الأولى

اختبر معلوماتك: من أين جاءت فكرة البطاقات الملونة في كرة القدم؟

البطاقات الملونة في كرة القدم

رصد - أثير

إعداد: ريما الشيخ

تعد البطاقات الصفراء والحمراء من أبرز معالم مباريات كرة القدم الحديثة، وأداة رئيسية في يد الحكام لضبط النظام داخل الملعب، وضمان التزام اللاعبين بالقوانين، لكن هذه البطاقات لم تكن جزءًا من اللعبة منذ بدايتها، بل جاءت نتيجة موقف استثنائي أدى إلى ولادتها كفكرة مبتكرة أصبحت فيما بعد أحد أسس التحكيم في مبارات كرة القدم.

ولكن، هل تعرف عزيزنا القارئ متى وأين تم استخدام البطاقات الصفراء والحمراء لأول مرة في تاريخ كرة القدم؟

القصة وراء استخدام البطاقات

في كأس العالم 1966، شهدت مباراة مثيرة جمعت إنجلترا بالأرجنتين موقفًا فوضويًا عندما قام الحكم الألماني رودولف كريتلين بطرد قائد المنتخب الأرجنتيني أنطونيو راتين، ولم يفهم اللاعب القرار على الفور بسبب حاجز اللغة، ورفض مغادرة الملعب، مما تسبب في تعطيل المباراة وأثار تساؤلات حول فعالية تواصل الحكام مع اللاعبين.

هذا الموقف لفت انتباه الحكم الإنجليزي كين أستون، عضو لجنة الحكام في ”فيفا“، وبينما كان يقود سيارته لاحقًا، استوحى فكرة البطاقات من إشارات المرور: الأصفر إلى التحذير أو التنبيه بضرورة التمهّل، وهو ما يتماشى مع فكرة توجيه إنذار للاعب لمراجعة سلوكه قبل اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا، والأحمر إلى التوقف الفوري، مما يعبر عن إجراء حاسم بإخراج اللاعب من المباراة نتيجة مخالفة جسيمة أو سلوك غير رياضي، ومن هنا وُلدت فكرة استخدام البطاقات الملونة كأداة عالمية للتواصل بين الحكام واللاعبين، بغض النظر عن لغاتهم أو خلفياتهم.

أول استخدام رسمي للبطاقات

جُرّبت البطاقات الصفراء والحمراء لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية عام 1968 في المكسيك، حيث لاقت ترحيبًا كبيرًا بسبب وضوحها وسهولة فهمها، وفي عام 1970، اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نظام البطاقات رسميًا خلال كأس العالم بالمكسيك، لتصبح هذه النسخة شاهدة على أول بطاقة صفراء رسمية في تاريخ البطولة، أشهرها الحكم الألماني كورت تشينشر.

أثر البطاقات على اللعبة

أدى إدخال البطاقات إلى تطور كبير في إدارة المباريات، حيث أصبحت القرارات التحكيمية أكثر وضوحًا، وانخفضت معدلات الاعتراضات وسوء الفهم بين اللاعبين والحكام، كما ساهمت البطاقات في تعزيز الانضباط داخل الملعب، وأصبحت أداة فعالة لردع السلوك غير الرياضي.

تُظهر قصة البطاقات الصفراء والحمراء كيف يمكن لحل بسيط مستوحى من الحياة اليومية أن يُحدث تغييرًا جذريًا في عالم الرياضة.

واليوم، أصبحت هذه البطاقات جزءًا لا يتجزأ من لعبة كرة القدم، تعكس احترافية اللعبة وتضمن الحفاظ على روحها الرياضية، بما يضمن الاستمتاع بها في أجواء من الانضباط والعدالة.

المصادر:

اليوم السابع

‏BBC Sport

‏PFSA

‏ZDZ

Your Page Title