رصد - أثير
إعداد: ريما الشيخ
يُعدّ اليود المشع من الابتكارات الطبية البارزة في مجال الطب النووي، حيث يُستخدم على نطاق واسع لعلاج أمراض الغدة الدرقية، خاصة سرطان الغدة وفرط نشاطها.
وتشير المعلومات التي رصدتها “أثير” من عدة مصادر إخبارية إلى أن هذا العنصر يبرز كخيار فعّال بسبب قدرته العالية على استهداف الخلايا المريضة بدقة، مع تأثير محدود على الأنسجة السليمة. هذا يجعله علاجًا رئيسيًا في العديد من الدول، بما فيها سلطنة عُمان، التي تسخر إمكاناتها الطبية لتقديم أحدث العلاجات باستخدام هذا العنصر.
الاستخدامات الطبية والتطورات التقنية
يُعد اليود المشع-131 من الأدوات الرئيسية في الطب النووي لعلاج أمراض الغدة الدرقية، بما في ذلك فرط نشاطها وبعض أنواع السرطان. يُتناول العنصر عن طريق الفم، حيث يتوجه مباشرة إلى الغدة الدرقية ليعمل كوقود طبيعي، مما يُمكنه من استهداف الخلايا المصابة بدقة وتقليل التأثير على الأنسجة السليمة.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن العلاج باليود المشع خيارٌ آمن وفعّال إذا تم تحت مراقبة دقيقة. كما كشفت دراسة نُشرت في مجلة Nature Medicine أن استخدام اليود المشع-131 لعلاج الأورام المتقدمة في الغدة الدرقية أظهر معدلات شفاء مرتفعة مقارنة بالطرق التقليدية.
التأثيرات الجانبية والمخاطر المحتملة
رغم فعالية العلاج باليود المشع، قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية، مثل التهاب الغدة الدرقية أو خمول دائم فيها. وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال والشباب أكثر عرضة لهذه الآثار عند التعرض لجرعات عالية، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
وفي حالات الحوادث النووية، توصي منظمة الصحة العالمية بتناول أقراص اليود المستقرة للحد من امتصاص الغدة الدرقية لليود المشع المنتشر في البيئة.
التطبيقات في الحوادث النووية
تُبرز الحوادث النووية الكبرى، مثل كارثة فوكوشيما في اليابان عام 2011، أهمية اليود المشع في التخفيف من الآثار الصحية طويلة الأمد. وفقًا لتقارير وكالة الطاقة الذرية، تُعد الفئة الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية هم الأطفال نتيجة التعرض للإشعاعات. لذا، يُوصى بتوزيع أقراص اليود غير المشع كإجراء وقائي للحد من التأثيرات السلبية.
اليود المشع في سلطنة عُمان
تُولي سلطنة عُمان اهتمامًا كبيرًا باستخدام العلاج باليود المشع، من خلال مراكز طبية متقدمة:
•المستشفى السلطاني: يُعد قسم الطب النووي بالمستشفى السلطاني الأكبر في السلطنة، حيث يقدم خدمات علاجية لمرضى الغدة الدرقية منذ عام 2006، مع تجهيز غرف عزل وفق المعايير الدولية.
•مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث السرطان: منذ افتتاح جناح اليود المشع في مايو 2022، عالج المركز 28 مريضًا حتى يوليو من العام نفسه، باستخدام تجهيزات تضمن أمان العلاج.
•مستشفى جامعة السلطان قابوس: يُستفاد من المواد المشعة المنتجة محليًا في المعجل النووي بالمستشفى، مما يعزز الدقة في تشخيص وعلاج أمراض الغدة الدرقية وغيرها من الأمراض.
مستقبل العلاج باليود المشع
يُواصل الباحثون تطوير تقنيات الطب النووي لتقليل الآثار الجانبية وزيادة فعالية العلاج. ورغم التحديات المرتبطة بتكاليف العلاج والبنية التحتية اللازمة، يبقى اليود المشع أحد الحلول الرائدة في تحسين حياة المرضى، بما يساهم في تعزيز جودة حياتهم وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بأمراض الغدة الدرقية.
المصادر:
-WHO
-IAEA
-Nature Medicine
-BBC Arabic