أخبار محلية

السعادة من المفهوم إلى نموذج عمل؛ فما الذي يجعلك أنت سعيدًا؟

السعادة من المفهوم إلى نموذج عمل؛ فما الذي يجعلك أنت سعيدًا؟
السعادة من المفهوم إلى نموذج عمل؛ فما الذي يجعلك أنت سعيدًا؟ السعادة من المفهوم إلى نموذج عمل؛ فما الذي يجعلك أنت سعيدًا؟

 

أثير- ناصر الحارثي

إن مفهوم السعادة واسع وفي غاية التعقيد والتباين، وهو مصطلح تمت مناقشته وتدارسه من قبل العلماء والمفكرين لعدة قرون، بشكل عام تُعد السعادة حالة من الرفاهية أو الرضا تنشأ عن تحقيق أهداف الفرد أو تحقيق رغباته، ولقد قدم الفلاسفة مجموعة من التعريفات المختلفة للسعادة ونظريات حول ماهيتها وكيف يمكن تحقيقها، إذ جادل البعض بأن السعادة هي في النهاية نتاج عيش حياة فاضلة، بينما اقترح البعض الآخر أن الأمر يتعلق بالحصول على عقلية نفسية صحيحة أو تحقيق توازن بين جوانب مختلفة من حياة المرء، وهو ما يجعل فكرة السعادة في الفلسفة مفهومًا معقدًا ومتعدد الأوجه تم استكشافه بعدة طرق مختلفة.

من الصعب قياس السعادة لتباين المعطيات والمفاهيم والعوامل فما لا يمكن تعريفه بشكل دقيق لا يمكن قياسه بشكل دقيق، فالأفراد والثقافات لديها أفكار متباينة حول معنى السعادة والعوامل التي تسهم فيها، بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يؤثر الوصول إلى موارد وفرص معينة مثل التعليم والرعاية الصحية والتوظيف المستقر، على قدرة الشخص على تحديد معنى السعادة ووسائل تحقيقها، وعلى الرغم من التعقيد الفلسفي لمعنى السعادة إلا أن الدراسات تميل إلى أن الناس في البلدان الأكثر ثراءً يميلون إلى الوصول إلى مستويات أعلى من السعادة مقارنة بأولئك في البلدان الفقيرة، وقد يكون هذا بسبب مجموعة من العوامل من أهمها تمكن الفرد من الوصول إلى الموارد وشبكات الدعم الاجتماعي مما يزيد من إيجابية توقعاته في الحياة.

يشير مصطلح “السعادة كنموذج عمل” إلى فكرة أن الشركات والمؤسسات يمكن أن تلعب دورًا في تعزيز مفهوم “السعادة” بين موظفيها وعملائها وأصحاب المصلحة الآخرين، يعتمد هذا المفهوم على فكرة أن الأفراد السعداء هم أكثر إنتاجية وإبداعًا وانخراطًا ، وأن الشركات يمكن أن تستفيد من تعزيز السعادة في مكان العمل وفي منتجاتها أو خدماتها، هناك مجموعة متنوعة من الطرق المختلفة التي يمكن للشركات من خلالها التعامل مع “السعادة كنموذج عمل” بما في ذلك تقديم الدعم والموارد للموظفين لتحسين صحتهم العقلية ورفاهيتهم ، وإيجاد بيئات عمل إيجابية، وصناعة إستراتيجيات تعزز السعادة في منتجاتهم وخدماتهم، كما تقدم بعض الشركات برامج تدريبية وتعليمية حول علم السعادة وكيفية دمجها في الحياة اليومية، مما يجعله مصطلحا يتجاوز بعده النفسي والاجتماعي إلى أبعاد تجارية.

في الختام من الأهمية بمكان الإشارة إلى نسبية مفهوم السعادة وأن ما يحقق السعادة لأحدهم قد يكون سببا لسخط الآخر، فالسعادة تجربة ذاتية يمكن أن تختلف من شخص لآخر اعتمادًا على ظروفهم الفردية وقيمهم وأهدافهم، كما أن ما يجلب السعادة لشخص واحد في لحظة معينة قد لا يجلب السعادة لنفس الشخص في وقت مختلف، وهو ما يتسبب في تطلع البشر الدائم والمستمر لتحقيق السعادة لأن تشكلاته متباينة وتطلعاتنا لتحقيق هذا المفهوم تختلف من فترة لأخرى وذلك لضبابية السعادة وماهيتها وآلية تحقيقها وديناميكيتها مما يجعله مصطلح يسيل لعاب الكثير من الشركات التي تسعى لتسويق منتجات السعادة وذلك لأنها تتجاوز بعدها المادي إلى أبعاد معنوية صعبة القياس.

Your Page Title