من عمان

الحركة العلمية والإثراء الثقافي، محاور اليوم الأخير من ”شمال الباطنة في ذاكرة التاريخ العماني“

الحركة العلمية والإثراء الثقافي، محاور اليوم الأخير من "شمال الباطنة في ذاكرة التاريخ العماني"

أثير - مـحـمـد الـعـريـمـي

اختتمت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية اليوم ندوة ”محافظة شمال الباطنة في ذاكرة التاريخ العُماني“، حيث عقدت جلسات عمل اليوم الثالث والأخير، التي شهدت مناقشة 9 أوراق عمل ركزت على الحركة العلمية والثقافية في المحافطة، ألقاها عدد من الباحثين.

الحركة العلمية والإثراء الثقافي، محاور اليوم الأخير من "شمال الباطنة في ذاكرة التاريخ العماني"

وتناولت أوراق العمل المقدمة اليوم؛ أثر الجغرافيا في إيضاح الشخصية الطبيعية للمحافظة، والتاريخ الثقافي للمحافظة في العصر البرونزي المبكر (3200-2000 قبل الميلاد) في ضوء الاكتشافات الأثرية الحديثة، ودرهم عباسي ضرب أفريقية سنة 160هـ باسم الأمير يزيد بن حاتم من ولاية السويق، والمجموعات اللهجية في محافظة شمال الباطنة (دراسة لغوية ميدانية)، والوقف في صحار (الانعكاسات الاجتماعية والثقافية 14-12هـ/20-18 م)، والمدارس العلمية في صحار ودورها الفكري خلال القرن الثالث الهجري، ومِنْ غريبِ اللفظِ في كتاب الماءِ للأزدِيِّ الصُّحَارِيِّ فِي ضَوءِ نَظَرِيَّة الحُقُولِ الدَّلاليَّةِ -حقل النباتات والأشجار وما يتعلق بها- دراسة معجمية دلالية- ، والأسر العلمية في شمال الباطنة (أسرة الشيخ محمد بن أحمد الإسماعيلي نموذجاً)، بالإضافة إلى الحركة العلمية في مدينة صحار (المدرسة السلطانية والكمالية أنموذجًا ).

شمال الباطنة في ذاكرة التاريخ العماني

وخرجت الندوة في ختام جلسات أعمالها بـ 10 توصيات، هي:

1. مواصلة العمل في عمليات التنقيب والمسح الأثري في المحافظة، وإيلاء مزيدٍ من الجهود القائمة في الاستثمار السياحي لمختلف المواقع الأثرية والتاريخية فيها.

2. تبني إنشاء مشروع متحف يتم من خلاله إبراز المعالم التاريخية والمقتنيات الأثرية والوثائق والمخطوطات التي تزخر بها المحافظة بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص.

3. إيلاء مزيد من الجهد لإبراز الشخصيات الفاعلة حضاريًّا في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية التي كان لها تأثير في تاريخ المحافظة.

4. مواصلة الجهود في تشجيع المواطنين على تسجيل وثائقهم ومخطوطاتهم التي ترصد جوانب مختلفة من تاريخ المحافظة، وحث شخصيات المجتمع نحو تسجيل رواياتهم الشفوية لدى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية .

5. زيادة الاهتمام بدراسة الموروثات الثقافية وأنماطها المختلفة؛ سواء المادية منها أو غير المادية.

6. توظيف التقنيات الناشئة لعرض تاريخ المحافظة بصورة عامة والتاريخ العماني بصفة خاصة.

7. استثمار الإعلام في إبراز الموروث الثقافي التاريخي وتجسيده بصورة تحافظ على الهوية الوطنية.

8. تبني مشروع وطني لجمع المصطلحات الحضارية من المصادر التاريخية والفقهية والوثائقية وغيرها.

9. توسيع مجالات التعاون مع الخبراء والمختصين في مجالات التاريخ والتراث الثقافي.

10. نشر البحوث العلمية التي قدمت في الندوة في السلسلة التاريخية والحضارية للمحافظات والمدن العُمانية، التي تصدرها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.

وفي ختام الندوة تم تكريم المشاركين بأوراق العمل، ومديري جلسات استعراض أوراق العمل والجلسات النقاشية.

يُذكر أن الندوة انطلقت في 21 أكتوبر - 23 أكتوبر، لمدة 3 أيام في ولاية صحار، وناقشت 28 ورقة عمل ألقها عدد من الباحثين، مقسمة إلى 3 محاور: المحور التاريخي والسياسي، والمحور الاقتصادي والاجتماعي، والمحور الثقافي.

وهدفت الندوة إلى التعريف بالدور التاريخي الذي قامت به محافظة شمال الباطنة عبر تاريخها وانعكاس ذلك الدور على تاريخ المحافظة بوجه خاص وعلى التاريخ العُماني على وجه العموم، من خلال استعراض ودراسة المصادر التاريخية المتنوعة، والوثائق والمخطوطات والروايات الشفوية، إلى جانب إبراز دور أبناء وأهالي محافظة شمال الباطنة في مسيرة الحضارة العُمانية والإنسانية.

وسلطت الندوة الضوء على الحضارات القديمة التي قامت في محافظة شمال الباطنة، وعرّفت بالآثار والشواهد التاريخية فيها، واستعرضت جوانب من الحياة العلمية والثقافية والأدبية، بالإضافة إلى التعرُّف على العادات والتقاليد العُمانية الأصيلة التي تشتهر بها محافظة شمال الباطنة.

وقد شهدت الندوة استعراض وتحليل الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالمحافظة والموجودة لدى المواطنين أو في المكتبات، وأهم الأحداث التي شهدتها المحافظة في التاريخ، وتشمل مجموعة أوراق العمل التي تتطرّق إلى أهمية المحافظة من الجانب التاريخي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

وصاحب الندوة ”المعرض وثائقي“ يبرز الجوانب التاريخية لمحافظة شمال الباطنة ويستمر حتى يوم السبت 26 أكتوبر 2024م في قاعة مجان بولاية صحار، حيث يضم مجموعة من الوثائق والصور التاريخية والخرائط والمحفوظات التي تبيّن جزءًا من التاريخ العريق الذي تزخر به سلطنة عُمان.

Your Page Title