الأولى

بين الواجب والحياة الشخصية: أول شرطية عُمانية تروي مواقف صادفتها

آمنة الهاشمية أول شرطية عمانية

إعداد - جميلة العبرية

في رحلة ملهمة تعد من العلامات الفارقة في تاريخ الشرطة النسائية في سلطنة عمان، تبرز قصة الضابطة آمنة الهاشمية كأول امرأة تنضم إلى السلك الشرطي في عام 1972م.

فعبر سنوات من التحدي والإصرار، استطاعت آمنة أن تفتح الباب أمام أجيال من النساء للعمل في مجال كان يعد غير مألوف لهن، وتغلبت على العقبات الاجتماعية والمهنية بفضل دعم الأسرة وعزيمتها الراسخة.

آمنة الهاشمية أول شرطية عمانية

قصة آمنة هي شهادة حية على دور النساء في بناء الوطن وتحقيق التغيير الإيجابي في أصعب الظروف نحكيها في السطور القادمة:

البداية في السلك الشرطي

انضمت آمنة الهاشمية إلى السلك الشرطي في 5/9/1972م كأول متدربة في الشرطة في سلطنة عمان في عصر النهضة الحديث بقيادة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-.

وجاء التحاقها بالسلك الشرطي بعد عودتها من الكويت في العام نفسه الذي التحقت به، حينها سمع والدها -رحمه الله- بتولي جلالة السلطان الحكم فقرر عودة الأسرة بالكامل إلى الوطن.

تحديات البداية

واجهت آمنة تحديات كبيرة في بداية مشوارها المهني، إذ لم يكن من السهل تقبل الأهل والمحيط لفكرة عملها في القطاع الشرطي، خصوصًا مع اعتراض أعمامها على هذا العمل غير المألوف في ذلك الوقت، لكن بفضل دعم والدها القوي وحسمه للأمر، إلى جانب دعم زوجها، استطاعت تجاوز هذه العقبات والمضي قدمًا في مسيرتها.

العمل الشرطي الشاق

من أبرز التحديات التي واجهتها الهاشمية كان طبيعة العمل الشاق، حيث كانت تشارك في التنقل بين الأقسام والمشاركة في التحقيقات والمداهمات، وما كان يتطلب العمل ليل نهار، وكان ذلك صعبًا لكن الشجاعة والتعاون مع زملائها ورفيقاتها ساعد في تجاوز تلك الصعوبات.

آمنة الهاشمية أول شرطية عمانية

تكوين الشرطة النسائية

في عام 1973م، صدر أمر من السلطان بتكوين شرطة نسائية، حيث خضعت آمنة لتدريب مكثف لمدة 4 أشهر في مدرسة القرم بمحافظة مسقط، وبعد سنوات من الخدمة، أصبحت أول مفتشة نسائية في المطار، وواصلت عملها حتى تقاعدها في 1/1/2008م برتبة ملازم أول بعد 36 عامًا من العمل الذي كانت تعشقه.

أصعب اللحظات

ومن أصعب المواقف التي مرت بها آمنة خلال عملها كان وفاة طفلتها بينما كانت تؤدي واجبها في مناوبة بالمطار، حينها تلقت الخبر من أخيها الذي كان قادمًا بالطفلة إلى المستشفى، وبعد الكشف عليها، تبين أنها توفيت ، فكانت تلك اللحظة من أصعب ما واجهته، وما تزال تفاصيلها عالقة في ذاكرتها.

اللقاء مع صاحب السمو السيد طارق بن تيمور

تحكي الهاشمية أيضًا عن المهام التي أدتها في التنقل بين مسقط وصلالة والأماكن التي كان يوجد بها السلطان في مناسبات ذكرى توليه العرش 23 يوليو المجيد، وتروي لقاءً جمعها بصاحب السمو السيد طارق بن تيمور وأولاده، ومن بينهم جلالة السلطان هيثم بن طارق-حفظه الله ورعاه- الذي كان صغيرًا في ذلك الوقت، وعلق السيد طارق قائلًا: “انظروا، إنها شرطية عمانية، بنت عمانية”.

آمنة الهاشمية أكدت في ختام حديثها مع “أثير” أن الإتقان والنية الصالحة في العمل هما أساس خدمة الوطن، وأن احترام الجميع هو جوهر العمل في السلك الشرطي، مع العمل بما يرضي الله.

Your Page Title