أخبار

هنا كانت تطبع الكتب العُمانية؛ فهل تقتني أحدها؟

هنا كانت تطبع الكتب العُمانية؛ فهل تقتني أحدها؟

أثير- تاريخ عمان

تجوّل بحثًا عنها: د. محمد بن حمد العريمي

في كل مرةً أزور فيها القاهرة، وعند تجوالي الدائم في القاهرة القديمة، أو القاهرة الفاطمية وما يحيط بها بعيدًا عن المهندسين وشارع جامعة الدول وأكتوبر وبقية التجمعات الحديثة، أحرص كل مرة على زيارة بعض المعالم الأثرية القديمة التي تحكي تاريخًا عريقًا يمتد لأكثر من 7000 عام.

هذه المرة وفي إحدى جولاتي قريبًا من ميدان باب الخلق (أحمد ماهر الآن) حيث تقع دار الكتب المصرية إذا بعيني تقع على إحدى بقايا المكتبات القديمة التي كانت تزخر بها المنطقة. هنا تذكرت أغلفة الكتب العديد التي كنت أجدها في المساجد القديمة بعمان، أو عند اطلاعي على أراشيف وخزانات بعض الأسر العمانية، وتذكرت حينها أسماءً من قبيل المكتبة التجارية الكبرى، والمطبعة السلفية، والمطبعة البارونية وغيرها، فقررت أن أتوغل في الأحياء المجاورة في شارع محمد علي، ودرب الجماميز، والخليج الناصري (بورسعيد الآن)، وشارع حسن الأكبر، وشارع عبد العزيز، ودرب سعادة، والحسين، والأزهر، والموسكي، والدرّاسة، والخرنفش، والجمالية، بحثًا عمّا تبقى من ذلك الإرث الحضاري الكبير، مستحضرًا أسماء عشرات الكتب التي خرجت من أروقة تلك المطابع، ومتخيلًا حركة النشاط الدؤوب التي كانت تشهده مكائن تلك المطابع.

وقد كانت الجولة، وما أجملها، بل وما أقساها في الوقت ذاته، ذلك أن التجوال بين شوارع وأزقة وحواري مليئة بملايين البشر بحثًا عن إبر صغيرة بين أكوامٍ من القش، وسط نظراتٍ مرتابة من قبل أشخاصٍ أنهكت الكثير منهم مشاغل البحث عن لقمة العيش، فلم يعودوا يتذكرون أسماء تلك المطابع ولا أصحابها، بل إنني تفاجأت بأحدهم وكان صاحب ورشة قديمة، لا يعرف شيئًا عن المطبعة القديمة التي كانت تجاور محله مباشرةً قبل أن تجري عليها نواميس الكون وتغلق أبوابها.

“أثير” كانت هناك في وسط القاهرة الفاطمية، وكان هذا التقرير بحثًا عن أماكن مطابع كان لها جانبًا مهمًا من فضل نشر الثقافة والفكر في طرفي الإمبراطورية العمانية يومًا ما.

المطبعة البارونية:

في بداية القرن العشرين قام الشيخ محمد بن يوسف الباروني وهو من فقهاء جبل نفوسة بليبيا بتأسيس المطبعة البارونية في مصر، ثم تبعه قريبه سليمان باشا الباروني حوالي 1906-1907م بتأسيس مطبعة الأزهار البارونية وقد عني كلاهما بنشر وطبع وتحقيق الكتب الإسلامية والأدبية، وكانت من المطابع المعروفة آنذاك.

وقد ولدت المطبعة البارونية حوالي سنة 1297هـ الموافق 1880م في شارع ابن طولون بالجدرية في القاهرة، وطبعت على مدار تاريخها أكثر من سبعين عنوانًا من أمهات الكتب الإسلامية للإباضية وغيرهم من مغرب الإسلام ومشرقه.

