أخبار

جابر الحرمي يكتب: قطر وعمان .. علاقات متجذرة ورؤى متطابقة

جابر الحرمي يكتب: قطر وعمان .. علاقات متجذرة ورؤى متطابقة
جابر الحرمي يكتب: قطر وعمان .. علاقات متجذرة ورؤى متطابقة جابر الحرمي يكتب: قطر وعمان .. علاقات متجذرة ورؤى متطابقة

جابر الحرمي- إعلامي قطري

جابر الحرمي يكتب: قطر وعمان .. علاقات متجذرة ورؤى متطابقة
جابر الحرمي يكتب: قطر وعمان .. علاقات متجذرة ورؤى متطابقة جابر الحرمي يكتب: قطر وعمان .. علاقات متجذرة ورؤى متطابقة

تفتح الزيارة المهمة التي سيقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى دولة قطر تلبية لدعوة رسمية من أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني آفاقا جديدة من التعاون والتنسيق والتكامل بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، استكمالا لمسيرة ناصعة البياض من التعاون المشترك ، والتواصل الدائم، والعلاقات الأخوية الوطيدة .

وعلى المستويين الرسمي والشعبي في قطر ينظر إلى هذه الزيارة بقدر كبير من الاهتمام ، وترحاب نوعي غير مسبوق لزيارات القادة، فمنذ الإعلان عن الزيارة انطلقت في وسائل الاعلام وعلى المنصات الإعلامية المختلفة ” وسوم ” ترحيبية بشكل متدفق، وتصدر خبر الزيارة الصفحات الأولى من الصحف القطرية، وربما من يعرف العلاقة التي تربط البلدان لا يستغرب أبدًا هذه الفرحة، وهذا الترحاب لهذه الزيارة للسلطان هيثم بن طارق، حفظه الله ورعاه إلى بلده الثاني قطر ، ولقاء القمة الذي سيجمعه مع أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني .

مساعد وزير الخارجية والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية الأستاذة لولوة بنت راشد الخاطر وصفت الزيارة بقولها: ” نتطلع في دولة قطر ، حكومة وشعبًا ، إلى زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد إلى الدوحة، فالعلاقات الثنائية الوطيدة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين راسخة ومتجذرة”. مضيفةً ” كما تثمن دولة قطر الدور البناء التي تضطلع به السلطنة في المنطقة لما فيه من الحكمة وخلق نوع من الاتزان الإقليمي، ونتطلع إلى المزيد من التنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك ” .

العلاقات القطرية العمانية على المستويين الرسمي والشعبي ينطبق عليها القول ” إذا بكت العين مسحت دمعتها اليد ، واذا تألمت اليد بكت العين لألمها ” .
هذا الوصف بالفعل ينطبق على العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين، التي تعد العلاقة بينهما نموذجية ومتجذرة في التاريخ ، بفضل من الله أولا ، ثم بفضل حكمة وحنكة ووعي قيادات البلدين طوال عقود مضت، وهو ما أسس لهذه العلاقات ركائز متينة ، شكّل شعبي البلدين حماية حقيقية لاستمرار تطورها وبلوغها مراحل متقدمة من التعاون والتكامل على مختلف الصعد .


فلا ننسى في قطر المواقف العظيمة للسلطنة، قيادة وشعبا، تجاه قطر على مر التاريخ، وهي مواقف محفورة في قلوب أهل قطر .

زيارة دولة التي يقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى الدوحة، والتي تعد ثاني محطة في زياراته الخارجية لجلالته منذ تولي مقاليد الحكم بالسلطنة في يناير 2020 ـ ستشكّل منعطفا جديدًا في مسيرة هذه العلاقات، فالقمة القطرية العمانية التي ستجمع قيادتي البلدين ، ستركز بالدرجة الأولى على العلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، والبحث عن سبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، بما ينعكس إيجابا على إعطاء هذه العلاقات قوة دفع جديدة، تنطلق بها لتحقيق مكاسب تعزز من الشراكة القائمة بين الجانبين ، والتي أحرزت نجاحات في عدد من المجالات .

ولن تغيب قضايا المنطقة، وفي مقدمتها توحيد الصف الخليجي، وتعزيز العمل الخليجي، عن القمة القطرية العمانية، خاصة ان البلدين لديهما رؤية مشتركة حيال أهمية إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة ، وابعادها عن كل التجاذبات الإقليمية والدولية، وهو ما يزيد من حجم الآمال المعلقة على هذا القمة، ليس فقط من قبل شعبي البلدين، إنما من قبل شعوب المنطقة، التي تتطلع إلى مزيد من الأمن والاستقرار والتعاون بين دول المنطقة، خليجيًا وإقليميًا .

