الأولى

صدر عددها الأول قبل أكثر من 50 عامًا: ماذا تعرف عن مجلة العقيدة؟

مجلة العقيدة

أثير- تاريخ عمان

تصفّح العدد: د. محمد بن حمد العريمي

تقترب “أثير” في هذا التقرير، وضمن سلسلة من التقارير التي تتناول تسليط الضوء على الإصدارات الأولى من بعض الصحف والمجلات العمانية، من إحدى المجلات التي كانت شاهدة على مسيرة الحياة في سلطنة عمان وتطورها منذ بزوغ نهضة 23 يوليو 1970م وحتى توقفها في عام 1995م، تلك المجلة التي ما يزال عدد كبير من جيل السبعينيات والثمانينيات يتذكرها إما بالشراء أو من خلال تصفحها ضمن مجلات المكتبات المدرسية ومكتبات الأندية، ألا وهي مجلة (العقيدة) التي نحتفي هذه الأيام بذكرى مرور (54) عامًا هجريًا على ظهورها من خلال تصفح عددها الأول الذي صدر بتاريخ 15 رمضان 1392هـ.

مجلة العقيدة:

هي بحسب كتاب ( رواد الصحافة العمانية)، مجلة سياسية فكرية جامعة، مؤسسها ورئيس تحريرها هو سعيد السمحان الكثيري، صدرت عن دار العقيدة، وصدر عددها الأول في 23 أكتوبر 1972م، وهي أول مجلة ملونة في الخليج وطبعت في دار الطباعة اللبنانية في بيروت، وقد مرت بمراحل مختلفة حيث بدأت كمجلة نصف شهرية، ثم أسبوعية، وانتقلت عملية طباعتها من بيروت إلى مسقط في عام 1975م، وكانت تطبع ما يقارب من (30) ألف نسخة أسبوعية، واختار لها صاحبها اسم (العقيدة) لأنه أراد لها أن تركز على الإسلام الذي يعتقد به في مقابل الشيوعية التي لا يعتقد بها.

العدد الأول:

مجلة العقيدة

صفحة الغلاف:

حملت صفحة الغلاف صورة كبيرة للسلطان قابوس بن سعيد مرتديًا العمامة السعيدية، بينما حملت الديباجة اسم المجلة بخط أبيض كبير أسفله عبارة (مجلة سياسية فكرية جامعة) في دلالة على هوية المجلة، يليه تاريخ الصدور وهو 15 رمضان 1392هـ الموافق 1972م.

الصفحة الثالثة:

احتوت الصفحة الثالثة على كلمة افتتاحية العدد الذي تمت الإشارة فيه إلى أنه كان من المفترض أن يتم صدور العدد الأول في يوليو 1972م لولا عدم توفر الطبع والإمكانات الفنية المطلوبة. كما أشارت كذلك إلى سياسة المجلة وخطط تطويرها القادمة.

وتحت باب (في هذا العدد) أبرزت الصفحة أهم الموضوعات التي تناولتها المجلة في عددها الأول من بينها: السلطان قابوس يتحدث إلى شعبه، ماذا يجري في جبال ظفار؟ مدير الشؤون الثقافية في سلطنة عمان يتحدث عن التعليم وتطوره، أبطالنا في الميدان.

وفي أسفل الصفحة نلحظ معلومات عن ثمن النسخة في عمان وبعض الدول الخليجية، وأسعار الاشتراكات والإعلانات، وقد وصل سعر النسخة في عمان (150 بيسة) بينما كان سعر الاشتراك السنوي خمسة ريالات سعيدية أو ما يساويها.

الصفحة الثالثة

عمان بين عهدين:

تناول هذا الموضوع الذي ضم الصفحتين الرابعة والخامسة أهمية حركة 23 يوليو التصحيحية، وشبهها بالثورة التي جسدت بمبادئها وأهدافها كافة المثل ومبالغ الأماني العظام، وكيف أنها بقيادة السلطان قابوس قد استطاعت خلال فترة وجيزة لم تتجاوز السنتين أن تحقق الكثير من التطلعات، وأن تسير بعمان في ركب المنجزات، وأن الأحلام بدأت في التحقق برغم كل التحديات.

قابوس يخاطب شعبه:

تناول هذا العنوان الذي أتى في الصفحة السابعة الخطاب الإذاعي الذي وجّهه السلطان قابوس في الثلاثين من سبتمبر عام 1972، معلنًا فيه عن بدء عملية (التعمين)، أي تدريب العمانيين على تسلم المراكز الأساسية في كافة المجالات الحياتية في سلطنة عمان، وقد أتى الخطاب بعد جولة استمرت لمدة ثلاثة أيام في المقاطعة الجنوبية، وقد أعلن السلطان من خلاله عن عدد من الأمور من بينها: إنشاء مركز للتخطيط الإنمائي والاقتصادي وإسناد رئاسته إلى الدكتور رياض الريّس وهو خبير اقتصادي لبناني عمل لفترة طويلة لدى الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تشكيل مجلس أعلى للتخطيط الإنمائي والاقتصادي تحت رئاسة السلطان وإشرافه المباشر.