وقد حظيت المطبعة البارونية بعناية عدد من الشخصيات من بينها الشيخ سليمان بن ناصر اللمكي أحد المحسنين العمانيين الكبار في زنجبار، وسليل أسرة كان لها العديد من البصمات في المجالات الخيرية المختلفة، حيث نلمح رسالة منه إلى القطب المغربي محمد بن يوسف أطفيش:

" والذي أعرّفك به في هذا الكتاب أنني لما وجدت الشيخ الحاج محمد بن يوسف الباروني قد أجّر طبع شرح النيل لواحد من أهل مصر رأيت أن مدة الطبع لتطول جدًا إلى أن يكمل الكتاب، فاستحسنت شراء مطبعة لطبع شرح النيل وغيره من كتب أصحابنا، وقد اشتريتها وأوصيت على الحروف من بيروت، وتركت المطبعة في يد الباروني ليدير أشغالها..“.

وقد طبعت المكتبة العديد من الكتب من بينها: وفاء الضمانة بأداء الأمانة للشيخ محمد اطفيش، والأمالي والذيل لأبي علي القالي، وكتاب النوادر للبغدادي، وحاشية على كتاب الإيضاح، واختصار المواريث في الفرائض.

نسخة من كتاب شرح النيل وشفاء العليل

ومن الكتب العمانية التي طبعتها المكتبة: اختصار الأديان لتعليم الصبيان للمنذري، وحاشية الشيخ السالمي على مسند الإمام الربيع، وكتاب الدلائل على اللوازم والوسائل للمحروقي، وكتاب الترتيب في الحديث للربيع بن حبيب، وديوان الدعائم لابن النضر العماني، ومختصر الخصال للحضرمي، والنواميس الرحمانية للخليلي، وغيرها من الكتب والمؤلفات.

غلاف كتاب الهدية الأولى الإسلامية من طباعة المكتبة البارونية
غلاف كتاب اختصار الأديان لعلي بن محمد المنذري
الصفحة الأخيرة من كتاب النواميس الرحمانية في تسهيل الطرق إلى العلوم الربانية للشيخ سعيد بن خلفان الخليلي
الصفحة الأخيرة من قصيدة الفتح والرضوان في السيف والإيمان لأبي مسلم البهلاني

مطبعة الأزهار البارونية

أنشأ سليمان الباروني في مصر مطبعةً وأصدر صحيفةَ (الأسد الإسلامي) في عام 1907، حيث شرع الباروني عند وصوله إلى القاهرة في تأسيس مطبعته في شارع محمد علي في منطقة الحبّانية، وقد ذكر الباروني حول سبب تسميتها وأهدافها المرجوّة قائلًا: " بتوفيق الله وإعانته أسسنا مطبعتنا هذه بمصر سنة 1325هـ وكان افتتاح العمل فيها بكتاب الأزهار الرياضية الذي سميت باسمه.. ورجاء أن تكون خادمة للدين ناشرة للآداب ولكل ما فيه نفع وإرشاد الأمة والهيئة الاجتماعية مترقية في سلّم التقدم..“.

نزلنا مصر ذات النيل فيها ... رجال العلم كالأسد الضواري

وأسسنا بها للطبع دارًا ... و(للأسد) اقتداء بالخيارِ

وعند تجوال معدّ التقرير في شارع الحبّانية المتفرع من شارع القلعة (محمد علي) لم يجد للمكتبة والمطبعة وجود الآن حيث حل محلها أنشطة تجارية أخرى من بينها مبنى قديم مغلق لسينما الحلمية الجديدة

هنا كانت تطبع الكتب العُمانية؛ فهل تقتني أحدها؟
حارة الحبّانية حيث كان يقع مقر مطبعة الأزهار البارونية
مبنى سينما الحلمية ويبدو أنها حلت محل المطبعة في وقتٍ سابق

ومن الكتب المهمة التي طبعتها المكتبة: الجزءان الأول والثاني من حاشية الجامع الصحيح للسالمي، وكتاب الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية، وقناطر الخيرات وهو في ثلاثة أجزاء من تأليف الإمام العلّامة أبي طاهر اسماعيل بن موسى الجيطالي النّفوسي، وديوان السّيف النّقّاد من نظم الإمام إبراهيم بن قيس الحضرمي وطبع على ذمّة الملتزم سليمان الباروني بالمطبعة البارونيّة في شهر رمضان 1324ه، وشرح القصيدة النّونيّة المسمّى بالنّور لمؤلّفه العالم الشّيخ عبد العزيز المصعبي، الجزء الرّابع من كتاب الإيضاح في الشّفعة والهبة والوصايا.