قطر وعمان يؤمنان بأهمية وقوة مجلس التعاون الخليجي، الذي يمثل مظلة يحمي شعوب المنطقة من العواصف التي تضرب المنطقة، وأنه لا يمكن مواجهة التحديات والمخاطر بصورة منفردة، وللأسف لا تكاد تخبو أزمة حتى تشتعل أخرى .

مساعي عمان في إحلال السلام، ونجاحها في ملفات وأزمات كادت أن تعصف بالمنطقة، تلتقي مع توجهات ومساعي قطر أيضا على هذا الصعيد، التي تؤمن أن الحوار هو السبيل لحل الخلافات، واستطاعت عبر جهود ووساطات أن تفكك العديد من الأزمات ، وتوجد لها حلولا جذرية، وربما الأزمة الأفغانية واحدة من النجاحات التي حققتها قطر على صعيد حل الأزمات ، وإيجاد استقرار لشعوب المنطقة .

هذه الرؤية المتطابقة لقيادتي البلدين تشكل حجر زاوية في استقرار المنطقة، واحلال السلام ، والسعي لإبعاد المنطقة عن الحروب والأزمات .
وربما من محاسن الصدف أن هذه الزيارة تأتي في ظل احتفالات السلطنة بعيدها 51 ، والتي شهدت السلطنة خلالها نقلات نوعية على مختلف الأصعدة ، بدأها الراحل فقيد الأمة السلطان قابوس بن سعيد، ويستكملها اليوم السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه وسدد خطاه، خاصة فيما يتعلق بالتنمية البشرية التي تمثل عماد نهضة وتقدم الأمم .


كما أنها تأتي تزامنا مع إعلان شركة كروة موتورز ـ وهو مشروع شراكة قطرية عمانية بمنطقة الدقم الصناعية ـ عن البدء بأول انتاج للحافلات ضمن هذا المشروع ، الذي يمثل نموذجا لمشاريع مشتركة بين الجانبين في مجالات متعددة ، فعمان وقطر يمتلكان فرصا استثمارية كبيرة، يمكن للجانبين توظيفها بصورة تخلق منافع للطرفين .

في قطر يوجد 300 شركة عمانية تعمل في السوق القطري في مختلف القطاعات، من بينها 130 شركة عمانية برأس مال عماني 100% ، و170 شركة عمانية قطرية مشتركة ، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين قطر وعمان نحو 5 مليارات ريال قطري خلال العام الماضي رغم جائحة كورونا .

أذكر في لقاء جمعني مع معالي يوسف بن علوي (الوزير السابق المسؤول عن وزارة الخارجية العمانية) في 2012 دعا دول مجلس التعاون للاستثمار في السلطنة ، وقال إن أبواب عمان مفتوحة للجميع، وفي عمان فرص استثمارية حقيقية يمكن الطرفان الاستفادة منها .

تجربة كروة موتورز نموذج لمشاريع أخرى قطرية عمانية مشتركة ضمن مئات الشركات التي تمثل تعاونا ثنائيا ، اِن كان ذلك على المستوى الحكومي أو على مستوى الأفراد، توجد بالسلطنة وتحقق نجاحات متواصلة .

نعتقد أن العلاقات بين قطر والسلطنة لا ترتبط باتفاقيات موقعة على الأوراق ، أو بروتوكولات ضمن أطر تقليدية؛ بل هي علاقات أسمى من ذلك كله ، علاقات حدودها السماء ، بدأها الآباء والأجداد ، ويستكمل مسيرتها الأبناء ، ويرعاها قائدا البلدين ، وما هذه الحميمية في العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين ، والتي تزداد رسوخا يوما بعد آخر ، إلا ثمرة لهذا الغرس الصادق المبني على نوايا مخلصة ، وركائز صلبة من الثقة المتبادلة .

إن لقاء جلالة السلطان هيثم بن طارق وأخيه سمو الشيخ تميم بن حمد بالدوحة سيفتح صفحات جديدة في العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين ، وسيرسم مستقبلا أكثر أشراقا في مسيرة هذه العلاقات المتنامية والضاربة جذورها في التاريخ .

Your Page Title