أخبار

“مبادرة شغف”: خطوة لتمكين ذوي الإعاقة ثقافيًا وفنيًا، إليك تفاصيلها

مبادرة شغف الثقافية

مسقط - أثير

أسهمت “مبادرة شغف الثقافية” بشكل فعّال في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في سلطنة عمان في خطوة رائدة تهدف إلى تعزيز التكافؤ الثقافي والاجتماعي، حيث حصلت المبادرة على اعتماد وزارة الثقافة والرياضة والشباب بداية عام 2024م، بعد جهود فردية استمرت لعدة سنوات.

وعمل على تأسيس المبادرة أكرم بن سيف المعولي، واستطاعت أن توفر منصات متعددة للأشخاص ذوي الإعاقة في المجالات الثقافية والفنية المتنوعة وحققت العديد من الإنجازات والبرامج التي خدمتهم ومنحتهم الفرصة لتطوير مهاراتهم وإبراز مواهبهم في مجالات مختلفة، وتستهدف المبادرة الأشخاص ذوي الإعاقة المتنوعة عبر أنشطة ثقافية وفنية مختلفة، كما تشمل برامجها مجموعة من الفعاليات الموجهة لتعزيز الثقافة والفنون بهدف تمكينهم من الاندماج في المجتمع والاستفادة من جميع الفرص المتاحة.

مبادرة شغف الثقافية

ولدى المبادرة عدد من البرامج النوعية التي تم تنظيمها من خلال فريق المبادرة مع الاستعانة بالإشخاص ذوي الإعاقة لغرس مفهوم العمل الجماعي والتطوعي الممزوج بالجودة والمؤشرات التي تساهم في تحقيق أهدافها، ومن بين البرامج التي عملت عليها المبادرة خلال الأعوام السابقة وعام م2024 هي:

1. برنامج “سافر نحو الآفاق”:

مبادرة شغف الثقافية

يعد برنامج “سافر نحو الآفاق” من أكثر البرامج تميزًا في مبادرة شغف، حيث يوفر للأشخاص ذوي الإعاقة فرصة للسفر إلى خارج سلطنة عمان والمشاركة في مؤتمرات أو معارض ثقافية وفنية دولية، مما يساعد على تعزيز التفاعل الثقافي والفني مع الآخرين وتبادل الخبرات واكتساب المهارات وفق المستويات العالمية، وعملت المبادرة على تنظيم أول رحلة في إطار هذا البرنامج إلى دولة قطر بتوجيه من صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب بتقديم دعم للمبادرة من خلال الوزارة، بهدف دعم الأشخاص ذوي الإعاقة في التعرف على الثقافة والفن في الخارج والمشاركة الفعالة في الأحداث الدولية المرتبطة بها لمنح الأشخاص ذوي الإعاقة الفرصة المساوية والحقيقية في التفاعل والاطلاع على التجارب الدولية، حيث شملت الرحلة زيارة مجموعة من الأماكن الثقافية والفنية في قطر مثل مكتبة قطر الوطنية، المعارض الفنية، متحف الفن الإسلامي، ومتحف قطر الوطني. كما شارك الوفد في مهرجان قطر الدولي للفنون وتعرفوا على تجارب فنية متنوعة من مختلف الجنسيات، وشارك في الرحلة الأولى عددا من الأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية والسمعية والبصرية وبإهتمامات متنوعة شملت الفن التشكيلي والتأليف والتصوير والأدب والفنون وغيرها. ويتطلع فريق المبادرة إلى تنظيم هذه الرحلة بشكل سنوي إلى دول ذات ثقافات وموروثات فنية متنوعة تساهم في إثراء فكر الأشخاص ذوي الإعاقة المهتمين في المجال.

2. برنامج “خلا نقرأ”:

مبادرة شغف الثقافية

يعتبر برنامج “خلا نقرأ” من أبرز المبادرات الثقافية التي تركز على تعزيز ثقافة القراءة بين الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يسعى البرنامج إلى توفير الكتب المتنوعة للأشخاص ذوي الإعاقة مجانًا، من خلال جمع الكتب وإعادة توزيعها في منصة المبادرة في معرض مسقط الدولي للكتاب، ففي عام 2024م، نظمت “شغف” معرضًا ثانيًا للبرنامج في “معرض مسقط الدولي للكتاب”، حيث تم توزيع أكثر من 1300 كتاب مجاني على أكثر من 300 شخص من ذوي الإعاقة، كما شهد المعرض 130 ساعة تطوع من فريق المبادرة، الذين قدّموا الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة في اختيار واقتناء الكتب، بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم 5 فعاليات مصاحبة في المعرض باستضافة شخصيات ملهمة من ذوي الإعاقة ألهموا الحضور بتجاربهم الشخصية في مجال الثقافة والفن، كما تصل الجهود من خلال الانتشار في وسائل التواصل الاجتماعي لبرنامج #خلا_نقرأ إلى أكثر من 300 ألف شخص، وتعمل المبادرة على التوسع في هذا البرنامج في النسخ القادمة بما يحفز الأشخاص ذوي الإعاقة إلى زيارة المعرض والاندماج مع مكونا الحدث الثقافي الأبرز في سلطنة عمان والإلتقاء بدور النشر والمؤلفين واقتناء الكتب المميزة، كل ذلك من أجل غاية سامية وكبيرة تسعى المبادرة إلى تحقيقها ألا وهو رفق مستوى الفكر والمعرفة لدى فئة الأشخاص ذوي الإعاقة في سلطنة عمان.

