رصد – أثير
إعداد: جميلة العبرية
أظهرت نتائج استطلاع الترابط الاجتماعي بين العمانيين لعام 2024، الذي أجراه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، قوة العلاقات العائلية في المجتمع العماني وتماسكها، مع وجود تباين في مستويات التواصل بين المناطق الحضرية والريفية. وتناول الاستطلاع محاور متعددة أبرزها الترابط بين الأقارب، حيث ركز على مدى التواصل مع الوالدين، الأبناء، الإخوة، الأقارب من الدرجة الأولى، والأقارب الآخرون، بالإضافة إلى الاطلاع على الأحوال الصحية والاجتماعية، واللجوء إلى أفراد الأسرة عند مواجهة المشكلات.
وأظهرت النتائج أن نسبة العمانيين الذين يتواصلون مع والديهم بشكل منتظم بلغت 92.5%، مع تفوق الذكور بنسبة 93.2% مقارنة بـ91.3% للإناث. وكانت محافظات مسندم والبريمي والوسطى في صدارة التواصل مع الوالدين بنسبة 96.2%، بينما أظهرت الفئة العمرية بين (18-29 سنة) أعلى نسبة تواصل بلغت 94.5%.
أما في التواصل مع الأبناء، فقد بلغت النسبة الإجمالية 95.8%، وكانت الإناث الأكثر تواصلًا مع أبنائهن بنسبة 97.9% مقارنة بـ94.7% للذكور. وتصدرت محافظة شمال الباطنة هذا الجانب بنسبة 98.5%، مما يعكس حرص الأسر في هذه المنطقة على تعزيز العلاقات العائلية.
وفيما يتعلق بالتواصل مع الإخوة، أظهرت النتائج أن 87.7% من العمانيين يتواصلون مع إخوتهم، مع تصدر محافظتي جنوب الشرقية وجنوب الباطنة بنسبة 89.5%، كما أظهرت الفئة العمرية (18-29 سنة) أعلى نسبة تفاعل مع الإخوة بنسبة 90.6%.
بالنسبة للتواصل مع الأقارب من الدرجة الأولى، أشار التقرير إلى أن 90.9% من العمانيين يتمتعون بعلاقات قوية مع هذه الفئة من الأقارب، مع تفوق الذكور بنسبة 91%، وبرزت محافظة الظاهرة كالأعلى بنسبة 94.5%، فيما سجل الحاصلون على مؤهل تعليم أقل من التعليم العام أعلى نسبة تواصل بلغت 91.8%.
من جهة أخرى، بلغت نسبة التواصل مع الأقارب الآخرون 64.4%، حيث كان سكان محافظات مسندم والبريمي والوسطى الأكثر تواصلًا بنسبة 70.2%، مع تفوق الذكور بنسبة 65.1% مقارنة بـ63.3% للإناث.
وأفاد التقرير بأن 75.1% من العمانيين يهتمون بالاطلاع على الأحوال الصحية والاجتماعية لأقاربهم، مع تسجيل الفئة العمرية (30-49 سنة) أعلى نسبة اهتمام بلغت 77%، وتصدرت محافظات مسندم والبريمي والوسطى هذا الجانب بنسبة 80.7%.
أما اللجوء إلى أفراد الأسرة عند مواجهة المشكلات، فقد بلغت نسبته 79.4%، مع ميل الإناث للجوء إلى الأسرة بنسبة 82.3% مقارنة بـ77.8% للذكور. وسجلت محافظة جنوب الشرقية النسبة الأعلى في هذا المؤشر بـ85.2%.
وتعكس هذه النتائج قوة الترابط الأسري في المجتمع العماني، خاصة في المناطق الريفية مثل مسندم، الوسطى، وجنوب الشرقية، التي سجلت نسبًا أعلى مقارنة بالمناطق الحضرية. كما توضح الأرقام أن الفئات العمرية الأكبر سنًا تهتم أكثر بالتواصل مع الأقارب، بينما يتميز الشباب بتفاعلهم الأكبر مع الإخوة.
وأبرز التقرير أهمية تعزيز الروابط العائلية والاجتماعية في سلطنة عمان، ودورها المحوري في بناء مجتمع متماسك يدعم أفراده بعضهم البعض.
*مصدر صورة الواجهة: جريدة عمان