غلاف ديوان الباروني من طباعة الأزهار البارونية
غلاف الجزء الأول من الجامع الصحيح

مطبعة مصطفى البابي الحلبي

أكثر من 130 عاماً قضتها شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، في خدمة إحياء كتب التراث الإسلامي، كما كانت أول عائلة شامية تشارك في حركة النشر بمصر منذ ما يقرب من قرن ونصف القرن.

تعود أولية المطبعة إلى أحمد الحلبي الذي هاجر إلى مصر وأسس فيها سنة 1859م المطبعة الميمنية قريبًا من الجامع الأزهر، والتي أصبحت فيما بعد مطبعة البابي الحلبي، وكان أحمد الحلبي لا ينجب ولذا أرسل إلى قرية الباب بحلب مستدعياً أبناء إخوته الذكور ليشاركوه العمل.

أحد الكتب التي طبعتها المطبعة الميمنية قبل تغيير اسمها

انقسمت المطبعة بعد ذلك بين آل الحلبي حيث أسس عيسى البابي الحلبي مطبعة ودار نشر تحت اسم “دار إحياء الكتب العربية”، وأسس مصطفى شركة له ولأولاده تحت اسم “شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده”.

كانت المطبعة سبّاقة في نشر أمهات الكتب العربية مثل تفسير القرآن الكريم للطبري، وإحياء علوم الدين للغزالي، والملل والنحل للشهرستاني، وخلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي نشطت حركة الطباعة والنشر في الدار حتى أصبحت أكبر دار للنشر في الشرق الأوسط، ووصل عدد النسخ المطبوعة سنوياً لدى الدار ومطابعها إلى ٧ ملايين ونصف مليون نسخة، وكنا أول من طبع المصحف الجوامعي بالرسم العثماني الشهير بمصحف مصطفى الحلبى.

بعد وفاة أحمد البابي الحلبي في سنة 1898 خلفه مصطفى البابي الحلبي، وظلت مطبعة الحلبي محتفظة باسمها القديم ألا وهو (المطبعة الميمنية) حتى سنة 1919 حين انفصل ورثة المؤسس وحلوا الشركة التي كانت لهم باسم (شركة دار الكتب العربية الكبرى لأصحابها مصطفى البابي الحلبي وأخويه). وفي تلك السنة أسس مصطفى شركة جديدة له ولأبنائه باسم (شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده).

وقد قام معدّ التقرير بزيارة مقر المطبعة المطل على ميدان الحلبي في شارع المنصوريّة بحيّ الجمّالية أحد أحياء القاهرة الفاطمية العتيقة، حيث وجد المبنى مغلقًا، والمكان مهجورا، وقد كُتِب على الباب الرئيس للمطبعة تاريخ السنة الذي تأسس فيه المبنى وهو عام 1937م.

واجهة مبنى مطبعة مصطفى البابي في شارع المنصورية
باب المدخل الرئيس للمطبعة وقد كتب عليه تاريخ الإنشاء

وقد كان اسم مطبعة مصطفى البابي الحلبي ومكتبتها من الأسماء المتداولة لدى المهتمين بطباعة الكتب واقتنائها من العمانيين في عمان وزنجبار، ولا تكاد تخلو العديد من بيوتهم من كتاب يحمل اسم مطبعة مصطفى البابي الحلبي.