3. الورش التدريبية المتنوعة:

مبادرة شغف الثقافية

ومن بين البرامج التي تعمل عليها “شغف” سلسلة الورش التدريبية وورش العمل المتخصصة التي تهدف إلى تعزيز مهارات الأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات متنوعة، ومنها اكتساب مهارات في المجال الثقافي والفني والتكنولوجيا الحديثة وغيرها من العناوين التي تساهم في صقل مهاراتهم الشخصية في مختلف المجالات. ففي النصف الثاني من عام 2024م وحده نظمت المبادرة 3 ورش تدريبية موجهة لتحفيز المشاركين على تطوير مهاراتهم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وكيفية التعامل مع الشخصيات المختلفة، وبناء شخصية مستقلة تعزز من قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع مجالات حياتهم. حيث شارك في الورش التدريبية أكثر من 75 شخصًا من ذوي الإعاقة، الذين استفادوا من المهارات التي تم تقديمها. كما تم توفير البيئة التفاعلية التي شجعت المشاركين على الاستفادة من الدروس المقدمة وتحقيق التغيير في حياتهم الشخصية والمهنية، وتحرص المبادرة على توفير مترجمي لغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية لضمان استفادتهم من أنشطة وبرامج المبادرة مع أقرانهم من ذوي الإعاقات الأخرى، كما تهدف المبادرة في عام 2025م إلى تنظيم ما لا يقل عن 6 ورش تدريبية جديدة في مجالات تسهم في حصول المشاركين من ذوي الإعاقة على المعرفة والتعلم والتطوير الشخصي.

4. معرض الفنون التشكيلية لذوي الإعاقة:

مبادرة شغف الثقافية

يعكس برنامج معرض الفنون التشكيلية لذوي الإعاقة التزام المبادرة بتسليط الضوء على مواهب الفنانين من ذوي الإعاقة، من خلال توفير منصات عرض أعمالهم الفنية في معرض فني تنظمه المبادرة أو من خلال المشاركة في المعارض الفنية داخل سلطنة عمان أو خارجها، كما عملت المبادرة على توفير أربع منصات خاصة في المعرض الفني الأبرز في سلطنة عمان " فــن مسقط" لعدد من الفنانين التشكيليين من ذوي الإعاقة، حيث تم عرض أعمالهم الفنية المميزة أمام جمهور واسع من داخل وخارج سلطنة عمان. هذا الحدث يعد فرصة لترويج أعمال الفنانين العمانيين في الأوساط الفنية المحلية والدولية، وتعزيز التفاعل بين الفنانين من ذوي الإعاقة والفنانين الآخرين في المجتمع الفني ، وسوف تواصل المبادرة منح الأشخاص ذوي الإعاقة فرصا أكبر في النسخ القادمة من معرض فن مسقط بالإضافة إلى تنظيم معرض فني متخصص يجمع الأعمال الفنية لذوي الإعاقة تحت سقف واحد.

ومن حيث الإنجازات والتأثير الاجتماعي من خلال البرامج والأنشطة التي تنظمها “مبادرة شغف”، استطاعت المبادرة أن تحقق العديد من الإنجازات التي تركت تأثيرًا إيجابيًا على فئة الأشخاص ذوي الإعاقة المهتمين بالثقافة والفن، كما أصبحت منصة موثوقة تقدم برامج نوعية وفق مستويات ومعايير عالية تهدف إلى تغيير الصورة النمطية بين أواسط الأشخاص ذوي الإعاقة، فعلى مستوى القراءة والأدب والمعرفة استطاعت المبادرة أن تكون مصدرًا أساسيًا لدعم ثقافة القراءة وتعزيزها بين هذه الفئة، ويحرص عدد كبير منهم على اقتناء الفرصة التي تقدمها المبادرة للحصول على الكتب المتنوعة في معرض الكتاب وكذلك الفرص الأخرى التي تشارك فيها بين حين وآخر، أما على مستوى الفنون، فقد تم إبراز العديد من الفنانين من ذوي الإعاقة من خلال عرض أعمالهم في المنصات والأحداث المحلية ونعمل مستقبلا على مشاركتهم في معارض الفنون الدولية بهدف تحفيزهم على التطوير والتقدم المستمرين.

و“مبادرة شغف” ماضية ومستمرة في العمل على توسيع دائرة تأثيرها، من خلال تنظيم المزيد من الفعاليات الثقافية والفنية التي تستهدف الأشخاص ذوي الإعاقة، كما تسعى أيضًا إلى تعزيز شراكاتها مع المؤسسات المحلية والدولية من أجل تقديم المزيد من الفرص لهذه الفئة، سواء على صعيد الثقافة أو الفن، أو التطوع، كما ستستمر في توفير منصات جديدة لإبراز مواهب الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات، ودعم وزارة الثقافة والرياضة والشباب لهذه المبادرة يؤكد التزام السلطنة بتعزيز دور الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وتحقيق رؤيتها في بناء مجتمع شفاف ومتقدم يشمل جميع فئاته.

Your Page Title