قابوس يخاطب شعبه

ثلاثة أيام أمضاها السلطان مع شعبه:

ركزت الصفحتان الثامنة والتاسعة على تفاصيل الجولة التي قام بها السلطان قابوس بن سعيد في المقاطعة الجنوبية، وتفقده للأوضاع هناك، ثم عودته إلى مسقط، وأشارت المجلة إلى أن السلطان قابوس عاد إلى العاصمة مسقط عند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم 25 سبتمبر 1972م قادمًا من المقاطعة الجنوبية في موكب من السيارات عن طريق البر، وكان جلالته قد توجه من صلالة إلى بريطانيا في زيارة استمرت خمسة أسابيع قبل عودته إلى صلالة في 12 سبتمبر.

وقد اصطف المواطنون في انتظار وصول موكب السلطان إلى مطرح حيث توجه موكبه عن طريق الكورنيش الجديد قرب ميناء قابوس حيث تفقد العمل هناك قبل أن يغادر إلى قصره العامر في مسقط.

ثلاثة أيام أمضاها السلطان مع شعبه

مجلس أعلى للتخطيط:

تناولت الصفحة العاشرة من مجلة (العقيدة) في عددها الأول تفاصيل القرار السلطاني بتأسيس المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والإنمائي الذي صدر في يوم 27 أكتوبر 1972، برئاسة جلالة السلطان وعضوية كل من السيد ثويني بن شهاب المستشار الخاص لجلالة السلطان نائبًا، والدكتور رياض الريس عضوًا، والمستر جون تونستد سكرتيرًا.

وأشارت الصفحة إلى أبرز أهداف ومهام واختصاصات المجلس وأبرزها ابتكار رسم وتحديد سياسة الدولة للتخطيط الاقتصادي والانمائي، وتنويع وتوزيع موارد الدخل الوطني في جميع القطاعات، ووضع خطة اقتصادية إنمائية شاملة.

كما أشارت الصفحة إلى المرسوم السلطاني الذي صدر يوم 27 أكتوبر 1972 والذي قضى بتعيين الدكتور رياس الريّس مستشارًا لجلالة السلطان للإنماء والاقتصاد ابتداءً من 13 سبتمبر 1972.

مجلس أعلى للتخطيط

نشأة التعليم وتطوره في السلطنة

اشتملت الصفحتان الثانية عشرة والثالثة عشرة على حديث مطوّل للأستاذ علي مصطفى القاضي مدير الشؤون الثقافية في وزارة التربية والتعليم عن نشأة التعليم وتطوره في عمان، وأبرز المراحل التي مر بها نظام التعليم الحديث منذ مطلع القرن العشرين، ومن بينها مرحلة الكتاتيب، مرورًا ببعض المدارس كمدرسة أبو ذينة في مسقط التي أسسها أحد المعلمين الذين قدموا من تونس، مرورًا بالمدرسة السلطانية الأولى التي افتتحت عام 1928، ثم افتتاح المدارس السعيدية في صلالة ومسقط ومطرح على التوالي، بالإضافة إلى بعض المدارس الخاصة كمدرسة الإرسالية الأمريكية، والمدرسة الهندية، وكذلك افتتاح صفوف لتدريس البنات.

كما تناول القاضي أبرز الجهود التي بذلت في مجال التربية والتعليم بعد ظهور النهضة المباركة في 23 يوليو 1970 والخطط التوسعية في افتتاح المدارس.

نشأة التعليم وتطوره في السلطنة
نشأة التعليم وتطوره في السلطنة

أبطالنا في الميدان:

من ضمن الصفحات التي حوتها مجلة (العقيدة) في عددها الأول، صفحتان بعنوان (أبطالنا في الميدان)، وهما الصفحة 20، 21. وقد تناولت هاتان الصفحتان أبرز الأعمال والجهود التي تقوم بها الفرق الوطنية في سبيل الحفاظ على وحدة الأرض العمانية ومن أبرزها فرقة طارق بن زياد، وفرقة النصر، وفرقة صلاح الدين التي تعد أول فرقة تأسست، والفرقة الوسطى (المقداد)، وفرقة (قابوس)، وفرقة (خالد بن الوليد)، وفرقة (العاصفة)، وفرقتي جمال والعمري.

أبطالنا في الميدان

حقائق وأرقام عن وزارة الخارجية:

تناولت الصفحة (24) من المجلة بعض المعلومات عن وزارة الخارجية، حيث ذكرت أنها بدأت ممارسة مهامها على مستوى وزارة في مطلع عام 1972، وكانت في السابق دائرة ملحقة بمكتب رئيس الوزراء، وأنها أصبحت تتكون من ثلاثة أجهزة رئيسة هي: دائرة الشؤون العامة وتتكون من أربعة أقسام: القنصلي، والمراسم، والمشتريات، والمحفوظات. والدائرة السياسية التي تتكون من قسمين هما: قسم الجامعة العربية، وقسم آسيا وإفريقيا. والدائرة الدولية وهو ما يتعلق بالأمم المتحدة.

