أثير-تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
استمرارًا لسلسلة الكتابة عن بعض الشخصيات العمانية التي برزت في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة، والتي لم تأخذ حظها الكافي من تسليط الضوء عليها، أو الإشارة إلى جوانب حياتها المختلفة، وجهودها في تلك المجالات، تأخذكم (أثير) في هذا التقرير للتعريف بشخصية عمانية بارزة في المجال الإداري والاجتماعي، فهو ابنٌ لسلطان، وأخ لسلطان، وعم لسلطانٍ آخر، وعم لوالد سلطانٍ رابع، عاش خلال فترة أربعة سلاطين، تقلد خلال فترة ثلاثةٍ منهم العديد من المناصب المختلفة، كما كان له بحكم وضعه ومناصبه أنشطةٌ اجتماعيةٌ وفكريةٌ مختلفة. نتحدث عن السيد شهاب بن فيصل آل سعيد رحمه الله.
شخصيته
هو السيد شهاب بن فيصل بن تركي بن سعيد، ولد بمسقط عام 1902 تقريبًا، والده هو السلطان فيصل بن تركي ثاني أبناء السلطان تركي، ولد في عام 1280هـ (1864م)، تولى حكم عُمان بعد وفاة والده السلطان تركي بن سعيد في عام 1305هـ ( 1888) م، واهتم بأوضاع عمان الداخلية، كما حاول إيجاد نوع من التوازن في علاقته ببريطانيا وفرنسا، وفي عهده تم توقيع معاهدة الصداقة والتجارة والملاحة مع الحكومة البريطانية من أجل تحسين العلاقات معها في عام ۱۸۹۱م، كما حدثت مسألة الأعلام الفرنسية التي استعملتها السفن العمانية، خاصةً سفن أهالي صور، للتهرب من القضاء على تجارتي الرقيق والسلاح، وفي عهده كذلك تم إصدار قانون منع تجارة الأسلحة في مسقط، وافتتاح عدد من المشاريع الخيرية كمستشفى مسقط الخيري، ومصنع الثلج، وغيرها.
وتوفي السلطان فيصل بن تركي في 3 من ذي القعدة 1331هـ ( 4 أكتوبر 1913م ) وخلفه على حكم عمان ابنه الأكبر تيمور، وقد أنجب السلطان فيصل بن تركي تسعة أبناء هم: تيمور ونادر، وحمد، وحمود، وسالم، وعلي، وملك، وشهاب، وعباس .
صورة تعود إلى عام 1907 وفيها يبدو السلطان فيصل ويحيط به السيد علي بن سالم وابنه السيد تيمور وفي الأسفل السيد شهاب . شبكة المعلومات العالمية
أما والدته فهي السيدة علياء بنت ثويني بن سعيد تزوجها السلطان فيصل في عام 1881، وهي أم السلطان تيمور وجدة السلطان سعيد بن تيمور، برزت في أحداث عام 1895 عندما هاجمت بعض القبائل مسقط، حيث وقفت السيدة علياء موقفًا بطوليًا بجوار زوجها السلطان فيصل بن تركي، واشتركت في عملية المقاومة وكانت تقوم بتخزين البنادق بالذخيرة بينما كان زوجها السلطان يقوم بإطلاق النار على المهاجمين بالأسفل، وتوفيت السيدة علياء بنت ثويني في شوال 1365هـ الموافق أواخر أغسطس من عام 1946، ومن بين إخوته الأشقاء (بدران) وتوفي صغيرًا قبل ولادة السيد شهاب، بحسب رواية الباحث محمد بن أحمد التاجر.
وثيقة تحوي رسالة من السلطان تيمور إلى الحاج الزبير بن علي وبها خبر عن وفاة السيدة علياء بنت ثويني. أرشيف بيت الزبير
رسالة من السيد شهاب إلى الشيخ هاشل بن راشد المسكري يشكره فيها على رسالة التعزية بوفاة والدته السيدة علياء. أرشيف الشيخ عبد الله بن هاشل المسكري
تعليمه
التحق السيد شهاب بن فيصل بمدرسة السيد محمد علي بو ذينه، وهو عالِم تونسي قدم إلى مسقط عام 1914 في عهد السلطان تيمور بن فيصل، وكلَّفته الحكومة القيام بالتدريس لعدد من البنين والبنات في منزل استؤجر لهذا الغرض وأصبح يعرف فيما بعد بمدرسة بوذينه، وكان قبلها معلمًا في مدرسة الزواوي، وكانت تُدرَّس في هذه المدرسة مواد: القرآن الكريم، واللغة العربية، والتاريخ، والجغرافيا، والحساب، واستمر التدريس بها حتى افتتاح المدرسة السلطانية الأولى عام 1928.
