رصد-أثير
تُعدّ قرية “نزوح” في وادي بني هني بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة واحدة من القرى الجميلة التي تشتهر بزراعة النخيل بمختلف أصنافها، بالإضافة إلى الزراعات الموسمية وزراعة البر والحنطة والشعير والبقوليات والفواكه، وهي تمتاز بموقع إستراتيجي فتقع على الطريق الذي يربط بين وادي بني غافر ونيابة الحوقين والمتصل إلى ولايتي الرستاق والسويق وتبعد عن مركز الولاية نحو (30) كيلومترًا. كما أنها تقع على جانبي الوادي مما يعطيها طابعا جماليا فريدا حيث يستمر جريان المياه الغيلية على مدار العام خصوصًا في أوقات الخصب لذا تعد القرية واحدة من المزارات السياحية الجميلة.
وقد اكتسبت القرية أهمية كبيرة نتيجة الاكتشافات الأثرية القديمة التي يعود تاريخها إلى الألف الأولى والثانية قبل الميلاد، حيث اكتشفت بالقرية مقابر أثرية على الطريق المؤدي إلى نيابة الحوقين وهي قبور يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام. كما اكتشفت نقوش أثرية قديمة يرى المعنيون بالآثار أنها قد تكون ذات علاقة بالنقوش المكتشفة في وادي السحتن وهي موجودة في أماكن متفرقة في القرية وهذه النقوش عبارة عن كتابات ورسوم تجسد الأحداث والبيئة المعاشة في تلك الفترة.
وتوجد بالقرية حصون أثرية قديمة جدا حتى أن الكثير من الآباء والأجداد لا يعرفون تواريخها مثل “حصن الشرف” الذي يعتلي القرية ويطل عليها من أعلى سفح الجبل، ويعد بوابة لوادي بني هني، وكانت الكثير من القوافل تمر بالقرب من الموقع الذي يطل عليه الحصن. كما توجد منازل أثرية داخلها مقتنيات أثرية قديمة مما يدل على عراقة وأهمية هذه القرية ومن أهمها “بيت المقابيل” و“بيت الخنابشة" وهما بيتان كبيران بمثابة حصون، ويُعدّان رمزين من رموز القرية التاريخية.
وتوجد في القرية ثلاث عيون تعرف باسم عيون “العوينة”، تستخدم مياه إحداها للاستشفاء من الأمراض الجلدية لأنها كبريتية، والثانية تستخدم للشرب والثالثة لري المزروعات. كما توجد بالقرية كهوف كبيرة أحدها يسمى " جوار الحقم" وهو كهف كبير يحتمي به الأهالي عند هطول الأمطار، فقد حكى الأجداد أن هطول الأمطار كان يستمر طويلا مما يتسبب في تساقط البيوت الطينية؛ لذا يلجأ الأهالي إلى هذه الكهوف حتى تتوقف الأمطار وتجف الأرض. كما أن الأهالي، خصوصا المزارعين منهم، يقضون نهار شهر رمضان المبارك في فترة الصيف فيها لما تمتاز به هذه الكهوف من اعتدال في الحرارة بسبب المياه التي تنبع من وسط الصخور المكونة للعيون الثلاث، أما في الزمن الحالي فقد أصبحت تستخدم لتخزين المنتجات الزراعية.
المصدر: العمانية