كما أشارت إلى جهود السفارة في افتتاح العديد من السفارات في دول العالم المختلفة، وأبرز المؤتمرات الدولية والعربية التي تشارك فيها الوزارة.

حقائق وأرقام عن وزارة الخارجية

موسى عبد الرحمن حسن:

نطالع في الصفحة الخامسة والعشرين من المجلة إعلانًا تجاريًا لإحدى أبرز المؤسسات التجارية العمانية، ألا وهي مؤسسة موسى عبد الرحمن حسن تلك المؤسسة التجارية العريقة التي تأسست في عام 1927م، حيث تناول الإعلان قائمة تتكون من (16) نشاطًا تجاريًا مختلفًا لهذه المؤسسة، تنوعت ما بين نشاط بيع السيارات، ومكائن الكهرباء ومضخات الماء، والآلات الحاسبة، والأثاث المنزلي، والأصباغ، ومكائن الخياطة، والساعات الشخصية، وعددًا من التوكيلات العالمية في قطاعات عديدة.

موسى عبد الرحمن حسن

لقاء وسهرة:

ضمت الصفحتان السادسة والعشرين والسابعة والعشرين من المجلة لقاءً مع الفنان الشعبي محمد حبريش حيث وجّهت إليه عدّة أسئلة تتعلق ببداية حياته الفنية، والعوامل التي أثرت على مسيرته الفنية، وعلاقته بالعزف على بعض الآلات الموسيقية وكيف تعلمها، وأبرز الأغاني التي سجلها، والأغاني التي لحّنها لغيره، وغيرها من الأسئلة التي تتعلق بشخصية الفنان محمد بن عبد الرحمن الملقب بحبريش.

لقاء وسهرة

الرياضة:

كان للأخبار الرياضية حيّز مهم ضمن صفحات العدد الأول من المجلة، حيث تم تخصيص الصفحتين (28،29) لها، ونطالع عددًا من الأخبار من بينها: فريق ظفار يفوز على نادي السيب بدف واحد، وفريق نادي عمان ينسحب من الميدان قبل انتهاء المباراة، وفريقا السيب وظفار أظهرا للمتفرجين روحًا رياضية ممتازة.

الرياضة

البلدية مظلومة:

تضمن العدد لقاءً في الصفحتين (30،31) مع عوض بن قاسم اليافعي رئيس بلدية ظفار تناول تاريخ نشأة البلدية، وأولى الخطوات التي اتخذت لتكوين بلدية ظفار، والتعاون التي حظيت به من قبل الجمهور، والإجراءات التي تتخذها البلدية حيال تسكين المواطنين القادمين من الريف والبادية، وأبرز الأقسام الفنية التي تضمها البلدية.

البلدية مظلومة

سعيد السمحان الكثيري:

بحسب كتاب (رواد الصحافة العمانية)، يعد سعيد بن محمد بن السمحان الكثيري صاحب مجلة (العقيدة) ومؤسسها أحد أبرز الصحفيين العمانيين الأوائل الذين أسهموا في تطور مسيرة الإعلام العماني، وهو من مواليد محافظة ظفار في عام 1942م، درس في الكتّاب على يد المعلم فرج بن محمد بن سعيد باحجّاج، ثم سافر إلى السعودية في عام 1954 وهو ابن اثني عشر عامًا حيث عمل في شركة أرامكو النفطية. كما التحق بمدرسة في مدينة أبقيق لمدة ثلاث سنوات وأنهى الدراسة الصناعية عن البترول، والتحق بدروس مسائية في محو الأمية وحصل على الشهادة الابتدائية، وبعد فترة انضمام للجبهة في عام 1964، انقطع عن العمل السياسي في عام 1968 والتحق بالعمل في بنك القاهرة في مدينة الخبر.

ويعد الصحفي سعيد بن محمد السمحان الكثيري، هو أول من حمل بطاقة صحفية في سلطنة عُمان وتحمل الرقم (١). كما قام بتأسيس مجلة العقيدة في أكتوبر من عام 1972، وظلت تصدر حتى عام 1995م مرت خلالها بالعديد من المراحل، وأسهمت في تسليط الضوء على الكثير من الأحداث والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية المحلية والعالمية المختلفة، وكانت لسانًا مدافعًا عن هوية الوطن ووحدة أرضه وترابه متحملًا في سبيل ذلك الكثير من المخاطر والتحديات.

أول بطاقة صحفية في سلطنة عُمان

المراجع

  • الكندي، عبدالله بن خميس، والنعمانية، شميسة بنت عبدالله. رواد الصحافة العمانية، رياض الريس للكتب والنشر، لندن، 2020، ص 138-144.
  • مجلة العقيدة، العدد الأول، 23 أكوبر 1972، هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
Your Page Title