نشاطه الإداري
بدأ السيد شهاب بن فيصل عمله الإداري في عهد شقيقه السلطان تيمور بن فيصل حيث عمل مساعدًا لأخيه السيد حمد بن فيصل في ولاية صحار، ثم نقل واليًا على بركاء، وعيّن بعدها واليًا على صور في 23 يوليو 1928، وظل حتى فبراير 1929، وهي فترة شهدت خلالها صور العديد من الأحداث المهمة كالخلاف على إقامة فرضة في منطقة العيجة، وعدد من الأحداث القبلية في المنطقة الشرقية.
رسالة من مجلس الوزراء إلى الشيخ عبد الله بن خميس المخيني تحمل خبر تعيين السيد شهاب واليًا على صور. أرشيف الباحث عبد الله بن علي المخيني
رسالة من الشيخ ناصر بن محمد ولد فنة العريمي إلى مجلس وزراء مسقط وعمان بخصوص ولاية السيد شهاب. أرشيف مكتبة قطر الرقمية
إحدى القضايا المحلية وتتعلق بأحد التجار الصينيين في ميناء صور زمن ولاية السيد شهاب
وفي شوال من عام 1348هـ الموافق مارس 1930 تم تعيينه مرةً أخرى واليًا على بركاء ومتعلقاتها.
وحين شكّل السلطان سعيد بن تيمور نظارتي الداخلية والخارجية تسلّم السيّد شهاب نظارة الخارجية، في حين تسلم السيد أحمد بن إبراهيم نظارة الداخلية، وهناك العديد من المراسلات المختلفة المتعلقة بمجموعة من الموضوعات السياسية والاقتصادية التي كان يشرف عليها السيد شهاب بن فيصل ويتابعها، كبعض الخلافات القبلية في مسندم، والتنقيب عن النفط في وسط عمان، إضافة إلى المراسلات المتعددة مع القنصل البريطاني بخصوص مجموعة من الموضوعات السياسية.
كما كان مكتب ناظر الخارجية يصدر العديد من التعميمات والبلاغات المتعلقة ببعض القرارات، ونعرض هنا لأحد تلك البلاغات يعود إلى تاريخ 23 شعبان 1361 هـ والمتعلق بمنع إخراج السلاح بجميع أنواعه حتى المستعمل منه إلى البلدان الخارجية وجواذر عدا السلاح الأبيض.
نائب السلطان
كان السيد شهاب بن فيصل ينوب عن السلطان سعيد في بعض المراسلات السياسية، وفي حضور المناسبات الدينية والاجتماعية العامة، وافتتاح بعض المنشآت والمؤسسات، وبالأخص خلال أسفار السلطان المختلفة، ومع انقطاع السلطان سعيد لفترة من الزمن في ظفار.
السيد شهاب في مقدمة حضور افتتاح المدرسة السعيدية عام 1940 تحت رعاية السلطان سعيد بن تيمور
ويذكر الوالي إسماعيل بن خليل الرصاصي في مذكراته أنه في 14 رجب 1355هـ، الموافق 30 سبتمبر 1937م، تم البناء والترتيب للمحكمة العدلية، وقد افتتحها السيد شهاب بن فيصل في احتفالٍ كبير، ويبدو أن السلطان سعيد بن تيمور كان وقتها يستعد لرحلته الطويلة إلى آسيا، وأوروبا، والولايات المتحدة، ولذلك أناب عمَّه السيد شهاب لافتتاح مبنى المحكمة.
