الأولى

فكرة مغلوطة عن “هوية نجم” تؤدي إلى اختراع عُماني سيُستعرض في جنيف

هوية نجم

أثير- جميلة العبرية

في سعيها إلى تقديم نموذج إبداعي يدمج بين التعليم والسياحة، تشارك الدكتورة هدى الحوسنية في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025 ممثلةً سلطنة عمان برفقة 3 مبتكرين آخرين بتطبيق مبتكر يُعد الأول من نوعه اسمه “الرحّال العلمي” وهو تطبيق في الهاتف النقال يعيد صياغة مفهوم التعلم من خلال مزج المعلومات العلمية بالمواقع السياحية الطبيعية في سلطنة عمان بأسلوب تفاعلي مشوّق، موجّه بشكل خاص للطلبة، ومتاح لعامة الجمهور.

“أثير” التقت الدكتورة هدى الحوسنية للتعرّف عن كثب إلى تفاصيل هذا الابتكار المتميز، وما يطرحه من حلول تعليمية بأسلوب عصري.

الفكرة من واقع ميداني

تقول الدكتورة هدى: “جاءت الفكرة بعد دراسة استطلاعية أجريتها على مجموعة من الطلبة، ولاحظت أن لديهم تصورات بديلة وغير دقيقة حول تكوّن بعض المواقع السياحية في سلطنة عمان، مثل ظنهم أن “هوية نجم” نشأت بسبب سقوط نجم من السماء، أو أن الإنسان القديم شكّل حديقة الصخور بيديه، وهذه المفاهيم كانت بحاجة إلى تصحيح جذري.

وتضيف: انطلقت من هنا فكرة تطوير تطبيق إلكتروني يُقدّم هذه المواقع في قالب علمي مبسط، مزوّد بآليات تعلّم مرحة وتفاعلية، فالتطبيق لا يكتفي بإعطاء المعلومة، بل يصحب المستخدم في جولة علمية افتراضية إلى أبرز المعالم العمانية الطبيعية، ليصحح من خلالها المفاهيم ويغرس حبّ الاستكشاف العلمي.

“التلعيب” كمنهج

اعتمدت الحوسنية على منهجية “التلعيب” (Gamification) في تصميم التطبيق، وهو توظيف عناصر اللعب كالنقاط، والمراحل، والتحديات، ولوحات الصدارة في مجالات تعليمية غير مرتبطة بالألعاب.

وتوضح قائلة: “استبدلنا لوحة الشرف بقسم “في الريادة”، حيث ينتقل الطالب من موقع إلى آخر بحسب النقاط. كما أضفنا قسم ‘الوسام العماني‘، و‘الدكان العماني’ لاستبدال النقاط التي يجمعها الطالب بمنتج عماني رمزي، وقسم ‘مستعد’ لتقييم الاستعداد المعرفي”.

وذكرت الحوسنية أن التطبيق لا يقتصر على المعلومات، بل يشجّع المستخدمين على التفاعل من خلال قسم “موجود”، حيث يمكنهم التقاط صور من المواقع ورفعها بعد موافقة فريق التطبيق، ما يعكس وعيًا متزايدًا بقيمة السياحة العلمية.

الدكتورة هدى الحوسنية-جنيف

محتوى ثري

يتناول التطبيق أكثر من 200 موقع طبيعي، مقسمة إلى أقسام رئيسية مثل الجبال والرمال، والشواطئ والأودية، والكهوف والصخور، والنباتات العمانية، وقد خُصصت فئات عمرية معينة لتجريب التطبيق شملت طلاب الصفوف من السادس إلى التاسع، وكانت النتائج -كما تذكر الحوسنية -لافتة من حيث تغيير التصورات وتنمية الاتجاهات العلمية.

وتؤكد الحوسنية أنه لضمان دقة المعلومات العلمية، تم التعاون مع عدة جهات معتمدة منها الجمعية الجيولوجية العمانية، وجماعة الجيولوجيا بجامعة السلطان قابوس، ووزارة التراث والسياحة، وهيئة البيئة.

جوائز واعترافات محلية ودولية

وحصد التطبيق جوائز عدة منها جائزة أفضل ابتكار على مستوى محافظة مسقط بمهرجان عمان للابتكار، وجائزة مكتب التربية العربي في مسار التقنية 2025، وتم عرضه في مؤتمرات ومنتديات علمية مرموقة، كما حصل على شهادة الملكية الفكرية، ونُشرت ثلاث دراسات علمية محكّمة بُنيت على التطبيق.

التوسّع والتطوير

وحول مستقبل التطبيق، أكدت الحوسنية أنها تعمل حاليًا على تحويله إلى موقع إلكتروني، ليكون أكثر استدامة، بالإضافة إلى خطط لتوسيع نطاقه ليشمل مواقع طبيعية خارج سلطنة عمان، فالرؤية هي إعادة تعريف السياحة العلمية في الوطن العربي، وجعل الرحلات فرصة للتأمل والفهم، لا مجرد استمتاع بصري.

الأثر المجتمعي

وما يلفت الانتباه في حديث الحوسنية هو تفاعل أولياء الأمور مع التطبيق، إذ أصبح الحوار بين الأهل والأبناء أكثر عمقًا، وبدأ الأطفال يُعبّرون عن اهتمامهم بالمواقع الطبيعية من منطلق علمي وليس فقط ترفيهيًا.

وختمت الحوسنية حديثها لـ “أثير” برسالة: “الجيل القادم لا يتعلّم بالطريقة التي تعلمنا بها، لذلك علينا أن نبتكر لهم أدواتهم الخاصة. والتطبيق ما هو إلا بداية لطريق طويل من التعلم المتفاعل المبني على الواقع، والمربوط بالعلم”، فتطبيق “الرحّال العلمي” ليس مجرد أداة تعليمية، بل رؤية جديدة لطريقة استكشافنا للمكان من حولنا، تجمع بين شغف الاكتشاف وروح العلم في آنٍ واحد.

حصد الجوائز -جنيف

جديرٌ بالذكر أن وفد سلطنة عمان أحرز ذهبية واحدة وفضيتين في معرض جنيف الدولي بنسخته الخمسين، وهي:

- المبتكر مؤيد البلوشي: الميدالية الذهبية عن ابتكاره : “Etienne - SOS Rescue Device”

- المبتكر محمود الهنائي: الميدالية الفضية عن مشروعه: نظام تعقيم وتنظيف مبخر.

- المبتكرة ليان الرحبية: الميدالية الفضية عن مشروعها: “لغة”.

  • مصدر صورة الموضوع: وكالة الأنباء العمانية
Your Page Title