غلاف كتاب شرح العلامة ابن عقيل. أرشيف أسرة حميد بن عبدالله الطوقي
غلاف كتاب فقه اللغة. أرشيف أسرة الرواحي
غلاف كتاب مجموع مهمات المتون. أرشيف أسرة الرواحي

مطبعة عيسى البابي الحلبي:

تعد من أعرق المطابع في مصر، وتقع بخان جعفر قريباً من المشهد الحسيني وخان الخليلي، وقد تأسست على يد عيسى البابي الحلبي الذي أنشأ مطبعة ودار نشر تحت اسم “دار إحياء الكتب العربية”، وذلك بعد الانفصال الذي حصل بين ورثة أحمد البابي الحلبي عميد الأسرة في القاهرة.

وقد قام معدّ التقرير بزيارة المطبعة التي ما تزال لائحتها ومبناها موجودَيْن، ولم يتمكن من الدخول إلى المطبعة التي تحمل الآن اسم فيصل عيسى البابي وذلك لتوقفها عن العمل في الوقت الحالي.

شارع جغفر خان
مبنى دار إحياء الكتب العربية بخان جعفر
المدخل الرئيس للدار وكتب عليه اسم صاحب المطبعة الحالي

وقد قامت مؤسسة دار إحياء الكتب العربية لمؤسسها عيسى البابي الحلبي بطباعة العديد من الكتب الإسلامية بشكلٍ عام، وتلك المتعلقة بمؤلفين عمانيين بشكلٍ خاص، كما كانت كتبها محل اهتمام المشتغلين بالعلم في عمان وزنجبار.

كتاب تحفة الأحباب من مقتنيات أسرة حميد بن عبدالله الطوقي
نسخة تفسير القرآن العظيم لابن كثير

مطبعة السعادة:

تعد هذه المطبعة من المطابع العريقة في القاهرة، وكانت تقع في درب سعادة أحد أبواب القاهرة الفاطمية القديمة خلف مديرية أمن القاهرة بباب الخلق قريبًا من مبنى محكمة الاستئناف العليا القديمة. ومنشئها هو محمد إسماعيل.

وقد اكتسبت هذه المطبعة شهرة عظيمة في النصف الأول من القرن العشرين بما أخرجته من نفائس الكتب، وفي الوقت الحالي تم بيع المطبعة ولم تعد تعمل، ولم يتبق من آثارها سوى اسمها المنقوش على مقدمة مبناها، وقد قام معدّ التقرير بزيارة مبنى هذه المطبعة وهو يقع في زقاق خلفي متفرع من أحد الشوارع الجانبية في درب سعادة.

اسم المطبعة منقوشًا على واجهتها
هنا كانت تطبع الكتب العُمانية؛ فهل تقتني أحدها؟
كتاب شرح ابن عقيل. أرشيف أسرة الرواحي

المكتبة التجارية الكبرى:

مقرها في أول شارع محمد علي من جهة العتبة الخضراء، وصاحبها هو الناشر مصطفى محمد، وقد كانت من المكتبات المعروفة في النصف الأول من القرن العشرين، وشهدت طباعة وتوزيع العديد من كتب التراث العربي والإسلامي.

أول شارع محمد علي (القلعة) من ناحية العتبة حيث كانت تقع المكتبة التجارية

وكانت “أثير” قد حصلت على غلاف لأحد دواوين الشعر العربي وهو الطبعة الثانية من شرح ديوان المتنبي الذي وضعه عبد الرحمن البرقوقوي، والصادر عن المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة في عام 1938، وعند مطالعته نجد فيه النص الآتي: " وصل خبر وفاة العلامة العادل الإمام محمد بن عبد الله بن سعيد بن خلفان الخليلي يوم 7 رمضان المبارك 1373هـ بأرض الشانبة من ناحية (بكوبه). يا عظمها من مصيبة وقعت على الإسلام، إنا لله وإنا إليه راجعون، كتبه عدي بن عبد الله بن حمد البرواني بيده، وقد قفلوا جميع الدكاكين عن البيع والشراء“. وقد حصلنا على هذا الغلاف من الأستاذ حمد بن عدي البرواني وهو ابن صاحب الديوان وكاتب النص السابق.

