المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب عن رهاب البحث عن عمل والمسؤولية المجتمعية المشتركة

المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب عن رهاب البحث عن عمل والمسؤولية المجتمعية المشتركة
المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب عن رهاب البحث عن عمل والمسؤولية المجتمعية المشتركة المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب عن رهاب البحث عن عمل والمسؤولية المجتمعية المشتركة

أثير- المكرّم السيد نوح بن محمد بن أحمد البوسعيدي، عضو مجلس الدولة

جهود كبيرة وبرامج متعددة تبذلها الحكومة والمجتمع في معالجة أزمة الباحثين عن عمل. بشائر طيبة تظهر باستمرار لتوسيع برامج التوظيف للشباب الباحثين، لكن علينا ألا نتغافل بأن هناك جانبا نفسيا في هذه الأزمة يلازم العديد من الباحثين أصبح أشبه بـ “الرهاب”.

الرهاب هو الخوف ويعرّف نفسيا بأنه نوع من الخوف المتلازم تجاه موقف معّين أو نشاط ما عند حدوثه أو حتى التفكير به أو الإقدام عليه. والمصطلح العلمي المعلوم هو “فوبيا” phobia . وببساطة بعض الشباب خائف ومرهوب من مساعي البحث عن عمل.

هناك عدة أسباب يمكن للمتابع أن يرصدها للاستدلال على وجود هذا الرهاب في أوساط الباحثين عن عمل ويكفي ما نراه يظهر من صرخات وصيحات قلق مستمرة تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي وأيضا بما يمكن أن يسمع أو يلامس من خلال الاختلاط بالمجتمع.

وتاليا بعض الأسباب التي يمكن النظر إليها والتي ربما أدّت إلى نشوء حالة الرهاب:
• شعور بعض الشباب بفقدان القدرة على تحقيق الأهداف بسبب ما يرونه من طول وعناء رحلة البحث عن عمل.
• الاستشعار بأن سنوات الدراسة كانت أقصر من سنوات البحث عن عمل.
• الإحساس بشجن الوالدين اللذين يريان أولادهما قعداء المنزل ويزداد الشجن فيما كان الوالدان أكبر سنا أو من محدودي الدخل.
• التزاحم حين الإعلان والتقدم للوظائف مما يسبب الخوف من فوات الفرص.
• انتشار ضجيج السلبية حول الموضوع والذي سببه بعض الأصوات المثبطّة التي تزيد من هواجس الباحثين.
• عدم كياسة بعض موظفي الموارد البشرية في بعض المؤسسات حين التقدم لها، وذلك بإطلاق ردود جامدة أو صادمة لا تراعي ردة الفعل النفسية على الباحثين.
• ضعف الحضانة الاجتماعية، فالمجتمعات الحالية في هذا العصر رغم وجود مؤسسات كثيرة لكنها ليست بدرجة القرب بما كانت عليها سابقا من المكونات التقليدية كالقبيلة أو العائلة الممتدة أو القرية أو الحارة.
• الحاجة لخطاب وعظي احتوائي يرّكز على الارتقاء بالذات وكيفية مواجهة تحدّيات الحياة بدلا من الطابع التقليدي القائم على الترهيب الأخروي .
• تسييس ملف التوظيف من قبل بعض الأطراف واستخدامه في إشعال الجدل والمناكفات وأهداف مشخصنة بدلا من التعاون الجمعي لمعالجته والمشاركة في البحث عن حلول.
• أسهمت كوفيد العالمية وما أعقبها من صعوبات اقتصادية في شحن المخاوف النفسية لدى الشباب مما عزّز مشاعر “الرهاب” لدى البعض.






يقول Martin Seligman وهو أحد أعمدة علم النفس الإيجابي في العالم وتوّلى رئاسة جمعية النفسانيين الأمريكية بأن الإيجابية هي أمر ممكن تعليمه واكتسابه ( انظر كتابه ( Learned Optimism. والمعنى أن المجتمع والفرد عليهم أن يطوّروا المهارات والبحث عن الأدوات لنشر الإيجابية ومعالجة القضايا التي تسبب إشكالات نفسية في المجتمعات.

ومع البشائر المتزايدة والجهود التي تبذلها الحكومة وغيرها من قطاعات المجتمع والمواطنون الشرفاء فإن بلدنا الحبيب سيخرج من هذه الأزمة منتصرا بحول الله.

و لعل ما أشار له مؤخرا الكاتب الاقتصادي Martin Atkins في نشرة OilPrice.Com بتاريخ ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٢ لهو أحد مباعث الأمل الكبيرة لوطننا الغالي حيث ذكر أن القيمة الإستراتيجية الكبرى لعمان ليست في كمية النفط و الغاز الذي لديها ، بل في موقعها الحيوي المهم الذي يجعل منها عنصرا محوريا للاقتصاد العالمي وأن معظم القوى العظمى في العالم لا يمكن أن تستغني عن سلطنة عمان وهي مرشحة لأن تكون أضخم مركز عالمي في صناعة الطاقة.

وأخيرًا نقول بأن احتواء الشباب الباحثين ومراعاة حالتهم النفسية هي مسؤولية اجتماعية مشتركة.

 

المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب عن رهاب البحث عن عمل والمسؤولية المجتمعية المشتركة
المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب عن رهاب البحث عن عمل والمسؤولية المجتمعية المشتركة المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب عن رهاب البحث عن عمل والمسؤولية المجتمعية المشتركة

المكرّم السيد نوح البوسعيدي

 

Your Page Title