رصد - أثير
إعداد - ريما الشيخ
أعلن جهاز الاستثمار العُماني يوم أمس اكتمال استعداداته لاستضافة أكبر اجتماع في تاريخ المنتدى العالمي لصناديق الثروة السيادية منذ تأسيسه في عام 2009، حيث سيجتمع في مسقط رؤساء وأعضاء أكثر من خمسين صندوقًا سياديًا من 46 دولة خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر المقبل.
ما هي صناديق الثروة السيادية؟ وكيف تعمل؟
تقدم “أثير” للقارئ الكريم نظرة شاملة عن صناديق الثروة السيادية وآلية عملها وأهميتها من عدة مصادر موثوقة.
تعريف صناديق الثروة السيادية
وفقًا لموقع Investopedia، تُعرَّف صناديق الثروة السيادية بأنها صناديق مملوكة للحكومات تُستثمر فيها الفوائض المالية من مصادر متنوعة، مثل إيرادات النفط والفوسفات واحتياطيات العملة الأجنبية، في أصول تشمل الأسهم والسندات والعقارات والمشاريع التكنولوجية، بهدف تحقيق أرباح طويلة الأمد تساعد على مواجهة التقلبات الاقتصادية ودعم متطلبات التنمية.
كيفية عمل صناديق الثروة السيادية
1.التكوين والتمويل:
تعتمد صناديق الثروة السيادية على فائض الإيرادات الناتج عن صادرات الدول، خاصةً تلك التي تعتمد على الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز. يتم جمع هذه الفوائض وضخها في الصندوق، الذي يتولى إدارتها لتحقيق دخل دائم ومستقر.
2.إستراتيجيات الاستثمار:
تتبع هذه الصناديق إستراتيجيات استثمار طويلة الأجل تتجنب المخاطرة العالية، مع التركيز على قطاعات ثابتة كالبنية التحتية والتكنولوجيا والرعاية الصحية. ووفقًا لموقع SWFI، تعتمد الصناديق السيادية خططًا مدروسة لتقليل المخاطر، خاصة في الأسواق المتقلبة.
3.إدارة المخاطر:
تستعين صناديق الثروة السيادية بفرق متخصصة في إدارة المخاطر، وتقوم بتنويع استثماراتها عالميًا لتقليل تأثيرات تقلبات الأسواق. ويشير موقع Economist إلى أن هذه الصناديق تحافظ على التوازن في استثماراتها لضمان العوائد على المدى البعيد.
أهمية صناديق الثروة السيادية
تلعب صناديق الثروة السيادية دورًا أساسيًا في استقرار الاقتصادات الوطنية للأسباب الآتية:
•تنويع مصادر الدخل:
تسهم هذه الصناديق في تقليل الاعتماد على مصدر دخل وحيد، مثل النفط. على سبيل المثال، يعمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي على الاستثمار في مجالات متعددة مثل التقنية والترفيه لتقليل الاعتماد على إيرادات النفط.
•تحقيق الاستقرار الاقتصادي:
تستخدم الدول عائدات صناديقها السيادية لتغطية عجز الميزانيات وتقليل آثار الأزمات الاقتصادية، مما يوفر أمانًا اقتصاديًا في فترات الركود.
•الاستدامة المالية للأجيال القادمة:
تسعى صناديق الثروة السيادية لدعم الأجيال القادمة عبر إدارة هذه الفوائض بحذر، خاصة في الدول ذات الموارد غير المتجددة.
أمثلة على صناديق الثروة السيادية حول العالم
1.صندوق التقاعد الحكومي النرويجي:
يعد من أكبر الصناديق السيادية في العالم، بإدارة أصول تتجاوز تريليون دولار، يعتمد على عائدات النفط النرويجية ويستثمر في أكثر من 9000 شركة عبر 70 دولة، وفقًا لموقع Norges Bank Investment Management.
2.صندوق الاستثمارات العامة السعودي:
يسعى لتحقيق رؤية السعودية 2030 عبر استثمارات في مجالات التقنية والبنية التحتية، ويعد داعمًا رئيسيًا للاقتصاد السعودي من خلال مشاريع كبيرة مثل مدينة نيوم.
3.جهاز الاستثمار العماني:
يعد الصندوق السيادي في سلطنة عمان، ويعمل على دعم رؤية عمان 2040 من خلال استثمارات متنوعة تسهم في تنويع الاقتصاد. تأسس الجهاز عام 2020 من دمج عدة صناديق، ويستثمر في قطاعات محلية كالسياحة والتقنية، بالإضافة إلى استثمارات عالمية.
تحديات صناديق الثروة السيادية
تواجه هذه الصناديق، بما فيها جهاز الاستثمار العماني، عدة تحديات أبرزها التقلبات الاقتصادية العالمية وضرورة الشفافية لضمان الثقة. كما تواجه ضغوطًا لتحقيق عائدات سريعة، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات استثمارية تنطوي على مخاطر.
المصادر :
-The Economist
-Norges Bank Investment Management
-Bloomberg Middle East
-صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
-Investopedia