المطبعة السلفية ومكتبتها:

كانت تعد من المطابع الإسلامية المعروفة، ومؤسسها وصاحبها هو محب الدين الخطيب (1886 - 30 ديسمبر 1969م)، أديب وكاتب وصحفي ومحقق وناشر وداعية إسلامي سوري، من مؤسسي جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة.

أسس الخطيب (المكتبة السلفية ومطبعتها) بأموال تحصَّل عليها من بيعه منزلًا له بدمشق، فجعلها كبرى وسائله في تحقيق أهدافه؛ إذ جعل ينشر فيها من كنوز التراث الإسلامي عشرات الكتب، ويطبع فيها رسائل من تأليفه وتأليف كبار العلماء والمفكرين.

وكان مقر المطبعة يقع في شارع الاستئناف وهو أحد الشوارع المتفرعة التي تصل بين شارع بورسعيد ودرب سعادة مقابل محكمة الاستئناف العليا القديمة في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، وقد زار معدّ التقرير الشارع ولم يجد أي أثر للمطبعة التي يبدو أنها أغلقت منذ فترة طويلة.

لافتة تحمل اسم درب سعادة
مقر المطبعة السلفية مقابل مبنى محكمة الاستئناف العليا سابقًا

وقد كان للمؤلفين العمانيين والمغاربة وجود كبير في مطبوعات هذه المطبعة، ويبدو أن علاقة الشيخ أبو إسحق إبراهيم أطفيش صاحب مجلة المنهاج بمحيي الدين الخطيب لها دورٌ كبير في طباعة العديد من تلك الكتب والمؤلفات من بينها: مجلة “المنهاج ” لأبي إسحاق إبراهيم أطفيش وهي مجلة علمية سياسية اجتماعية كانت تعنى بأخبار الأمة الإسلامية وقضاياها، والجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب، وشرح النيل والشفاء العليل، والسيرة الجامعة من المعجزات اللامعة.

غلاف أحد أعداد مجلة المنهاج لصاحبها أبي إسحق إبراهيم أطفيش
غلاف الجامع الصحيح من طباعة المطبعة السلفية عام 1349هـ
غلاف كتاب شرح النيل للشيخ أطفيّش عام 1343هـ
كتاب السيرة اللامعة من مقتنيات أسرة حميد بن عبدالله الطوقي

المطبعة الرحمانية:

وهي دار نشر مصرية قديمة اشتهرت بنشر الأعمال الأدبية العالمية المترجمة إلى العربية وتعود ملكية المطبعة لصاحبها عبدالرحمن موسى شريف. ومن الكتب العمانية التي تم طباعتها في هذه المكتبة كتاب الدعائم للشيخ أحمد بن النظر ، وذلك في عام 1931م.

مطبعة الإمام:

كانت تقع في 13 شارع قرقول المنشية بمصر والذي تحول اسمه لاحقًا إلى شارع محمد كريم، ويقع في حي القلعة وبالتحديد في الحلمية الجديدة، وهو قريب من ميدان القلعة ومسجدي السلطان حسن والرفاعي.

لافتة شارع محمد كريم حاليًا، قرقول المنشية سابقًا
13 شارع محمد كريم حيث كان يقع مقر مطبعة الإمام
غلاف كتاب تحفة الأعيان من طباعة مطبعة الإمام. أرشيف أسرة الرواحي

مطبعة الموسوعات:

كان مقرها يقع في باب الخلق، وقد أنشأها إسماعيل حافظ، الخبير بالمحاكم الأهلية، ومن مطبوعاتها: الفخرى في الآداب السلطانية لابن الطقطقي، وتاريخ دولة آل سلجوق، للعماد الأصبهاني، وإرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد لمحمد بن إبراهيم الأنصاري، وفتوح البلدان للبلاذري، وغيرها.

