أثير- تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
نشرت جريدة (عمان) في عددها الصادر يوم الخميس 8 أبريل 1982م صورة للمصوّر مسلّم الجعفري لأحد بيوتات مطرح الكبيرة، ألا وهو “البيت الشرقي” الذي يقع قريبًا من قلعة مطرح، ويشد انتباه العديد من الزوّار والسيّاح الذي يمرون في الطريق المحاذي للبيت أو وهم في طريقهم لصعود الدرج الطويل المؤدي إلى قلعة مطرح، والذي امتلكته أسرته محمد بن سعيد الزكواني إحدى الأسر التجارية العمانية الكبيرة، لفترة طويلة من الزمن.

“أثير” وبعد (43) عامًا من التقاط هذه الصورة ذهبت لاستعادة ذكريات هذا المنزل المميّز في تصميمه، والجميل في تناسق ألوانه الزرقاء والبيضاء كي ترى جوانب الفرق بعد مرور تلك المدة الطويلة، وكي تستعيد بعضًا من تاريخه وتاريخ من بنوه وسكنوا فيه لردحٍ من الزمن.



البيت الشرقي:
بحسب معلومات وصلت إلى معدّ التقرير عن طريق الواتساب دون ذكر اسم كاتبها ويبدو أن مصدرها أحد أفراد أسرة رجل الأعمال طالب بن محمد الزكواني، فإن البيت الشرقي استمدّ اسمه من موقعه الجغرافي لبداية مطرح حيث إنه أول من يستقبل الشروق في مطرح وقد بُني في عام 1930م حيث قام ببنائه على هيئته الحالية رجلا الأعمال طالب وحمد أبناء محمد بن سعيد الزكواني، حيث تقاسم الأخوان السكن بهذا البيت مع عائلتيهما، وكان هذا البيت يعد من البيوت الكبيرة التي يقطنها شيوخ وأعيان مسقط و مطرح، وقد شهد استقبال العديد من الشخصيات السياسية والإدارية والتجارية، وكثيرًا ما دار في مجلسه العديد من النقاشات، وأبرمت الكثير من الصفقات التجارية.

وفي عام 1966م انتقل طالب بن محمد بن سعيد الزكواني إلى بيته الذي بناه والذي يقع خلف بناية طالب بمطرح. كما سافر أخوه حمد بن محمد بن سعيد الزكواني إلى الهند بغرض التجارة حيث كان للأسرة نشاط تجاري كبير هناك وبالأخص في مجال تجارة البسور، وخلالها سكن البيت سعيد بن حمد بن محمد الزكواني حتى عام 1969م قبل أن ينتقل للسكنى قريبًا من منزل عمه الجديد.

ومع بداية السبعينيات سكن البيت معالي السيد محمد بن أحمد بن سعود وكان وقتها وزيرًا للأراضي، وبعد انتقاله لمنزل آخر تم تخصيص هذا المنزل من قبل الأسرة لاستقبال الضيوف والتجار القادمين من مناطق عمان المختلفة والذين كانوا كثيرًا ما يفدون إلى مطرح لإبرام الصفقات مع أفراد هذه الأسرة التي كانت تعد الأبرز في مجال تصدير البسور.


ويبدو أن المنزل قد آل الآن إلى وزارة السياحة التي اشترته ويتم تحويله إلى نزل سياحي، وما يزال في طور الإنشاء.