إشارة في مذكرات إسماعيل الرصاصي إلى افتتاح المحكمة العدلية.أرشيف إياد الرصاصي
كما يشير مرشد بن محمد الخصيبي في كتابه (عمان أيام زمان) إلى أن السيد شهاب بن فيصل كان “ينزل من بيته في وقت العيدين لتقبل التحية العسكرية نيابةً عن السلطان بالشمال وأداء صلاة العيد مشاركًا أفراد الأسرة المالكة وأهل مسقط في أداء الصلاة في مسجد الوكيل الذي لا يزال موجودًا بمسقط ببنائه الحديث الآن”.
“ينزل من بيته في وقت العيدين لتقبل التحية العسكرية نيابةً عن السلطان بالشمال وأداء صلاة العيد مشاركًا أفراد الأسرة المالكة وأهل مسقط في أداء الصلاة في مسجد الوكيل الذي لا يزال موجودًا بمسقط ببنائه الحديث الآن”.
السيد شهاب بن فيصل وجموع من المسؤولين والأعيان متوجهين صباح يوم العيد من بيت البرزة إلى مسجد الخور بمسقط لأداء صلاة العيد عام 1967 (أرشيف المصور تشارلز ريتشارد بات، -كتاب مسقط)
السيد شهاب بن فيصل وجموع من المسؤولين والأعيان متوجهين صباح يوم العيد من بيت البرزة إلى مسجد الخور بمسقط لأداء صلاة العيد عام 1967 (
أرشيف المصور
تشارلز ريتشارد بات، -كتاب مسقط)
محافظ العاصمة
في عام 1960م اتخذت مسقط مُسمى “محافظة العاصمة”، وحينها كان يشمل هذا المُسمى مدينة مسقط وقرية سداب ويتي وقنتب وحرامل والسيفة، وكان السيد شهاب بن فيصل هو أول من تولى هذا المنصب، وظل مسمى “محافظة العاصمة” قائمًا حتى عام 1988م، ومُنح محافظ مسقط عضوية مجلس الوزراء عام 1991م.
وتشير وثيقة منشورة في الأرشيف الرقمي للخليج العربي ضمن ملف رقم (FO 371/149038 /59 ) لعام 1960، بتاريخ 2 مارس 1960 إلى تعيين السيد شهاب محافظا للعاصمة ومهامه الجديدة
كما تشير وثيقة أخرى في الأرشيف ذاته بتاريخ 13 مارس 1960 إلى أن السيد شهاب سيصبح محافظًا للعاصمة.
وكان السيد شهاب يمارس أعماله كمحافظ للعاصمة من مكتبه الذي يقع ببيته داخل سور مسقط، وكانت تتبعه العديد من الجهات الحكومية، كما كان يمثل الجهة التي يختصم إليها الناس وبالأخص في المسائل الاجتماعية، والجهة المسؤولة عن مراقبة تطبيق النظام.
كما أوكل إلى مكتب السيد شهاب بن فيصل مسؤولية استخراج الجوازات عبر مكتب الجوازات، وساعده ابنه السيد ثويني في إدارة هذا المكتب لفترة من الزمن، كما تولاه كذلك أخوه السيد ملك بن فيصل، وكان السيد شهاب صارمًا في تطبيق الإجراءات المتعلقة باستخراج جواز السفر بحسب الشروط الموضوعة لذلك.
كما كان السيد شهاب بن فيصل يتابع سير العمل في المؤسسات الخدمية المختلفة ومن بينها المؤسسات التعليمية، وهناك وثيقة تحوي رسالة من مدير المدرسة السعيدية بمسقط إلى السيد شهاب بن فيصل محافظ العاصمة تعود إلى تاريخ 8 سبتمبر 1964، وفيها يبلغه ببداية العام الدراسي الجديد الذي انطلق في الأول من سبتمبر، وأنه تم تسجيل الطلاب الجدد، كما يخبره أنه أرسل له قوائم بأسماء المعلمين وتوقيت الدوام حسب فصول السنة.
رسالة من مدير المدرسة السعيدية إلى السيد شهاب بن فيصل. أرشيف هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية
وفي عام 1970 وبسبب الحالة الصحية التي كان يمر بها خلفه ابنه السيد ثويني بن شهاب في منصب محافظ العاصمة حتى منتصف الثمانينات من القرن العشرين.