وقد طبعت المكتبة عددًا من الكتب العمانية المهمة من بينها: كتاب شرح طلعة الشمس على الألفية للشيخ نور الدين السالمي، وقد طرّز هامشه بكتابيّ بهجة الأنوار شرح أنوار العقول في التوحيد، والحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة.

غلاف كتاب طلعة الشمس على الألفية من مقتنيات أسرة حميد بن راشد الطوقي

مطابع درب الأتراك:

ويوجد هذا الدرب في شارع الصنادقية، وهو متفرع من شارع محمد عبده أو التبليطة سابقًا بالقرب من جامع الأزهر الشريف، ويحوي العديد من المطابع ودور النشر القديمة، بالإضافة إلى دور نشر حديثة حلّت محل دور أخرى قديمة. وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى الطلاب الذين كانوا يفدون من تركيا للدراسة في الجامع الأزهر ويقيمون قريبًا منه.

وقد تجوّل معد التقرير في هذا الشارع وزار عددًا من هذه المطابع التي كانت بعض كتبها تصل إلى عمان في القرن العشرين، وبالأخص الكتب الدينية منها، ومن بين تلك المكتبات: التوفيقية، والأزهرية، ومكتبة القاهرة، ودار البيان العربي.

اللافتة التي تحمل اسم درب الأتراك حيث شارع المكتبات
جانب من درب الأتراك ولافتات عدد من المكتبات
المكتبة الأزهرية للتراث
غلاف الجزء الأول من مقدمة ابن خلدون من طباعة المكتبة الأزهرية
مبنى مكتبة القاهرة في درب الأتراك
إحدى مطبوعات مكتبة القاهرة
واجهة دار البيان العربي بدرب الأتراك
دار التوفيقية للتراث

مطابع ومكتبات أخرى:

عدا عن تلك المطابع والمكتبات، فقد كانت هناك مطابع أخرى عديدة شهدت طباعة عدد من أمهات الكتب العمانية لم يتسنّ لمعد التقرير الوصول إليها بسبب عدم وجود نشاط حالي لتلك المطابع واختفاء أثرها، ومن بينها على سبيل المثال: مطبعة جريدة المحروسة، ومطبعة الشباب، ودار الكتاب العربي التي اختفت وحل محلها دار أخرى حديثة تحمل الاسم نفسه ولكن لا علاقة بينهما، ومطابع الفجّالة، وغيرها.

غلاف كتاب مشارق أنوار العقول من طباعة جريدة المحروسة سنة 1314هـ
غلاف كتاب تحفة الأعيان من طباعة مطبعة الشباب عام 1350هـ

المراجع:

  • الباروني، سعيد بن يوسف. المطبعة البارونيّة ودورها في نشر الكتاب، ندوة حركة الطباعة وأثرها في التّواصل الحضاري محرّم 1440هـ/3-4 اكتوبر 2018 
  • الصقري، سعيد بن عبدالله. سليمان باشا الباروني وجهوده الإصلاحية في عمان، هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، مسقط، سلطنة عمان، 2022. 
  • الطناحي، محمود محمد. الكتاب المطبوع بمصر في القرن التاسع عشر، دار الهلال، العدد 548، أغسطس 1996، القاهرة. 
  • العريمي، محمد بن حمد. بالصور: مقتنيات كثيرة في خزانة أسرة الشيخ عبد الله بن راشد الطوقي، موقع أثير الالكتروني، 14 نوفمبر 2020. 
  • كروم، الحاج أحمد حمو. المطبعة البارونية ودورها في نشر الكتاب العماني، كتاب حركة الطباعة العمانية وأثرها في التواصل الحضاري، ذاكرة عمان، مسقط، سلطنة عمان، 2018. 
  • أرشيف مركز ذاكرة عمان في منصة المقصورة. https://maqsurah.com/ 
  • أرشيف أسرة الشيخ سالم بن محمد الرواحي. 
Your Page Title