الأولى

المهرجانات الطلابية.. جسر بين الأجيال لتعزيز الهوية الوطنية

المهرجان الطلابي 2025

أثير - جميلة العبرية

تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق –حفظه الله ورعاه–، شهد مساء أمس السبت ميدان الفتح بمحافظة مسقط انطلاق المهرجان الطلابي “نهضة عُمان المتجددة”، الذي تنظمه الأمانة العامة للاحتفالات الوطنية.

حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق

يأتي هذا الحدث ليعيد البهجة لطلبة المدارس بعد انقطاع دام عشر سنوات، متزامنًا مع ذكرى يوم تولي جلالة السلطان مقاليد الحكم. ويعكس المهرجان مشاعر الفخر الوطني والانتماء، حيث تلتقي القيم الوطنية مع روح الشباب في أجواء من الإبداع والاحتفال.

المهرجانات الطلابية وأثرها على الهوية الوطنية

حول أهمية هذه المهرجانات، أوضح الدكتور أحمد بن جمعة الريامي، مساعد نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، أن المهرجانات الطلابية ليست مجرد فعاليات احتفالية، بل أدوات حيوية تُسهم في تعزيز الهوية الوطنية، إضافة للآتي:

1. تعزيز الانتماء الوطني: تعزز المهرجانات شعور الطلبة بالفخر بانتمائهم لوطنهم، حيث تسلط الضوء على التراث والثقافة من خلال أنشطة مثل العروض الفنية الشعبية، المعارض التراثية، والمسابقات الثقافية. وأضاف: “هذه الأنشطة تُظهر للطلبة جذورهم الثقافية، ما يعزز من ارتباطهم بوطنهم”.

2. ربط الماضي بالحاضر: تتيح المهرجانات للشباب فرصة للتفاعل مع تاريخ وطنهم من خلال إحياء التقاليد الثقافية بأساليب عصرية، قائلًا “بهذا الربط، تصبح القيم الوطنية أكثر جذبًا وارتباطًا بالشباب”

3. مواجهة العولمة: تشكل المهرجانات حاجزًا يحمي الهوية الوطنية من التأثيرات الخارجية، وأضاف: “في عالم تتزايد فيه العولمة، تبرز المهرجانات أهمية القيم الثقافية المحلية وتساعد في الحفاظ عليها”.

4. تعزيز الوحدة الوطنية: تجمع المهرجانات مختلف شرائح المجتمع في احتفالات تعكس الوحدة والانتماء المشترك، بغض النظر عن الفروق الثقافية أو الاجتماعية.

المهرجان الطلابي 2025

تعميق الانتماء الوطني عبر الأجيال

لخص الريامي كيفية مساهمة المهرجانات الطلابية في توطيد الانتماء الوطني بين الأجيال المختلفة في الآتي:

1. إحياء التاريخ: الاحتفالات الوطنية تُعيد للأذهان المحطات التاريخية الكبرى التي شكلت هوية الوطن، واستحضار هذه اللحظات يُعزز شعور الشباب بقيمة التضحيات التي بُذلت لبناء الدولة.

2. نقل القيم الوطنية: أن التفاعل بين الأجيال خلال المهرجانات يُتيح للكبار فرصة لنقل قصص النضال والتاريخ، مما يعزز من فهم الشباب لدورهم في استمرارية إرث الوطن.

3. تعزيز العمل الجماعي: أن مشاركة الطلبة في تنظيم وإدارة المهرجانات تساهم في تعزيز شعورهم بالمسؤولية تجاه مجتمعهم، مما يعزز الوحدة الوطنية.

المهرجان الطلابي 2025

الابتكار لجذب الأجيال الجديدة

ولتعزيز جاذبية المهرجانات الطلابية، اقترح الريامي مجموعة من الأفكار المبتكرة:

1. توظيف التكنولوجيا: تصميم تطبيقات تعليمية وترفيهية تتناول التراث الوطني، واستخدام تقنيات الواقع الافتراضي لتقديم تجارب تفاعلية مثل استكشاف المعالم التاريخية، وإطلاق تحديات ومسابقات على وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز القيم الوطنية.

2. إضفاء الطابع الفني والإبداعي: إقامة عروض مسرحية وموسيقية تُبرز التراث بطريقة حديثة، وتنظيم ورش عمل فنية للرسم والتصوير تحت عنوان “الوطن”.

3. تعزيز المبادرات التطوعية: تشجيع الطلبة على المشاركة في أنشطة مجتمعية، مثل تنظيف الأماكن العامة أو دعم الأسر المحتاجة، تحت شعار المهرجان.

4. إشراك الطلبة في التنظيم: إنشاء لجان طلابية تُشارك في تخطيط وتنفيذ الفعاليات، مما يعزز إحساسهم بالمسؤولية والانتماء.

المهرجان الطلابي 2025

دور المؤسسات التعليمية والثقافية

أكد الريامي أن المؤسسات التعليمية تلعب دورًا محوريًا في توجيه الطلبة نحو تعزيز هويتهم الوطنية.

1. دمج الهوية الوطنية في المناهج الدراسية: فتعليم الطلبة عن التاريخ الوطني والإنجازات الكبرى يُسهم في تعزيز ارتباطهم بوطنهم.

2. تنظيم الأنشطة التفاعلية: أهمية تقديم فعاليات تجمع بين التعليم والترفيه، مثل المحاضرات التفاعلية والمعارض الثقافية.

3. استثمار الوسائل الرقمية: استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل التطبيقات التعليمية والمنصات الإلكترونية، يجعل المعلومات الوطنية أكثر جذبًا للشباب.

4. تعزيز العمل الجماعي: المشاركة في الأنشطة الوطنية تُسهم في تعزيز روح التعاون والانتماء بين الطلبة.

المهرجان الطلابي 2025

رسالة المهرجان: بناء أجيال واعية

ختامًا أشار الدكتور أحمد الريامي إلى أن المهرجانات الطلابية ليست مجرد احتفالات ترفيهية، بل هي منصات تربوية واستراتيجية تُسهم في بناء جيل فخور بوطنه وقادر على مواجهة تحديات العصر، حيث يمثل مهرجان “نهضة عُمان المتجددة” نموذجًا حيًا لدور المهرجانات في ترسيخ القيم الوطنية، وتعزيز الوحدة بين أفراد المجتمع، وتجديد الولاء للوطن، مما يساهم في إعداد أجيال واعية ومسؤولة عن بناء مستقبل مشرق لعُمان.

المهرجان الطلابي 2025

إضاءة

وكانت إضاءته الختامية: “عندما تُجمع المهرجانات بين الإبداع، التعليم، والعمل المجتمعي، تتحول من مجرد مناسبات احتفالية إلى أدوات فعّالة لترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز التلاحم المجتمعي”.

المهرجان الطلابي 2025
Your Page Title