دمشق-أثير
إعداد: زياد ميمان – صحفي سوري
عشية الأحداث التي شهدتها الجمهورية العربية السورية الشقيقة في الثامن من ديسمبر 2024م، تعرضت مؤسسات سورية للنهب والسرقة، استهدف بعضها مقتنيات ثمينة ونادرة وأثرية، ومن المعروف أن المكتبة الوطنية بدمشق (مكتبة الأسد سابقًا) تعرضت للتخريب والسرقة عشية هذه الأحداث، وهي التي تضم الكثير من المخطوطات الثمينة التي تعد من أندر المخطوطات في العالم العربي ومنها مخطوط الملاح العماني أحمد بن ماجد السعدي الذي يعود تاريخه إلى القرن العاشر الهجري والسادس عشر الميلادي، والذي أعادته سلطنة عمان إلى دمشق بتاريخ 29/12/2023م بعد استعارته لمدة أربعة أعوام لترميمه وعرضه في المتحف الوطني العماني.
وقد أكد الأستاذ فادي غانم مدير المكتبة الوطنية بدمشق في تصريح خاص لـ “أثير”: أن المكتبة الوطنية تعرضت للتخريب وسرقة بعض مقتنياتها مثلها مثل باقي مؤسسات الدولة، لكن مخطوطات المكتبة جميعها بقيت سليمة ومحفوظة بصورة جيدة في المكتبة، ومنها مخطوط الملاح العماني أحمد بن ماجد السعدي وجميعها بحالة جيدة.
وأضاف الأستاذ غانم: مخطوط أحمد بن ماجد السعدي الذي يحمل عنوان “الفوائد في علم البحر والقواعد، حاوية الاختصار في أصول علم البحار، الأراجيز” من المخطوطات النادرة في المكتبة وتمت إعارته للجانب العماني منذ عام 2019م؛ لترميمه وعرضه في المتحف الوطني العماني بمسقط“، مشيرًا إلى أنه “مخطوط نادر الوجود وفريد في العالم، ومددت فترة إعارته لعُمان حتى يتسنى لأكبر عدد ممكن من الزوار والمواطنين العمانيين الاطلاع عليه، وبعد انتهاء مدة الإعارة التي انتهت بنهاية عام 2023م تم إعادته إلى المكتبة كونه أحد المقتنيات الثمينة فيها”.
وأشار مدير المكتبة إلى أن هي المرة الأولى التي يخرج فيها هذا المخطوط من المكتبة الوطنية وتم إعارته وفق اتفاق تم بين المتحف الوطني العماني والمديرية العامة للآثار والمتاحف السورية وبالتنسيق مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العمانية.

وكانت وكالة الأنباء العمانية ذكرت في خبر لها أن هناك حوالي أربع نسخ فريدة من هذه المخطوطة لأحمد بن ماجد السعدي على مستوى العالم تشمل المخطوط الذي يحفظ في المكتبة الوطنية بدمشق حالياً، ومخطوطة محفوظة في معهد المخطوطات الشرقية في سان بطرسبورغ في روسيا، ومخطوطتين محفوظتين في المكتبة الوطنية في باريس، والتي تم تأليفها في القرن الحادي عشر الهجري / القرن السادس عشر الميلادي، في فترة حكم أسرة النباهنة، ويبلغ عدد أوراقها 175 ورقة، وعدد الصفحات 363 صفحة، وعدد الأسطر في كل صفحة 23 سطرا، وجاءت ألوان المداد المستخدم في الأسود في كتابة النصوص، والأحمر في كتابة العناوين، ويحيط بالمتن اطاران باللون الأحمر، وفيما يتعلق بنوع الخط العربي المستخدم في كتابتها فهو خط النسخ.
وشهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي ( 825-906هـ /1421 -1500م ) الذي تلقى تعليمه الأول على يد والده الربان البحري المرموق ماجد بن محمد السعدي من أشهر الملاحين في المحيط الهندي، ومن علماء فن الملاحة وتاريخه عند العرب، إذ اخترع الإبرة المغناطيسية (البوصلة) المستعملة في تحديد اتجاهات الرحلات البحرية، وترك آثارا علمية عديدة في علوم البحار جاوزت (40) كتابا ومنظومة، أهمها: الأرجوزة التائية، والأرجوزة السفالية، والأرجوزة المعلقية، وأرجوزة تصنيف قبلة الإسلام في جميع الدنيا، وأرجوزة “حاوية الاختصار في أصول علم البحار”، والنونية الكبرى. ومن أشهر مؤلفاته كذلك كتاب “الفوائد في أصول علم البحر والقواعد”، فقد صنفه سنة (880- 895 هـ/1475- 1490م) في أواخر عمره.