رصد - أثير
تشتهر ولاية ينقل -إحدى ولايات محافظة الظاهرة- بوجود جبل “الحوراء”، الذي يُعد أعلى قمة جبلية بها، وقد اتخذت الولاية هذا الجبل شعارًا لها، إشارةً إلى أهميته الجغرافية والثقافية. وتضم ينقل نحو 16 برجًا وحصنًا وقلعة، تنتشر في أرجاء مختلفة من الولاية، يعود تاريخ بنائها إلى مئات السنين، مما يعكس تاريخها العريق وتراثها الغني. ويُعد “بيت المراح” من أهم الحصون التي لا تزال قائمة حتى الآن، شاهدة على تاريخ طويل من الحضارة والتاريخ.
بالإضافة إلى الحصون، تحتضن ولاية ينقل مجموعة من المباني القديمة التي تقع أعلى “جبل الخطيم”، الذي يرتفع 600 قدم عن سطح الأرض، لتبرز كمعالم أثرية تأسر القلوب بمشاهدها وتفاصيلها. كما يُعتبر “وادي الراكي” من أبرز المعالم السياحية بالولاية، حيث يتميز بمناظره الخلابة وأشجاره المتنوعة. وفي بلدة “السديرين”، تكثر المناطق الطبيعية الغنية بالمياه والمشاهد الطبيعية الساحرة، بينما تشتهر بلدة “الوقبة” بأوديتها المتعددة وطقسها البارد.
المعالم الأثرية والاكتشافات في ينقل
وقد اكتُشف في ينقل مدفن أثري في قرية “صفري” يعود إلى فترة “سمد”، إضافة إلى موقع أثري آخر في قرية “المدام”، يحتوي على مدافن قديمة تعود إلى ذات الفترة. كما عُثر على آثار لمناجم في موقعَي “الراكي” و”المعيدن”، مما يدل على ازدهار النشاط الاقتصادي في تلك الفترات. وتشمل الاكتشافات أيضًا آثارًا على جبل الخطيم، تربط تاريخ الولاية بشخصيات سياسية وعلمية وأدبية بارزة مثل الملك مخزوم بن فلاح النبهاني وناصر بن قطن.
حصن ينقل: شاهد على التاريخ
يُعرف حصن ينقل أيضًا باسم “بيت المراح”، ويقع في قلب وادي ينقل، في حارة الحصن، على الجانب الشمالي الشرقي لجبل “حورة ينقل”، ويحدّه من الجنوب جبل “خطيم”. ويُعتقد أن بناء الحصن يعود إلى ما قبل الإسلام، بينما تشير مصادر أخرى إلى أنه بني في القرن الحادي عشر الهجري (القرن السابع عشر الميلادي). ويرجح بعض المؤرخين أن الملك مخزوم بن فلاح النبهاني كان هو من أشرف على بنائه في بداية عهد النباهنة في عُمان.
بُني الحصن باستخدام الطين والحجارة، ويبلغ طول واجهتيه الشمالية والجنوبية حوالي 108 أمتار، بينما يبلغ أدنى عرض له في واجهته الشرقية 75 مترًا. يقع المدخل الرئيسي للحصن في الواجهة الغربية، ويحيط بالحصن عدد من المرافق المعمارية الرئيسة التي تشكل مَعلمًا متكاملًا بمساحة تصل إلى 1225 مترًا مربعًا. من أبرز هذه المرافق: المسجد، وبيت العود، وبيت الشرق، وبيت المراح، وبيت البصرة، وبيت الحرس.
وقد دعم السور المحيط بحصن ينقل بستة أبراج دائرية، إضافة إلى ثلاثة أبراج بأشكال مستطيلة ومربعة وبيضاوية، بينما يتزود الحصن بالمياه من فلجي “العين” و”المحيديث”. وقد قامت وزارة التراث والسياحة بترميم الحصن عام 2002 باستخدام “الصاروج”، للحفاظ على هذا المعلم التاريخي.
لمزيد من المعلومات عن ولاية ينقل
المصدر: العمانية