أثير – ريمـا الشـيخ
أطلقت جمعية إحسان الخيريّة مُبادرة “سيارة نقل المرضى” وهي مُبادرة خيريّة تهدف إلى خدمة أكبر قدر من المسنين المقعدين سريريًا، وتحديدًا في عملية توصيلهم من وإلى المستشفى من خلال توفير عدد من سيارات الإسعاف في مختلف محافظات السلطنة.
حول هذه المبادرة، حاورت “أثير”، جوخة بنت محمد الفارسية، رئيسة جمعية إحسان، التي قالت في بداية حديثها: أتت فكرة مُبادرة “سيارة نقل المرضى”، بعد المعاناة التي عاناها الأبناء الذين لديهم آباء مقعدون سريريًا وغير قادرين على ركوب السيارة العادية، لنقلهم إلى المركز الصحي أو المستشفى، وخصوصًا أن تكلفة تأجير سيارة الإسعاف باهظة الثمن نوعا ما في القطاع الخاص، فأتت فكرة هذه المبادرة التي تخدم أي شخص مقعد سريريًا غير قادر على الجلوس في السيارة العادية وليس فقط المسنين.
وأضافت: قمنا بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان والمديرية العامة للخدمات الصحية، وتم تقديم أول سيارة لنقل المرضى المقعدين “كفاح”، لتوصيلهم من البيت إلى المستشفى حسب المواعيد، وإرجاعهم بعد ترخيصهم، وأيضًا نقلهم من وإلى المطار إذا استدعى الأمر لسفر المريض خارج السلطنة.
وأوضحت الفارسية بأن هذه المبادرة بدأت بالتوسع، حيث تمتلك الجمعية اليوم 4 سيارات جديدة، وذلك بعد التبرع مع قبل الكثير من الأفراد والأسر والشركات أيضًا، وقد أطلق على هذه السيارات مسميات تحمل معاني الأمل في الحياة، فبعد السيارة الأولى “كفاح”، هناك “عافية” ، “عطاء”، “هبة” و “أمل”، موزعة في منقطتي المعبيلة والعامرات لنقل المرضى إن كان من المحافظات إلى العاصمة مسقط أو العكس.
وأكدت خلال حديثها بأن السيارات مؤهلة للنقل بالشكل السليم، فهي تحتوي على المعدات الطبية مثل الأكسجين وجهاز شفط البلغم، والسرير والأدوات الصحية اللازمة بموافقة من وزارة الصحة، وشرطة عمان السلطانية أيضًا.
وأشارت إلى أن الجمعية قدمت عدة مُبادرات خيرية منها:” المبادرون” من أجل شراء احتياجات الوالدين، “الأسرة البديلة”، مُبادرة التوعية والإرشاد وتدريب وتعليم الأبناء على بر الوالدين، ومُبادرة الوقف ومُبادرة سيارة نقل المرضى، وبذل أعضاء الجمعية ما بوسعهم للتميز بهذه المبادرات، حيث كانوا شركاء مع الأبناء لتدريبهم وتعليمهم كيفية تقديم الرعاية للوالدين ومساعدتهم ماديا في وقت الحاجة، حيث تم التعاون مع موردين لتوفير الأدوات الطبية، واليوم هناك ما يقارب 60 شخصا يزورون الجمعية للتعرف على هذه المبادرات وأهدافها أو شراء الأدوات الطبية اللازمة.
وأضافت: حاليًا نعمل على تعليم الأبناء بأهمية الوقف والصدقة، فبعد الانتهاء من استخدام الأدوات الطبية يمكن إحضارها للجمعية لنقوم بفرزها وتهيئتها من جديد للاستخدام وتقديمها لأسرة أخرى غير قادرة على شرائها.
وطالبت جوخة الفارسية في ختام حديثها مع “أثير”، جميع الأبناء الذين لديهم والدان مقعدان سريريًا بعدم التردد في التطوع بالعمل مع الجمعية، كما طالبت الجهات المعنية بدعم المجمعية كونها من الجمعيات النشطة بالمبادرات الخيرية التي تهدف إلى خدمة المجتمع، متمنية الحصول على مكان مناسب لبناء مقر للجمعية ويكون مناسبًا لكبار السن والأفراد أيضًا للتعليم والتدريب على رعاية الوالدين.
“أثير”
يذكر أن جمعية إحسان كان يطلق عليها اسم “فريق عُمان لرعاية الوالدين” وذلك قبل تأسيسها، حيث كانت خدماتها تقتصر فقط لكبار السن ورعاية الوالدين والاهتمام بهم في المنزل، بالمشاركة مع الجهات المعنية كوزارة الصحة و وزارة التنمية الاجتماعية؛ حيث تقوم الجمعية بالزيارات الميدانية والتحاور مع الأبناء لتقديم المساعدة وإدخال حب رعاية الوالدين في قلوبهم.
وفي عام 2018م تم إشهار الجمعية بمسمى “جمعية إحسان الخيرية” وفقا للقرار الوزاري رقم 130/2018م الصادر بتاريخ 14/8/2018م، تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية، واليوم يصل عدد أعضائها إلى أكثر من 140 عضوا متطوعا من الذكور والإناث، ومن مختلف الأعمار يعملون لخدمة المجتمع وللوقوف مع الأبناء وتشجيعهم من أجل رعاية والديهم.