أثير-جميلة العبرية
تُعد الحمى القرمزية من الأمراض البكتيرية التي كانت تشكّل خطرًا كبيرًا على حياة المصابين في الماضي، قبل اكتشاف المضادات الحيوية، وعلى الرغم من تراجع معدلات الوفاة المرتبطة بها، إلا أنها ما تزال تُصيب الأطفال والبالغين، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُشخص وتُعالج بصورة صحيحة.
الدكتورة سحر بنت حمد العمرانية طبيبة مقيمة في برنامج طب الأسرة بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية، أوضحت لـ “أثير” بأن الحمى القرمزية عبارة عن عدوى بكتيرية حادة تسببها بكتيريا “المكورات العقدية من المجموعة A”، والتي قد تظهر عند المصابين بالتهاب الحلق العقدي.
وبينت الدكتورة أن هذا المرض يتميز بظهور طفح جلدي أحمر يغطي معظم الجسم، مصحوبًا بارتفاع في درجة الحرارة وأعراض أخرى مشابهة للإنفلونزا.
وأضافت أن الحمى القرمزية تصيب غالبًا الأطفال بين سن 5 و15 عامًا، لكنها يمكن أن تصيب البالغين أيضًا، فتاريخيًا، كانت الحمى القرمزية من أسباب الوفاة الرئيسة قبل اكتشاف المضادات الحيوية.
الأعراض:
أما عن أبرز أعراضها فأشارت الدكتورة إلى أن أعراض الحمى القرمزية تظهر عادة بعد 1-7 أيام من التعرض للبكتيريا، وأن من بين الأعراض الأكثر شيوعًا : (الطفح الجلدي الأحمر الذي يظهر عادة أولا على الرقبة والوجه)، وأن هناك علامات أخرى مثل لسان “الفراولة” أو التوتي، والبقع الحمراء الصغيرة على الحنك الرخو، وارتفاع شديد في درجة الحرارة، إلى جانب التهاب الحلق وآلام البطن والغثيان، والصداع.
التشخيص:
وأشارت الدكتورة إلى أن تشخيص الحمى القرمزية يتم عن طريق الفحص السريري للأعراض المصاحبة، بالإضافة إلى إجراء اختبارات مخبرية مثل مسحة من الحلق للكشف عن وجود بكتيريا المكورات العقدية.
الأسباب:
وأكدت الدكتورة سحر أن العدوى تنتقل عن طريق الرذاذ الناتج عن العطس أو السعال، أو ملامسة الأسطح الملوثة، مشيرةً إلى أن الشخص المصاب يمكن أن يكون معديًا لمدة 24 ساعة قبل ظهور الأعراض وحتى 24 ساعة بعد بدء العلاج.
الوقاية والعلاج:
وأوصت الدكتورة بالوقاية من خلال الحفاظ على النظافة الشخصية، وغسل اليدين بانتظام، وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين، مبينة أن العلاج لها يتضمن استخدام المضادات الحيوية مثل البنسلين أو الأموكسيسيلين، مع تناول مسكنات للألم وشرب السوائل بكثرة.
المضاعفات:
واختتمت الدكتورة حديثها لـ “أثير” بالتحذير من المضاعفات الخطيرة للحمى القرمزية إذا لم يتم علاجها بالصورة الصحيحة، والتي تشمل التهاب الأذن الوسطى، والحمى الروماتيزمية، والتهاب الكلى، بالإضافة إلى مضاعفات خطيرة أخرى مثل الالتهاب الرئوي وتعفن الدم الكامل، وشددت على ضرورة الالتزام بتوصيات الطبيب وتناول الأدوية بانتظام لضمان التعافي السريع ومنع تطور المضاعفات.