استقبال السلطان قابوس
عندما قدم السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه- من صلالة بعد قيام النهضة في 23 يوليو 1970، كان السيد شهاب بن فيصل في مقدمة مستقبليه عند سلّم الطائرة التي أقلّته، وقد أقيمت الاحتفالات، ورفعت الأعلام واللافتات المرحّبة بقدومه.
وعندما ألقى السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله بعد وصوله خطابه الشهير الذي تناول فيه ملامح خطة التغيير والتحديث وبرنامج المستقبل، كان السيد شهاب بن فيصل هو الشخص الذي رافقه لإلقاء كلمته لحين انتهائها.
أنشطة اجتماعية
بحكم مكانته الوظيفية والاجتماعية، فقد كان للسيد شهاب بن فيصل نشاطا اجتماعيا بارزا، وله علاقات شخصية بالعديد من الشخصيات المحلية والعربية البارزة وقتها، كما كان من ضمن الشخصيات البارزة التي تقدم إليها الدعوات لحضور المناسبات الرسمية والخاصة المختلفة.
ففي 24 نوفمبر 1940 قدّم نادي القنصلية البريطانية الدعوة إلى السيد شهاب ضمن مجموعة من الشخصيات لحضور فعالية السينما الناطقة التي ستقام في نادي القنصلية البريطانية في الساعة السادسة والدقيقة 15 من يوم الخميس الموافق 28 نوفمبر عام 1940.
وقد وردت إشارة إلى هذه الفعالية في أحد التقارير الاستخباراتية البريطانية التي تغطي الفترة ما بين 16- 30 نوفمبر 1940، والمنشورة ضمن أرشيف مكتبة قطر الرقمية، حيث تناولت الفعالية وتاريخها، وأبرز الحضور ومن بينهم: السلطان سعيد بن تيمور، والقنصل البريطاني في مسقط، والسيد شهاب بن فيصل، والسيد أحمد بن إبراهيم، والحاج الزبير بن علي، والوالي إسماعيل الرصاصي.
وضمن أخبار عمان كما وردت في ” رسالة أنباء الخليج الفارسي”، ونشرت في مكتبة قطر الرقمية تحت رقم استدعاء IOR/R/15/2/336، وكانت تغطي الفترة من يناير ١٩٤٧ إلى أكتوبر ١٩٤٨، هناك بعض الأخبار المتعلقة بالسيد شهاب بن فيصل، فمن ضمن أخبار شهر مايو عام 1947 تطالعنا النشرة بخبرٍ عن زيارة المدمّرة الأمريكية هايمان Hyman لمسقط، ومكوثها لمدة أربعة أيام، حيث التقى قبطانها بعدد من المسؤولين، وأولم كلٌ من السيد شهاب بن فيصل، والقنصل البريطاني لضباط السفينة، علمًا بأن زيارة المدمّرة الأمريكية لمسقط تعد الأولى لسفينة أمريكية منذ خمسين سنة.
ومن ضمن الأخبار كذلك إقامة نادي (مقبول) مباراته السنوية في الهوكي تحت رعاية السيد شهاب بن فيصل، التي حضرها جمهورٌ غفير، وفاز بها فريق مشاة جيش حكومة مسقط حيث استلموا كؤوسًا فضية من راعي الحفل.
وتدل مثل هذه الفعاليات على مدى تنوع النشاط الحضاري الاجتماعي في مسقط خلال تلك الفترة، من حيث وجود عدد من الأندية التي كانت تحتضن الفعاليات الرياضية والاجتماعية سواء كانت أندية تتبع بعض الجهات كالقنصلية البريطانية، أو بعض الطوائف كالبانيان، أو أندية محلية كنادي “مقبول” الذي تأسس في عام 1932 ويعد أول مؤسسة رياضية أهلية حديثة تتوافر بها مجموعة من الأنشطة الرياضية والاجتماعية، ويعد نادي “عمان” الحالي هو الوريث لذلك المسمى، وبالتالي يمكن اعتباره الأقدم أو العميد بين أندية السلطنة الحالية من حيث التأسيس.
