رصد - أثير
تعد ولاية المضيبي من الولايات الغنية بتنوعها الطبيعي، فهي جزء من محافظة شمال الشرقية، وتتنوع تضاريسها بين الجبال، الصحراء، الواحات، الكهوف، الأودية، والعيون المائية. من جبالها جبل الروضة وجبل مدرة الذي يحتوي على عدة كهوف، ومن أوديتها وادي سمد، وادي الراك، وادي خرما، ووادي عتكة. وتشتهر المضيبي بعيون مائية مثل عين الحريد، المعروفة بخصائص مياهها المستخدمة للاستشفاء من بعض الأمراض المعدية. كما يعتمد السكان على الأفلاج للري، إذ يوجد في الولاية حوالي 156 فلجًا، وتنتشر فيها الأشجار البرية مثل السدر والغاف، بالإضافة إلى الغزلان، والتي اتخذت الولاية منها شعارًا.
أهم المواقع الأثرية في ولاية المضيبي
١- موقع الميسر وسمد الشأن
يعد من أبرز مواقع التعدين في الألف الثالث قبل الميلاد، لاحتوائه على كميات كبيرة من مخلفات صهر النحاس وعدد من أفران الصهر والحفر الدائرية التي كانت تستخدم لصب النحاس المصهور وإنتاج السبائك، حيث عُثر على العديد منها إلى جانب الأدوات الحجرية المستخدمة في تجهيز النحاس. كما تم اكتشاف أختام حجرية بأشكال بشرية وحيوانية، من بينها ختم منشوري يعزز وجود علاقات تجارية بين مجان (عُمان) وبلاد السند في تلك الحقبة.
أما موقع سمد الشأن، فهو موقع أثري مهم لدراسة العادات الجنائزية في الألفين الثاني والأول قبل الميلاد، حيث يحتوي على مدافن متنوعة للرجال، النساء، والأطفال، وعُثر فيها على جرار فخارية، ورؤوس سهام، وحراب برونزية، وخرز من العقيق، وأختام حجرية. ومن أبرز اكتشافات سمد الشأن في عام ١٩٨٩ هيكل جمل يرتدي قلادة من خرز الحجر والصدف والعقيق، ويعود إلى العصر الحديدي المتأخر، ويعد أول جمل محدد الجنس والعصر في الجزيرة العربية.
٢- موقع العيون الأثري في نيابة سناو
من أهم الاكتشافات في هذا الموقع قبر يعود إلى نهاية العصر الحديدي (300 قبل الميلاد) يحتوي على رفات رجل يبلغ من العمر حوالي خمسين عامًا، وقد دُفن مع أسلحته الشخصية، ودفن بجواره جملان ذكر وأنثى تم التضحية بهما بعد وفاته، ووضعا في حفرتين محاطة بالحجارة.
٣- حفرية محلياء
في عام 2004، أجريت حفرية إنقاذية في هذا الموقع شملت 108 مدافن، تعود للعصر الحديدي المتأخر. وتضمنت المدافن نوعين؛ مدافن للكبار وأخرى للصغار، وكانت تُبنى تحت الأرض باتجاه شرق/غرب، حيث يدفن الميت على جنبه الأيسر. وشملت المعثورات جرار فخارية، وخرز، ورؤوس سهام حديدية، وخواتم وحلق نحاسية، وحراب حديدية متكسرة، ودلايات حجرية.
٤- قلعة الجوابر
بُنيت قلعة الجوابر بالجص والحصى والصاروج في النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري. وتحتوي على حصن أثري قديم يضم أماكن للسكن والضيافة، ومجلس لاستقبال الضيوف واجتماع الأهالي، بالإضافة إلى مرافق خدمية، مواقع لمرابط الخيل، وسور منيع.
معالم تاريخية أخرى في المضيبي
تضم المضيبي معالم تاريخية أخرى، مثل حصن الروضة في بلدة الروضة، حصن خزام الواقع في نيابة سمد الشأن والمطل على وادي سمد ومحاط بأشجار النخيل، وحصن بيت الخبيب المبني على جبل في حارة الخبيب.
يعمل سكان الولاية في عدد من الأنشطة الاقتصادية والحرف التقليدية، مثل الزراعة، وصناعة أدوات الزراعة، السعفيات، صناعة الحلوى العمانية، كما تؤدى في الولاية فنون الرزحة، العازي، الهمبل، والمحارب.
المصدر: وكالة الأنباء العمانية