الأولى

خبيرة عمانية: تعزيز الوعي بالملكية الفكرية مفتاح الابتكار والتقدم

الملكية الفكرية

أثير - جميلة العبرية

تعد غالية بنت عامر بن علي المقرشية إحدى الباحثات العمانيات البارزات في مجال الملكية الفكرية، حيث نشأ شغفها بهذا المجال خلال مسيرتها الأكاديمية للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة مالايا، إذ تناولت في رسالتها “الإدارة الوطنية للملكية الفكرية”. هذه التجربة الأكاديمية مثلت نقطة تحول في تعميق فهمها لدور الملكية الفكرية في دعم رؤية عمان 2040، التي تسعى إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة. وتركز أبحاثها على حوكمة واستقلالية إدارة الملكية الفكرية، إلى جانب إسهاماتها المتميزة في الدراسات الوطنية والعربية.

في حوار مع “أثير”، تحدثت المقرشية عن التطور الملحوظ في واقع الملكية الفكرية في سلطنة عمان، مع إشارتها إلى تحديات منها نقص الوعي المجتمعي بأهمية هذا المجال. وأكدت أن استطلاعات الرأي التي أجرتها الجمعية العمانية للملكية الفكرية كشفت عن ضعف مستوى الوعي، مما يستوجب تكثيف الجهود الوطنية وتعزيز التعاون مع المنظمات الدولية مثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO).

غالية بنت عامر بن علي المقرشية

وأوضحت المقرشية أن التدريب يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز فهم الملكية الفكرية بين الأفراد والمؤسسات، مشيرة إلى أن ورش العمل وبرامج التدريب، سواء كانت حضورية أو عبر الإنترنت، تسهم في رفع مستوى الوعي وحماية حقوق الملكية الفكرية. وأثنت على جهود المكتب الوطني للملكية الفكرية والجمعية العمانية في هذا المجال.

وأضافت: “التدريب والتطوير يسهمان في بناء الثقة لدى الباحثين والعاملين في المجال، ويحفزان على تقديم المزيد من الأبحاث والمحاضرات حول إدارة الملكية الفكرية.” وأكدت أن جهودها تركز على تعزيز الوعي بأهمية الملكية الفكرية، مما يسهم في تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات المحلية والدولية.

أما فيما يتعلق بالإستراتيجيات المستقبلية لتعزيز حماية الملكية الفكرية في سلطنة عمان، فتقترح المقرشية تكثيف التوعية بالقوانين المتعلقة بالملكية الفكرية وتطوير برامج تعليمية تستهدف شرائح المجتمع كافة. كما دعت إلى تحسين نظام التسجيل والحماية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، لتسهيل الإجراءات وضمان حماية حقوق المبدعين.

غالية بنت عامر بن علي المقرشية

وترى المقرشية أن الملكية الفكرية تلعب دورًا محوريًا في دعم الابتكار والإبداع في عمان، خصوصًا في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة. وتوضح أن حماية الأفكار والمشاريع الجديدة تعزز الثقة لدى المبدعين، مما يحفزهم على الاستمرار في الابتكار، ويشجع على جذب الاستثمارات وتعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والشركات.

بصفتها عضوة في الجمعية العمانية للملكية الفكرية، تشارك غالية في نشر الوعي بأهمية حماية الملكية الفكرية من خلال مشاريع ومبادرات متعددة. وأوضحت أنه منذ انضمام الجمعية كعضو مراقب في المنظمة العالمية للملكية الفكرية في عام 2020، تم تنفيذ العديد من الأنشطة، من بينها تقديم استشارات قانونية وفنية، والمشاركة في بناء الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، بالإضافة إلى إصدار مجلة تثقيفية للأطفال بعنوان “مالك ومليكة”.

واختتمت المقرشية حديثها بالتأكيد على أهمية التعليم في تعزيز الوعي بالملكية الفكرية، مشيرة إلى ضرورة تضمين مفاهيمها في المناهج الدراسية. كما دعت إلى تقديم تدريب عملي للطلاب حول كيفية تسجيل براءات الاختراع وحقوق المؤلف، بما يسهم في بناء جيل قادر على حماية حقوقه الفكرية وتطوير أفكاره بطرق قانونية.

ووجهت غالية نصائح للباحثين ورواد الأعمال بضرورة حماية أفكارهم واختراعاتهم عبر التسجيل المبكر لحقوق الملكية الفكرية، مؤكدة أن حماية الملكية الفكرية ليست مجرد إجراء قانوني، بل هي استثمار في المستقبل ودعامة لتحقيق رؤية عمان 2040.

Your Page Title