أثير - جميلة العبرية
فقدت سلطنة عُمان مؤخرًا اثنتين من أعمدة مهنة التمريض، الممرضتين الرائدتين سكينة بنت حسين الغيثية وفاطمة بنت أحمد البروانية، اللتين كانتا رمزًا للتفاني والعطاء في مجال الرعاية الصحية، وتركتا إرثًا خالدًا في تطوير مهنة التمريض وتعزيز خدمات الصحة في البلاد.
ونعت الجمعية العُمانية للتمريض الفقيدتين في بيان قالت فيه: “لقد كان لعطائهما المتفاني وخدماتهما الاستثنائية على مدار العقود أثرٌ كبير سيبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.”
“أثير” تواصلت مع الجمعية للتعرّف عن قرب على إنجازات الغيثية والبروانية، وأشارت المعلومات المستقاة من زميلاتهن إلى الآتي:
سكينة الغيثية
كانت سكينة الغيثية من أوائل الممرضات والقابلات اللواتي أسهمن في تأسيس خدمات صحة الأم والطفل في سلطنة عُمان تحت قيادة البروفيسور الراحل مسلم البوعلي. امتد تأثيرها إلى جميع أنحاء سلطنة عمان، وعملت في الجمهورية الليبية حيث شغلت مناصب بارزة قبل الثمانينيات وبعدها، منها:
• رئاسة أقسام التمريض والقبالة في مستشفيات البريمي وصحار.
• تولّت لاحقًا منصب المشرفة الوطنية لخدمات صحة الأم والطفل في السلطنة.
إسهامات بارزة:
• أكّدت أهمية الوقاية وتعزيز الصحة كأركان لتحسين خدمات الرعاية الصحية.
• ركّزت على أهمية الرضاعة الطبيعية كوسيلة غذائية صحية للأطفال وتنظيم الولادات والوقاية من الأمراض.
• دمجت تعاليم الدين الإسلامي في رسائلها الصحية، مما ألهم العديد من العاملين الصحيين غير المسلمين لاعتناق الإسلام.
قبل وفاتها بأيام قليلة، شاركت الغيثية في تجمع صحي ناقشت فيه مع زملائها أهمية تعزيز الصحة كجزء من تطوير النظام الصحي في السلطنة، في تجسيد واضح لشغفها بالمهنة حتى اللحظات الأخيرة.
فاطمة البروانية
برزت فاطمة البروانية كأول عميدة عمانية لمعهد العلوم الصحية (الذي أصبح لاحقًا كلية العلوم الصحية) بين عامي 1988 و1994، حيث قادت جهود تطوير التعليم التمريضي والمهن الصحية المساندة في السلطنة.
محطات بارزة:
• جمعت خبرات واسعة من عملها في مستشفيات داخل وخارج عُمان.
• ركّزت على مصلحة الطلاب والمرضى، وحرصت على دعم وتوجيه الكوادر الشابة، مما مكّن الكثير منهم من الوصول إلى مناصب قيادية.
• كانت قائدة عطوفة أشادت بها زميلاتها وطالباتها لدورها في خلق بيئة تعليمية ملهمة وداعمة.
إرث خالد وذكريات لا تُنسى
لم تكن سكينة وفاطمة مجرد ممارستين للمهنة، بل قائدتين تركتا بصمة لا تُمحى في ملامح التمريض الحديث في عُمان. واستذكرت زميلاتهما محبتهما وإخلاصهما، حيث وصفت إحداهن الغيثية بأنها “أيقونة العطاء في صحة الأم والطفل”، والبروانية بأنها “القائدة الحكيمة التي وضعت أسس التعليم الصحي.”
تركت سكينة الغيثية خلفها زوجًا وأربعة أبناء، بينما تركت فاطمة البروانية ابنتين. إرثهما الطيب وأثرهما العميق سيظل محفورًا في قلوب من عرفهن وعمل معهن.
وتتقدم “أثير” بخالص العزاء والمواساة لأهالي الفقيدتين وندعو الله لهما بالرحمة والمغفرة ولذويهما الصبر والسلوان وحسن العزاء.