أثير - ريما الشيخ
في ظل الانتشار المتزايد لمرض السكري في المجتمعات الخليجية، يُعد فحص السكر التراكمي أحد أهم الأدوات الطبية لتشخيص المرض ومتابعة السيطرة عليه. هذا الفحص البسيط، الذي لا يتطلب صيامًا، يكشف عن متوسط مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما يجعله أداة أساسية ليس فقط للتشخيص، بل أيضًا للوقاية من مضاعفات خطيرة تهدد حياة المرضى.
ما هو فحص السكر التراكمي؟
خلال حديث مع “أثير”، أوضح الدكتور عادل بن محمد المحروقي، طبيب اختصاصي أول بمستشفى الدقم ومدير دائرة الأمراض المزمنة غير المعدية بمحافظة الوسطى، أن فحص السكر التراكمي يتم عبر تحليل عينة دم مأخوذة من الوريد. يُظهر هذا الفحص متوسط مستوى السكر في الدم خلال الثلاثة أشهر الماضية بناءً على نسبة السكر المرتبطة بخلايا الدم الحمراء، ولا يتطلب صيامًا لإجرائه.
ما أهميته؟
أشار الدكتور المحروقي إلى أن فحص السكر التراكمي يُستخدم لتشخيص مرض السكري ومتابعة التحكم به. قراءة السكر التراكمي التي تزيد عن 6.5% تعد مؤشرًا على الإصابة بمرض السكري، بينما تشير القراءات بين 5.6% و6.5% إلى مرحلة ما قبل السكري، أما القراءات الأقل من 5.6% فتُعد طبيعية.
وأكد أن متابعة السكر التراكمي لدى مرضى السكري تُعد أداة فعالة لتحديد أهداف العلاج بناءً على العمر والأمراض المصاحبة، مع تحديد هدف عام لمعظم المرضى يتمثل في إبقاء السكر التراكمي أقل من 7%.
لماذا يجب الحفاظ على معدل طبيعي للسكر التراكمي؟
شدد الدكتور المحروقي على أن السيطرة على السكر التراكمي تُقلل من خطر مضاعفات السكري. وأوضح أن الدراسات تشير إلى أن كل زيادة بنسبة 1% في مستوى السكر التراكمي تزيد من احتمالية الإصابة بالمضاعفات بنسبة 25%. في المقابل، فإن خفض السكر التراكمي بنسبة 1% يمكن أن يقلل من المضاعفات بنسبة تصل إلى 35% لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
العوامل المؤثرة على قراءات السكر التراكمي
أشار الدكتور المحروقي إلى أن هناك عوامل قد تؤدي إلى قراءات خاطئة للسكر التراكمي.
•قراءات مرتفعة غير حقيقية: مثل نقص الحديد، نقص فيتامين ب12، شرب الكحوليات، وغياب الطحال.
•قراءات منخفضة أقل من الواقع: مثل أمراض تكسر خلايا الدم الحمراء، أمراض الكلى المتقدمة، والحمل.
وأكد أن هذه الحالات تتطلب استخدام فحوصات بديلة للحصول على قراءات دقيقة.
كيف يحافظ مريض السكري على معدل طبيعي للسكر التراكمي؟
أوضح الدكتور المحروقي أهمية الحفاظ على “مثلث الصحة” الذي يشمل:
•الرياضة: تساعد في خفض السكر التراكمي بنسبة تصل إلى 1%.
•النظام الغذائي الصحي: يمكن أن يخفض السكر التراكمي بنسبة تصل إلى 2%.
•الأدوية: تسهم في تحسين السكر التراكمي بدرجات متفاوتة حسب نوع الدواء واستجابة الجسم له.
الوقاية خير من العلاج
في ختام حديثه، شدد الدكتور عادل المحروقي على أهمية الوقاية للحد من انتشار مرض السكري في المجتمع الخليجي، مؤكداً أن السيطرة على السكر التراكمي تُعد أساسية لتقليل المضاعفات الصحية المرتبطة بالمرض. كما دعا المرضى إلى إجراء فحص السكر التراكمي بانتظام وفق توصيات الطبيب المعالج، مع التأكيد على أن الوقاية هي السبيل الأمثل لمواجهة هذا المرض.