أخبار

مقترحات لإنشاء بورصتين لكسر هيمنة الغرب على اقتصاد العالم

قمة مجموعة "بريكس"

رصد – أثير

بدت رؤية التكتل الاقتصادي على المديين القصير والمتوسط أكثر وضوحاً خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الكلمة الافتتاحية لقمة مجموعة ”بريكس“ أمس الأربعاء، التي أقيمت بمدينة قازان الروسية.

ودعا بوتين خلال كلمته حسب ما أوردت وكالة ”الأناضول“ إلى ضرورة تأسيس بورصة للحبوب، تكون مهمتها توفير إمدادات موثوقة من مصدر الغذاء للدول الأعضاء، إضافة لذلك دعا بوتين أيضاً لضرورة تأسيس بورصة أخرى لتداول المعادن النادرة، وقد تتسع لتداول سلع أخرى حيوية.

وانطلقت أعمال القمة السادسة عشر لمجموعة دول ”بريكس“، الثلاثاء، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، بالإضافة إلى ممثلين عن أكثر من 30 دولة أخرى، وتستمر حتى اليوم الخميس.

وذكرت وكالة ”الأناضول“، أن ”بريكس“ تأسست عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب إفريقيا عام 2011، وفي 1 يناير/ كانون الثاني 2024، أصبحت مصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات أعضاء كاملين.

وأعلنت المجموعة في أكثر من مناسبة أن العالم متعدد الأقطاب هو السبيل لتحقيق السلام والمنافسة العادلة على مختلف الأصعدة، بما فيها التجارية، وسط عقوبات تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد الأنظمة التي لا تتماشى مع سياساتها، في إشارة للقيود الأمريكية والغربية التي تفرض على بلدان مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية ولبنان وسوريا والعراق وأفغانستان وفنزويلا في المجالات اقتصادية وتجارية ومصرفية.

وأكد بوتين على هامش اجتماعه مع رئيسة بنك التنمية الجديد، ديلما روسيف، أن زيادة المدفوعات بالعملات الوطنية تتيح فرصة زيادة الاستقلال المالي لدول ”بريكس“، وتقلل المخاطر الجيوسياسية، وتحرر التنمية الاقتصادية من السياسة.

ويتبع بنك التنمية الجديد، لمجموعة ”بريكس“ وهو نموذج مصغر عن عمل البنك الدولي، عبر تقديمه قروضا تجاوزت 33 مليار دولار منذ عام 2018، لتمويل أكثر من 100 مشروع حول العالم.

سلاح الدولار

وفي وقت تحاول ”بريكس“ بلورة عملتها المستقبلية، والتي أعلنت عن خطط لتدشينها منذ أكثر من 5 سنوات، فإن مرد هذا البحث عن عملة للتكتل يعود إلى استخدام واشنطن سلاح الدولار.

الدولار الأمريكي بحسب بيانات صندوق النقد، يستحوذ على أكثر من 57 بالمئة من احتياطات الصندوق، بينما تتم قرابة 80 بالمئة من التجارة العالمية بعملة الدولار، وغالبية مدفوعات النفط تتم كذلك بالدولار.

ومع تحول الدولار إلى عملة عالمية، فإن واشنطن وجدت فيه سلاحا تستخدمه ضد خصومها السياسيين، إذ فرضت عقوبات على روسيا، تقيد من خلالها من وصول موسكو للدولار، وسبقتها بذلك إيران وكوريا الشمالية وسوريا وفنزويلا والعراق.

وضعف وفرة الدولار في الأسواق، تنشئ ما تسمى بالأسواق الموازية للعملة، وهي أسعار صرف مرتفعة خارج النظام المصرفي لتلك الدول، يلجأ لها الباحثون عن الدولار وشرائه بأسعار مرتفعة، وهو سبب في سيطرة واشنطن على حركة الدولار عبر الحدود، بصفتها المصدّرة لهذه العملة، وبصفة البنك الفيدرالي الأمريكي هو المسؤول عن السياسة النقدية الأمريكية، والمسؤول كذلك عن كميات المعروض النقدي من الدولار في أسواق العالم.

وبسبب هذا السلاح بدأت عديد الدول حتى خارج نطاق ”بريكس“ تبحث عن تنفيذ مدفوعات التجارة بعملاتها المحلية، كما يجري بين الصين وروسيا، وهي طريقة تقلل من تخارج الدولار من هذه الأسواق.

مؤسسات بديلة

وأصبحت ”بريكس“ منتدى لمعالجة القضايا العالمية الحرجة، مثل التجارة والتمويل وتغير المناخ وأمن الطاقة، وسط سطوة الغرب على مفاصل اقتصادية رئيسة كالدولار عملة التجارة والاحتياطي الأولى عالميا.

في عام 2014، أطلقت الدول الأعضاء بنك التنمية الجديد NDB برأس مال أولي قدره 50 مليار دولار؛ يعمل كبديل للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، حيث يوفر التمويل لمشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة.

وتُظهر هذه المبادرات، نية التكتل، في إنشاء مؤسسات تمثل مصالح الاقتصادات الناشئة، وتوفر بديلاً للمؤسسات المالية العالمية القائمة.

Your Page Title