أثير – ريما الشيخ
حصد عماد عبدالله العبيدون الميدالية الذهبية والمركز الأول لاختراعه تقنية معالجة مخلفات المياه باستخدام الطريقة الكهروكيميائية، خلال مشاركته الأولى في المعرض الدولي الثاني عشر للاختراعات في الشرق الأوسط بالكويت في الفترة ما بين 16 و 19 فبراير 2020، والذي ضم 12 مخترعًا خليجيًا باسم مجلس التعاون.
العبيدون هو محلل كيميائي في شركة صلالة للميثانول، وخريج بكالوريوس علوم تخصص كيمياء من كلية التقنية العليا، وجاءت فكرة ابتكاره أثناء دراسته في مرحلة البكالوريوس الأخيرة، والتي كان محورها العمل على تقنية تعالج المياه الملوثة بدون أي تدخل كيميائي في المعالجة.
يقول عماد في بداية حديثه لـ”أثير”، بأن الهدف من فكرة هذا الاختراع هو التقليل من استخدام المواد الكيميائية في معالجة المياه، وجعلها صالحة للاستخدام الآدمي من جديد، ولم يتم حصر الاختراع على جهة معينة بل الهدف إيصال الفكرة إلى كل أفراد المجتمع بشكل عام.
مر اختراع العبيدون بعمليتين أساسيتين، يوضحهما لنا بقوله:هناك عمليتان أساسيتان في هذه التقنية هما الأكسدة و الاختزال، وبفضل هاتين العمليتين سوف يتم إنتاج المواد المخثرة التي بدورها سوف تقوم بعملية الامتزاز وهي عملية امتصاص المخلفات على سطح المواد المخثرة، والتي يسهل التخلص منها في مرحلة الترشيح أو الفلترة.
وأضاف: هذه التقنية ليست مستخدمة بشكل كبيرعلى مستوى العالم، لكن بعد التحديث التي أجريته عليها، سوف يكون لها دور كبير في محطات المعالجة في المستقبل القريب إن شاء الله.
يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة، فبالرغم من رفض فكرة اختراعه لثلاث مرات، لم يتوقف عن المحاولة وبإصراره وصل إلى ما هو عليه اليوم، ففي بداية الفكرة واجه بعض الصعوبات منها عدم تقبل الناس لها كونها فكرة جديدة ومحدثة وتقنية مرنة جدًا في معالجة المياه، ولكن مع مرور الوقت فهم العامة فكرة العبيدون ولاقت العديد من الاهتمام على الصعيد الداخلي والخارجي، حيث ذكر لنا: لاقت فكرتي ترحيبا ودعما كبيرا من شركة صلالة للميثانول وأيضًا مجموعة OQ ، وهنا أخص بالذكر قسم السبلة إكس، القسم المسؤول على الابتكار والبحث والتطوير، بقيادة الدكتور عمار العجيلي.
وعن انطباعه حول مشاركته الأولى في المعرض الدولي للابتكار في دولة الكويت وحصوله على الميدالية الذهبية، قال: شعور لا يُوصف في تمثيلي للسلطنة وحمل راية الابتكار في محفل دولي ورفع اسمها على المستوى العالمي، فقد امتزجت مشاعر الفرحة والابتهاج، وإنه لشرف كبير أن أحمل هذه الراية في المحافل الدولية، وقد كانت تجربة مليئة بالتحديات والمعرفة من كل الجوانب، حيث كان هناك ورشات عمل على مختلف الأصعدة وتم فتح آفاق جديدة على مستوى الابتكار، كما تم الاتفاق على تبادل الخبرات مع مراكز الابتكار والبحث والتطوير في دولة الكويت الشقيقة.
كما توجه العبيدون بكلمة للشباب العماني المبدع ، بدأها بـ”لا تتوقف حتى تنجز” ، فالعديد من الأفكار يمتلكها الشباب العماني وهي كافية لرفع مستوى الاقتصاد العماني، ورفع مستوى المعيشة، ومواكبة التطورات في هذا العالم ، فلا تجعل كلام الناس يحبطك دائما، تذكر إنك تستطيع.
وفي ختام حديثه قال: كي نجعل عُمان بين مصاف الدول المتقدمة؛ يجب الاستماع إلى شبابها والثقة في منجزاتهم، وبإذن لله سوف نرى السلطنة في المحافل الدولية، ويكبر الحلم والإنجازات تحت القيادة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظة الله ورعاه.
يذكر أن الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ممثلة بمكتب براءات الاختراع قد شاركت بالمعرض الدولي الثاني عشر للاختراعات في الشرق الأوسط، الذي ينظمه النادي العلمي الكويتي خلال الفترة 16 -19 فبراير 2020.
واستضافت الأمانة العامة مخترعين اثنين من كل دولة من دول مجلس التعاون للمشاركة باختراعاتهم في المعرض، بهدف تحفيزهم لابتكار المزيد من الاختراعات المتميزة وإتاحة الفرصة لهم للالتقاء بالمستثمرين وذوي الاختصاص لتطوير اختراعاتهم وتسويقها، إضافة إلى تقديم جائزة مكتب براءات الاختراع لدعم الابتكار والاختراع وذلك لأفضل ثلاثة مخترعين من مواطني دول مجلس التعاون وقدرها خمسون ألف ريال سعودي مقسمة إلى ثلاث جوائز، الجائزة الأولى 25 ألف ريال، الجائزة الثانية 15 ألف ريال، الجائزة الثالثة 10 آلاف ريال.