أثير - مازن المقبالي
أكدت المهندسة عزة بنت علي بن حمدان العبرية، رئيسة قسم رصد ملوثات الغذاء والأمراض المنقولة بالغذاء في مركز سلامة وجودة الغذاء في حوارها مع ”أثير“ أن البسترة تُعد من أهم العمليات التي تضمن سلامة الحليب من الملوثات الميكروبية التي قد تشكل خطرًا على الصحة العامة.
وأوضحت أن البسترة تتم عبر تسخين الحليب إلى درجة حرارة معينة ثم تبريده بسرعة لقتل البكتيريا الضارة مثل السالمونيلا، الإشريكية القولونية، والليستيريا. وتتوفر عدة طرق للبسترة، أبرزها البسترة على درجة حرارة منخفضة لفترة طويلة (LTLT) والبسترة على درجة حرارة عالية لفترة قصيرة (HTST)، بالإضافة إلى البسترة بالحرارة الفائقة (UHT) التي تتيح تخزين الحليب لفترات طويلة دون تبريد.
وأشارت العبرية إلى أن الحليب المبستر أكثر أمانًا، حيث يقلل من خطر التسمم الغذائي، ويمتاز بفترة صلاحية أطول مقارنة بالحليب غير المبستر، كما أنه يحتفظ بمعظم العناصر الغذائية المهمة. وفي المقابل، يمكن أن يحمل الحليب غير المبستر مخاطر صحية كبيرة، منها الإصابة بأمراض مثل الحمى المالطية، العدوى الليسترية، ومرض السل، مما يشكل تهديدًا خاصًا للفئات الأكثر عرضة للخطر، كالأطفال وكبار السن والحوامل.
في حين، أوضحت العبرية أن العديد من الدول تفرض قيودًا صارمة على بيع الحليب غير المبستر، حيث تحظره كندا وأستراليا بشكل كامل، بينما تسمح بعض الولايات الأمريكية ببيعه محليًا بشروط محددة. وفي سلطنة عُمان، ينظم قانون الحجر البيطري رقم (49/2008) واللائحة التنفيذية الخاصة به استيراد الحليب الخام، ويشترط أن يكون مصحوبًا بشهادة صحية بيطرية وأن يتم بسترته أو تعقيمه لضمان سلامته.
ونصحت العبرية المستهلكين بضرورة التأكد من جودة الحليب قبل الشراء من خلال التحقق من تاريخ الإنتاج والانتهاء، والتأكد من سلامة العبوة، وشراء الحليب غير المبستر فقط من مصادر موثوقة.
وبالرغم من المخاطر، يُفضل بعض المستهلكين تناول الحليب غير المبستر. لذا، توصي العبرية باتباع إجراءات السلامة، مثل غلي الحليب قبل الشرب، تخزينه في الثلاجة، واستهلاكه خلال 24 ساعة، مع تجنب تقديمه للأطفال وكبار السن والحوامل.
ختامًا، شددت العبري على أهمية الوعي بالمخاطر المرتبطة بالحليب غير المبستر، وضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية لحماية الصحة العامة، مؤكدة أن البسترة تظل الحل الأمثل لضمان حليب آمن ومغذٍ للجميع.