أثير – علاء شمالي
يعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية المتمثلة بتعمد الاحتلال الإسرائيلي خلق مجاعة كبيرة بمنع وصول المساعدات لما يزيد عن ميلوني نازح يعيشون في خيام تفتقد لأدنى مقومات الحياة الإنسانية.
وتصاعدت في الأيام الأخيرة مشاهد المجاعة بسبب عدم توفر الدقيق الذي تضاعف سعره بنسبة 700% خلال أيام بسيطة تزامناً مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي منع وصول المساعدات المتكدسة في مئات الشاحنات على المعابر البرية الحدودية لغزة.
الاحتلال استخدم الجوع كسلاح لمعاقبة الغزيين الذين صمدوا ما يقارب 15 شهراً منذ بداية الحرب، ويكرر حالياً مشاهد المجاعة في جنوب غزة، كما افتعلها في شمال غزة لشهور متواصلة.
الأسواق في غزة أصبحت شبه خالية من المواد الغذائية، في وقت لا زالت تعمل بعض المخابز دون استمرار لتلبية احتياجات الناس لكن ذلك يكون بمشهد من طوابير طويلة أصبحت رمزاً يومياً للمعاناة في غزة.
ويضطر الرجال والنساء والأطفال للانتظار لمدة تتجاوز أحياناً 10-15 ساعة متواصلة من أجل الحصول على “ربطة خبز” وغالب الأحيان يعود الكثير منهم دون الحصول عليها.
طوابير الانتظار لم تعد فقط للحصول على الخبز، بل أصبحت ميداناً لمأساة جديدة فاحت منها راحة الموت حين فقدت 3 سيدات حياتهم بسبب التزاحم في طوابير الحصول على الخبز.
الأمهات خرجن مبكراً للحصول على الخبز والعودة لعائلاتهن، لكن عودتهم كانت أجساداً بلا أرواح، وأصبح وجع الفقد أعظم من وجع المجاعة.
بكاء الأطفال جوعًا جعل الناس يخاطرون بحياتهم من أجل “رغيف الخبز”، بعد أن منع الاحتلال إدخال الدقيق والمواد الغذائية الأخرى، ودمر البنية التحتية والمخابز في القطاع، وحول الجوع إلى أداة حرب تستخدمها (إسرائيل) لتجريد الناس من أبسط حقوقهم الإنسانية.
مصدر الصورة: الجزيرة نت