أثير - مـحـمـد الـعـريـمـي
تضمن مشروع قانون تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية الذي أُجيز يوم أمس في الجلسة المشتركة بين مجلسي الدولة والشورى مواد تتعلق بمنح المتبرعين بالأعضاء والأنسجة أوسمة ومزايا.
شهدت الجلسة التي حضرتها ”أثير“ آراءً مختلفة حول تلك المواد، بين ”مُتفق“ و”مُختلف”، حيث رأى بعض الأعضاء أن إعطاء الأوسمة والمزايا للمتبرعين يُعد حافزًا وتشجيعًا لثقافة التبرع، بينما رأى البعض الآخر أن التبرع خدمة إنسانية لا تحتاج إلى منح وسام، وحتى لا يفتح ذلك الباب لبيع الأعضاء.
أوضحت النقاشات أن مواد القانون المتعلقة بالتبرع بالأعضاء والأنسجة تتضمن اقتراحات مختلفة، منها: علاج مجاني للمقيمين الذين يتبرعون بأعضائهم، كما أن التشجيع على التبرع بمنح أوسمة ومزايا سيضمن وجود أعضاء وسيقلل تكاليف مثل الذين يقومون بغسل الكلى حيث يكلف 1000 ريال عُماني شهريًا.
كما ركّزت النقاشات على أن الأوسمة والمزايا سيترتب عليها صدور عشرات ومئات المراسيم السلطانية بمنح الأوسمة، فيما أكّد الأعضاء المؤيدون أن القانون يحوي مادة تشير إلى منح المتبرعين وسامًا بمرسوم سلطاني وتحديد ضوابطه، وفيما بعد يصدر مرسوم سلطاني واحد يضم قائمة أسماء المستحقين للأوسمة دون تعددها، مستشهدين بالمملكة العربية السعودية التي منحت 200 متبرع ومتبرعة وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة.
بيّنت النقاشات أن القانون يحوي أكثر من مادة لمنح الأوسمة والمزايا للمتبرعين، كما تضمن عقوبة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والتي حددها القانون بـ ”السجن المطلق“.
ربما سمعنا عن ”الأعضاء“ كثيرًا، ولكن قليلًا ما نسمع عن ”الأنسجة“ والتبرع بها؛ فما هي؟
هناك أربعة أنواع رئيسية من الأنسجة في الجسم البشري:
الأنسجة الطلائية (Epithelium): تغطي الأسطح الخارجية للجسم والأعضاء الداخلية، مثل الجلد والأمعاء، وتعمل على حماية الأنسجة الأخرى وتنظيم امتصاص المواد.
الأنسجة العضلية (Muscle tissue): تتكون من خلايا عضلية قادرة على التقلص والتمدد، مثل الأنسجة الموجودة في القلب (العضلة القلبية) أو في العضلات الهيكلية (التي تساعد في الحركة).
الأنسجة الضامة (Connective tissue): تدعم وتحمي وتربط بين الأعضاء المختلفة في الجسم. تشمل العظام، والغضاريف، والأنسجة الدهنية، والأربطة.
الأنسجة العصبية (Nervous tissue): تتكون من الخلايا العصبية (العصبونات) المسؤولة عن نقل الإشارات الكهربائية بين الدماغ وأجزاء الجسم الأخرى، مثل الحبل الشوكي والأعصاب.
لمحة تاريخية موجزة عن التبرع بالأعضاء في سلطنة عُمان
وفقًا لما نقلته وزارة الصحة، فقد تمت أول عملية زراعة كلى في سلطنة عمان من متبرع حي في أكتوبر من عام 1988م، وتمت أول عملية زراعة كلى من متبرع متوفى دماغيًا في 19 ديسمبر من نفس العام، وتم تشكيل اللجنة الفنية لزراعة الكلى، ضمّت فريقًا من الأطباء ذوي الاختصاص في زراعة الكلى، كما تم إنشاء قائمة انتظار وطنية للمرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي في المرحلة النهائية، وفي يناير 2022م تم استحداث دائرة البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية بالقرار الوزاري رقم 34 / 2022م.
كم عدد المتبرعين في سلطنة عُمان؟
وفقًا للأرقام التي نشرتها وزارة الصحة في 2023م، بلغ عدد المتبرعين ما بعد الوفاة المسجلين في تطبيق ”شفاء“ التابع للوزارة في سلطنة عُمان 8000 آلاف مُتبرع حتى نوفمبر 2023م، وبلغ عدد عمليات زراعة الأعضاء في سلطنة عُمان منذ عام 1988 إلى نوفمبر 2023م حوالي 360 عملية، منها عمليات زراعة الكلى بإجمالي 332 عملية لـ 311 من المتبرعين الأحياء و21 من المتبرعين المتوفين، بينما بلغت عمليات زراعة الكبد 28 عملية من المتبرعين الأحياء.
أُجيز مشروع قانون تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية في الجلسة المشتركة وبتصويت الأغلبية في المواد محل التباين، وبذلك ينهي دورته التشريعية في مجلس عمان؛ فما رأيك، هل تؤيد منح المتبرعين أوسمة ومزايا؟
شاركنا رأيك أسفل المنشور
#أثير| أُجيز مشروع قانون "تنظيم نقل وزراعة الأعضاء" أمس في الجلسة المشتركة بين مجلسي الدولة والشورى.
— أثيـر | Atheer.om (@Atheer_Oman) January 29, 2025
شاركنا رأيك؛ هل هي حوافز أم مخاطر؟@OmaniMOH @ShuraCouncil_OM @OmanStateCounci pic.twitter.com/69iYLPHV7G