أثير - ريما الشيخ
في إنجازٍ جديد يعكس كفاءة الشباب العماني وإبداعهم في مواجهة التحديات العالمية، برز المهندس الوليد بن يوسف المحاربي كواحد من المبدعين الذين يمثلون سلطنة عُمان في المحافل الدولية، من خلال مشروعه “كسر جدار ترسب الشمع في خطوط الأنابيب”، نجح المحاربي في تسليط الضوء على الابتكارات المستدامة في قطاع النفط والغاز، مما أهله للمشاركة في مسابقة “مختبر الجدران المتساقطة 2024” في ألمانيا.
تفاصيل المشاركة
تحدث المهندس الوليد لـ“أثير” عن شعوره بالفخر والحماس لتمثيل سلطنة عُمان في هذه المسابقة الدولية، موضحًا أن اختياره جاء بعد عملية تنافسية تضمنت تأهيل 20 مشاركًا من أصل 60 متقدمًا، وأكد على أن الدعم الذي تلقاه من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والكادر التدريسي في الكلية الدولية للهندسة والإدارة كان له دور كبير في تحفيزه على خوض هذه التجربة.
وأضاف: استعددت نفسيًا للتحدي، خاصة وأن مدة العرض المسموح بها لا تتجاوز ثلاث دقائق، ورغم المنافسة الشديدة، تمكنت من تحقيق المركز الثاني.
فكرة المشروع
أوضح المحاربي أن مشروعه يهدف إلى معالجة مشكلة ترسب الشمع في خطوط نقل النفط الخام، وهي إحدى القضايا التي تواجهها الصناعة النفطية، وأشار إلى أن استخدام الموجات فوق الصوتية لمعالجة النفط الخام يُعد الحل الأمثل لهذه المشكلة، حيث تساعد هذه التقنية على تقليل معدل ترسب الشمع وخفض لزوجة النفط الخام بشكل كبير.
التميز عن الحلول الحالية
أكد الوليد أن ما يميز مشروعه عن الحلول التقليدية هو الاستدامة والفعالية من حيث التكلفة، وأوضح أن الحلول الحالية، مثل استخدام المواد الكيميائية، تُعد مكلفة وغير صديقة للبيئة، بينما تقدم الموجات فوق الصوتية بديلًا مبتكرًا يحد من الانبعاثات ويعزز كفاءة الصناعة.
وأضاف: صممت جهازًا جديدًا أطلقت عليه اسم (دوبلكس التراويف)، وهو قادر على معالجة النفط الخام أثناء مروره عبر خطوط الأنابيب.
الفوائد العملية
قال المحاربي: يُبرز المشروع العديد من الفوائد، من بينها تقليل لزوجة النفط الخام، وتحسين جودته، ومنع ترسب الشمع داخل الأنابيب، كما يسهم في تقليل التكاليف التشغيلية لشركات النفط والغاز، ويُعد بديلًا صديقًا للبيئة مقارنة بالطرق التقليدية، كما أن هذه التقنية يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في عمليات نقل النفط الخام على المستويين المحلي والدولي.
التحديات وكيفية التغلب عليها
استعرض الوليد التحديات التي واجهها خلال تطوير مشروعه، من بينها نقص الموارد البحثية وصعوبة الوصول إلى أجهزة الموجات فوق الصوتية في الأسواق المحلية، وأكد على أن شغفه وإصراره على تحقيق هدفه كانا العاملين الرئيسيين في تجاوز هذه العقبات، حيث قال أنه على الرغم من ضيق الوقت وصعوبة المحاكاة، تمكنت من تقديم نتائج مبشرة بفضل الجهد المستمر والتعلم الذاتي.
أهمية المشروع للاقتصاد الوطني
أشار المحاربي إلى أن مشروعه يحمل أهمية كبيرة للاقتصاد الوطني، حيث يُمكن أن يسهم في تقليل التكاليف التشغيلية لشركات النفط والغاز، فضلًا عن تعزيز مكانة سلطنة عمان كدولة رائدة في تبني الحلول المستدامة. وأكد أن المشروع يعكس رؤية عمان المستقبلية نحو اقتصاد أكثر استدامة واعتمادًا على التكنولوجيا الحديثة.
دعم المؤسسات التعليمية
أشاد المحاربي بالدعم الذي تلقاه من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بالإضافة إلى الكلية الدولية للهندسة والإدارة، وأوضح أن هذا الدعم لم يقتصر على توفير الموارد المادية والمعنوية، بل شمل أيضًا توفير بيئة مثالية للعمل والابتكار، كما أشار إلى فوزه في برنامج “أبجريد” ساعده في تطوير مشروعه وتحويله إلى منتج ملموس جاهز للسوق.
الرؤية المستقبلية
أكد المحاربي على أنه يسعى إلى تطبيق ابتكاره في جميع الحقول النفطية داخل السلطنة وخارجها، حيث أن خطته الحالية تشمل تطوير نموذج عملي وتجربته على أرض الواقع بالتعاون مع برنامج “أبجريد”، بهدف تأسيس شركة أو شراكة تسهم في إدخال المنتج إلى الأسواق العالمية.