رصد-أثير
يعد مسجد الجامع في ولاية أدم بمحافظة الداخلية من أهم مساجد الولاية وأوسعها تاريخيا وعلميا وعمرانيا، وقد جاءت تسميته بالجامع نسبة إلى حارة جامع البوسعيد التي يوجد فيها المسجد الذي يقع في الجهة الغربية الشمالية من الحارة ويتم الوصول إليه عن طريق بوابة الصباح.
ويرى كلٌّ من الشيخ سيف بن حمود البطاشي في كتابة “الطالع السعيد” والسيد حمد بن سيف البوسعيدي في كتابه “الموجز المفيد” أن تاريخ المسجد يرجع إلى عام 717هـ، نظرا لمؤسسه الشيخ أبو الحسن محمد بن نوح الأزدي، بينما يذهب الدكتور إيروس بلديسيرا في كتابه “الكتابات في المساجد العُمانية القديمة” إلى أن زمن بنائه يعود إلى الثلاثينيات أو الأربعينيات من القرن العاشر الهجري بسبب تشابه محراب المسجد مع محراب “الجامع الكبير” بمنح الذي بني عام 941هـ.
ويقال إن المسجد بني أصلا ليكون مدرسة علمية جامعة، لذا تم تخصيص مكان للطلاب وإقامتهم. كما كانت له أوقاف كثيرة تضمن بقاء المدرسة وديموميتها، ويحتوي المسجد على بئر ماء، ومكان للجلوس، وفسحة خارجية كبيرة، كما كان في داخله مكتبة من المخطوطات والكتب المتنوّعة.
ويحيط بالمسجد فناء مسور بجدار يفصل الساحة الخارجية عن باحة المسجد الخارجية ليكون متنفّسا حركيا، ومكان حوار ومشورة. كما يعد مكانا للدرس وخاصة للأطفال بالإضافة إلى أن الفناء يعد عنصر اتصال وحركة فهو يصل بين بيت الصلاة والميضأة، ويحمي أرضية المسجد المنخفضة من دخول المياه، وتكاد واجهة المسجد تخلو من أية زخارف.
وللمسجد بابان بينهما محراب صغير، فيما يحتوي المسجد من الداخل على خمس بلاطات أسطوانية تحمل أقواسا مدببة، بينما ترتفع بالجدار الشمالي والجنوبي للمسجد خمس نوافذ مستطيلة الشكل، فوقها طاقات صغيرة ذات عقود مدببة وبها زخارف هندسية، كذلك في الجدار الشرقي توجد أربع طاقات مزخرفة بزخارف جصية. وفيما يتعلق بالمحراب فهو مبني من الجص وهو مستطيل الشكل يرتفع حتى ما يقارب السقف، وبه ثلاثة إطارات مستطيلة الشكل، الأخير منها تحيط به أختام مزخرفة بزخارف هندسية مرهفة دقيقة، وفوق قوس الــمحراب نجد كتابة متشابكة الحروف.
وتخرج العديد من علماء أدم في هذا الجامع، منهم الشيخ درويش بن جمعة المحروقي والشيخ سالم بن حمد البراشدي والشيخ محمد بن سيف الشيباني والشيخ سالم بن عبد الله البوسعيدي الذي رعى هذه المدرسة في النصف الثاني مِنَ القرن الحادي عشر، والشيخ عمر بن مسعود المنذري صاحب كتاب “كشف الأسرار المخفية في علم الأجرام السماوية”.
المصدر: العمانية