رصد - أثير
يشهد الاحتلال الاسرائيلي اضطرابات اقتصادية متسارعة نتيجة التطورات السياسية الأخيرة، مع تصاعد التحذيرات من خبراء اقتصاديين ومؤسسات مالية بشأن تداعيات ما وصفه تقرير نُشر في صحيفة “كالكاليست” بمحاولة انقلاب يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضد مؤسسات الدولة.
وبدأت الأسواق المالية في التفاعل مع هذه الأحداث بشكل مباشر، مما ينذر بموجة أوسع من التراجع في النمو الاقتصادي وتزايد التضخم والعجز.
ونقلت الجزيرة عن صحيفة “كالكاليست” في خبر رصدته “أثير”، أبعادًا مختلفة يواجهها الاحتلال الإسرائيلي، يمكن إيجازها في الآتي:
تراجع الشيكل وانهيار البورصة
سجّل الشيكل يوم الجمعة تراجعا حادا في غضون ساعات، في حين شهدت البورصة انهيارا فاق 3%، رغم الإعلان عن صفقة ضخمة لشركة “ويز” التي تعد الأضخم في تاريخ الشركات الإسرائيلية.
كما تراجع سعر السندات الحكومية بالشيكل بنسبة 5.5% خلال أسبوع واحد، مما يعكس نقصا في الطلب وارتفاعا في العوائد من 4.1% إلى 4.5%.
خفض التصنيف الائتماني
أشار كبير الاستراتيجيين في بنك “هبوعليم”، إلى ارتفاع مستوى الخطر في الأسواق، مؤكدا أن السوق باتت تتعامل مع “إسرائيل” كما لو أنها تملك تصنيفا ائتمانيا عند مستوى “BBB” إلى " BBB -“، وهو أدنى مما تمنحه وكالات التصنيف حاليا.
وتحتفظ كل من موديز وستاندرد آند بورز وفيتش بتصنيف سلبي للاحتلال الإسرائيلي منذ نهاية عام 2024، في إشارة واضحة إلى إمكانية خفض التصنيف في أي وقت، كما إن ممثلي وكالة فيتش الموجودون حاليًا في الاحتلال، يرصدون أبعاد المشهد السياسي المتأزم، بما في ذلك التحقيقات التي يواجهها رئيس الوزراء، إلى جانب تهديداته بعزل مسؤولي الأمن والقضاء.
نمو منخفض وتضخم مرتفع
تشير التقديرات إلى أن عودة الحرب إلى غزة والتصعيد السياسي الداخلي سيؤديان إلى ما يلي:
•ارتفاع التضخم بشكل مفاجئ نتيجة ضعف الشيكل وارتفاع أسعار السلع.
•ازدياد عجز الموازنة بسبب الإنفاق الدفاعي وتراجع الإيرادات الضريبية.
•انهيار فرص الاستثمار نتيجة فقدان الثقة الدولية في استقرار النظام.
•ركود اقتصادي وانخفاض النمو المتوقع لعام 2025.
فقدان محركات النمو
يسلط التقرير الضوء على تراجع قطاعات إستراتيجية، أبرزها التكنولوجيا المتقدمة، التي تشكل القاطرة الأساسية للنمو؛ إذ بدأت الشركات العالمية تتردد في الاستثمار أو شراء المنتجات الإسرائيلية، بسبب الفوضى السياسية والأمنية، كما أن عدم احترام قرارات المحكمة العليا يشكّل ضربة لسمعة إسرائيل كمركز مالي وتقني موثوق.
ميزانية 2025.. تقشف للفقراء
تصر حكومة الاحتلال الإسرائيلي على تمرير ميزانية عام 2025 التي تتضمن تخفيضات قاسية في الإنفاق على الصحة والتعليم والرفاهية، مقابل إنفاق وصفته الصحيفة بـ “سخيف” على مكاتب حكومية زائدة، ورحلات الوزراء، وأموال سياسية تُعرف بـ“الميزانيات الائتلافية“، تُمنح للأحزاب الدينية مقابل دعمها السياسي، وفق وصف الصحيفة.
ونتيجة لذلك، سيواجه السكان داخل الاحتلال الإسرائيلي حسب الصحيفة:
•انخفاضا في جودة الخدمات العامة.
•تآكلا في القدرة الشرائية بسبب ارتفاع الأسعار.
•عبئا ضريبيا أكبر لتغطية العجز المتزايد.
•ارتفاعا في الفوائد على القروض السكنية والاستهلاكية.
ويشير تقرير “كالكاليست” إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد تواجه أزمة اقتصادية تقليدية، بل أزمة متعددة الأبعاد، سببها الرئيسي قرارات سياسية تهدد بتقويض استقرار الدولة، مؤسساتها، ونموها الاقتصادي.
وفي ظل هذه المعطيات، قد تكون الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي، ولكن المؤشرات حتى الآن تدعو للقلق وليس للتفاؤل.