مواقف ثابتة للسلطان قابوس بن سعيد تؤكد حيادية عُمان

أثير – ريما الشيخ

كانت السلطنة محدودة العلاقات مع العالم الخارجي، حتى مع الدول العربية المجاورة، ولكن عند تولي السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- الحكم عام 1970م، اتبع سياسة خارجية معتدلة ووسع علاقاته الدبلوماسية بشكل كبير وعمل على إزالة العزلة والقيود المفروضة على السلطنة.

تميّزت عمان بموقفها الحيادي الذي دأبت على انتهاجه، فالدبلوماسية العُمانية أصبحت محطة واضحة للجميع، تعمل على مدّ الجسور بين الأطراف وترصّ صفوفها دائمًا للبحث عن حلول على المستوى الإقليمي أو العالمي.

“سياسة خارجية تقوم على خمس خطوط عريضة”

تميزت السياسة الخارجية في سلطنة عمان خلال عهد السلطان قابوس –طيب الله ثراه- بالحيادية على المستوى الدولي، فقد ابتعدت عن الخلافات السياسية والتكتلات التي قد تؤثر سلباً على عملية التطوير، كما احتفظت بعلاقات صداقة مع كثير من دول العالم.
لقد بذلت السلطنة جهدًا لفك أطواق العزلة وانضمت إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة عام 1971م، وانضمت إلى مجلس التعاون الخليجي المكون من ستة أعضاء عندما تأسس في عام 1980، وبذلك اتسعت دائرة علاقتها مع الدول العربية والأجنبية ولكن كانت سياستها قائمة على خطوط عريضة ذكرها السلطان قابوس خلال خطابه في العيد الوطني الثاني عام 1972م وهي:
1.انتهاج سياسة حسن الجوار مع جيراننا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة.
2.تدعيم علاقتنا مع الدول العربية وإقامة علاقات ودية مع دول العالم.
3.الوقوف بجانب القضايا العربية في المجالات الدولية.
4.الوقوف بجانب القضايا الأفريقية وتأييد نضالها من أجل الحرية والاستقلال وقد اتخذت عمان موقفا معاديا لسياسة التفرقة العنصرية التي تمارسها حكومة جنوب أفريقيا وحكومة روديسيا.




“عمان مؤيدة للحق العربي وتدعمه بالدم والمال”

إن المواقف السياسية التي اتخذتها السلطنة هي مواقف معلنة للدول العربية بشكل عام، فالسلطان قابوس –طيب الله ثراه-، اختار الاعتماد على دبلوماسية السلام، ولعب دورًا مهمًا في الوساطة بين السعودية وإيران وفلسطين وإسرائيل.

وخلال خطابه في العيد الوطني الثالث عام 1973م أكد المغفور له بإذن الله حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد: إننا جزء من الأمة العربية، تربطنا وحدة الهدف والمصير قبل أن يجمعنا ميثاق الجامعة العربية، وموقفنا من القضايا العربية واضح وصريح لا لبس فيه ولا غموض. وسنبقى دائما مؤيدين للحق العربي ندعمه بالدم والمال ونسانده بكل طاقاتنا حتى يعود الحق إلى نصابة وترتفع أعلام النصر على الرؤوس بعون الله.

“عدم التدخل في شؤون الغير من مبادئ السلطنة الراسخة منذُ عصور”

من أهم مرتكزات السياسة الخارجية العمانية كانت ولا زالت عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين واحترام القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، قد مكن هذا النهج السلطنة من لعب دور فاعل في حلحلة كثير من المشكلات العربية والغير عربية، وهذا ما أكسب السلطنة مكانة متميزة في كلا الساحتين الإقليمية والدولية وأعطتها مكانة بارزة في مساعي إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

وهذا ما قاله السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- في الانعقاد السنوي لمجلس عمان عام 2010م: إن لعمان تاريخًا عريقًا ومبادئ راسخة منذُ عصور مضت وما قمنا به هو تأكيد تلكم المبادئ والتعبير عنها بلغة العصر ومن المبادئ الراسخة لعمان التعاون مع سائر الدول والشعوب على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الغير، وكذلك عدم القبول بتدخل ذلك الغير في شؤوننا.

“نهجنا في السياسة الخارجية حقق لعمان مكانة مرموقة على الساحة الدولية”

لا شك أن النموذج العماني في السياسة الخارجية يعد نموذجا فريدا في إطار العلاقات الدولية، رغم التقلبات والعواصف السياسية والحروب التي اشتعلت في المنطقة والإقليم بشكل عام والأزمات التي تلتها، إلا أن السلطنة كسبت حلفاء فقط بدون أعداء اعتمادا على الفكر الذي جسده السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه-، فقد اعتمد المغفور له “الدبلوماسية الهادئة” القائمة على توازن المصالح، ودرء المفاسد والخلافات، والسعي لتحقيق منافع متبادلة، حتى أثناء الصراعات.
“لقد انتهجت السلطنة منذُ قيام النهضة المباركة نهجا مدروسا في سياستها الخارجية. وقد أتى هذا النهج -بحمد الله- ثماره الطيبة فأصبح لهذا البلد مكانته المرموقة على امتداد الساحة الدولية. إننا نعمل مع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي على ضمان الاستقرار، والأمن في منطقتنا. كما نسعى جاهدين إلى الإسهام في إرساء دعائم السلم وتخفيف معاناة الشعوب التي تكابد ويلات الحروب والظلم والاضطهاد. ومن هذا المنطلق ندعو إلى حل جميع المشاكل الإقليمية بالطرق السلمية التي تعطي لكل ذي حق حقه” من خطاب جلالته – طيب الله ثراه – في العيد الوطني 23، 1993م.


“لا نحيد عن المبادئ السياسية والثوابت الأساسية في العلاقات الخارجية”

إن مبدأ الحياد وعدم التدخل ليس أمرًا جديدًا على السياسة الخارجية العمانية، فلها باع طويل وكثير من الأمثلة، منها: رفضت عمان استعمال أراضيها لقصف إيران خلال حرب العراق وإيران عام 1980، ولم تقطع علاقتها مع مصر بعد توقيع اتفاقية كامب-ديفيد بين إسرائيل وأنور السادات، كما أبقت على العلاقات الجيدة مع سوريا، بعد بدء الثورة السورية عام 2011م.
وقد ساهمت بالتدخل الإيجابي في الكثير من قضايا المنطقة، ما بين سوريا واليمن وليبيا، فكانت طرفًا حياديًا لا شريك في القضية.


وخلال الأزمة اليمنية حاولت السلطنة بذل أقصى الجهود لتجنب التصعيد اللفظي، وواصلت في الوقت نفسه مساعيها لتحرير رهائن سعوديين من قبضة الحوثيين، وساهمت كذلك سنة 2015 بتحرير عدد من الرهائن الغربيين.

وهذا ما أكده السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – في خطابه في العيد الوطني 27، عام 1997: كما هو شأننا في الالتزام بقيمنا ومبادئنا في رسم السياسات الداخلية وتنفيذها فإننا لا نحيد عن المبادئ الأساسية، التي انتهجناها في مجال العلاقات الخارجية. فمواقفنا نابعة من قناعاتنا، وهي تعبر عن صدق توجهاتنا، ووضوح رؤانا، وواقعية تعاملنا مع مختلف القضايا والمشاكل الدولية والإقليمية.

Your Page Title