أثير-جميلة العبرية
في عالم يتسم بالسرعة والتغير، تبقى التربية الأمنية وتعزيز القيم الوطنية ركيزة أساسية لبناء جيل واعٍ ومسؤول، ومن هذا المنطلق، يأتي ملحق “الشرطي الصغير”، الذي أُصدر لأول مرة في 5 يناير 2004م ليكون نافذة تجمع بين الوعي الأمني والإبداع الفني، تحت إشراف إدارة العلاقات والإعلام الأمني في شرطة عمان السلطانية.
الفكرة والنشأة: رسالة تتجاوز الورق
يعد ملحق “الشرطي الصغير” منصة إعلامية مبتكرة تهدف إلى غرس القيم الوطنية وتنمية الوعي الأمني لدى الأطفال، من خلال قصص كرتونية وشخصيات جذابة، ووفقًا للرائد بدرية بنت راشد التوبية، المشرف الفني بملحق الشرطي الصغير ، فإن الهدف الأساسي هو تعزيز المسؤولية المجتمعية لدى الأطفال من خلال تعريفهم بمبادئ القانون، السلامة العامة، والوعي المروري، إضافة إلى ترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية.
وتوضح الرائد بدرية أن الملحق لا يقتصر على النشر الورقي، بل يمتد عبر الأنشطة التفاعلية والمسابقات، حيث يقوم “الشرطي الصغير” بزيارات ميدانية للمدارس والمستشفيات والجمعيات، لتقديم رسائل توعوية بطريقة عملية وممتعة
الإبداع الفني: قوة الرسومات في إيصال الرسالة
يؤدي الفن دورًا محوريًا في المجلة، وهنا يبرز دور الوكيل أول عبدالله بن سالم الهاشمي، الرسام الذي جعل من رسوماته أداة فعالة لتعزيز الرسالة الأمنية لدى الأطفال، ويقول الهاشمي: “شغفي برسم القصص الكرتونية بدأ منذ انضمامي إلى شرطة عمان السلطانية، وأعمل على تصميم الرسومات بطريقة تتناغم مع محتوى القصص، مع التركيز على عناصر الحبكة والتشويق والعقدة وحلها، لجعل القصة وسيلة جذابة ومؤثرة في عقول الأطفال”.
آلية العمل داخل المجلة: منهجية وإبداع
يدار “الشرطي الصغير” وفق عملية منهجية تضم فريقًا من المحررين، والرسامين، والمصممين، والمصورين، الذين يتلقون تأهيلًا مستمرًا، تُستخدم التقنيات الحديثة، بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لتحسين جودة الرسومات والتصاميم، ما يضمن وصول الرسائل بطريقة عصرية وجذابة للأطفال.
وتوضح الرائد بدرية: “الابتكار عنصر أساسي في الملحق، ونهدف إلى تقديم محتوى يُبسط المفاهيم القانونية ويعلم الأطفال السلوكيات الإيجابية بطريقة سلسة وممتعة، كما نوفر مساحة للمشاركات الإبداعية للأطفال، لإبراز مواهبهم وإشراكهم في الرسالة التوعوية”.
رسالة “الشرطي الصغير”: جيل أكثر وعيًا
من خلال المزج بين الرسومات الجذابة والقصص التوعوية، يسعى “الشرطي الصغير” إلى ترسيخ القيم الأمنية لدى الأطفال، وجعلهم شركاء فاعلين في بناء مجتمع آمن ومستقر، فالملحق لا يكتفي بالتعليم النظري، بل يعتمد على إشراك الأطفال في أنشطة عملية وميدانية، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في مجال الإعلام التوعوي، وهو أكثر من مجرد ملحق؛ بل إنه رسالة تتجسد في كل قصة، وكل رسمة، وكل نشاط، لتهيئة جيل يعي قيمة الأمن والمسؤولية المجتمعية.