الاحتفاء بالباروني
نشرت مجلة (اللطائف المصورة) المصرية في عددها الصادر بتاريخ ٢٤ أكتوبر ١٩٣٨م عددًا من الأخبار الاجتماعية والسياسية عن عمان من بينها خبر عن وليمة عشاء أقامها (الأمير) شهاب بن فيصل نائب السلطان احتفاءً بالزعيم سليمان الباروني حضرها عدد من الشخصيات العمانية والأجنبية البارزة.
اهتمام بالأدب
كان السيد شهاب بن فيصل كعادة العديد من نخب المجتمعي المسقطي بشكلٍ خاص والعماني بشكلٍ عام من المهتمين بالثقافة والأدب، وارتياد أنديته في المجالس والبرزات الرسمية والخاصة التي كانت تزخر بها مسقط.
ومن أدلة اهتمام السيد شهاب بالشعر والأدب أنه أقام في ليلة السابع من شعبان سنة 1367 هـ في منزله مأدبة عشاء لابن أخيه السلطان سعيد بن تيمور بمناسبة يوم عيد ميلاد جلالته، حضرها عدد من الشخصيات من بينهم الشاعر السيد هلال بن بدر الذي قال قصيدةً بهذه المناسبة عنوانها ” العقد المنثور” في مدح جلالة السلطان يقول مطلعها:
سأطرق بابًا في المديح جديدًا … وأنظم عقدًا للزمان فريدًا
وأصقل درًّا لو تحلّت ببعضه … نحور العلى حنّت تريد مزيدا
كما حوى ديوان (أبي الصوفي) وهو أحد الشعراء الذين اقتربوا من سلاطين عمان فيصل بن تركي، وتيمور بن فيصل، وسعيد بن تيمور، على بعض التخميسات الشعرية استجابةً لرغبة السيد شهاب بن فيصل في إشارة إلى اهتمامه الأدبي ومن بينها:
حزمه وهيبته
عرف عن السيد شهاب حزمه وصرامته في إدارة الأمور تماشيًا مع ظروف ذلك الوقت، فيذكر مرشد الخصيبي أن السيد شهاب ولكونه محافظًا للعاصمة، وما تتطلبه هذه المحافظة في زمانه من أسلوبٍ خاص في التعامل مع الناس خصوصًا أولئك الخارجين عن القانون بحكم الظروف المحيطة بهم والجو العام الذي يعيشونه، فقد أملى على السيد استعمال كافة سلطاته المخولة له.
ويضيف: ” وكم سمعنا عن أناسٍ من رجالٍ ونساء مروا أمام بيته – عرضًا – وهم غير ملتزمين بالأدب الشرعي في لباسٍ أو غيره استدعاهم وزجرهم وربما أدبهم..”.
” وكم سمعنا عن أناسٍ من رجالٍ ونساء مروا أمام بيته – عرضًا – وهم غير ملتزمين بالأدب الشرعي في لباسٍ أو غيره استدعاهم وزجرهم وربما أدبهم..”.
بيت السيد شهاب
امتازت مسقط بالعديد من البيوت الكبيرة التي كان بعضها يعد نموذجًا في العمارة العربية من خلال نمط بنائها، واتساعها، وأثاثها، ومن بينها: بيت السيد نادر، بيت فرنسا، بيت الزواوي، بيت نصيب، بيت الباغ، وبيت السيد شهاب، وغيرها من البيوت المعروفة.
وبحسب الباحث خليفة بن عبدالله بن فرحان البوسعيدي فإن بيت السيد شهاب يقع في حارة (العور) أمام بيت السيد نادر مباشرة، وبيت الضابط الإنجليزي سونشي الذي أصبح فيما بعد بيتًا للسلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- لفترة من الزمن حتى الانتهاء من بناء قصر بيت العلم، وكان بجانبه على جهة اليمين مسجد الوكيل، وعلى يساره بيت الجريزة، ومن الجهة الأخرى بيت السيد طارق بن تيمور، ومن الخلف على بعد عدّة بيوت يقع بيت السيد ملك بن فيصل.
ويضيف الباحث خليفة بن عبدالله البوسعيدي أن بيت السيد شهاب تحول بعد ذلك إلى ثكنة عسكرية تابعة لحرس السلطان العماني لفترة بسيطة من الزمن، ثم تم هدمه، وفي نهاية الثمانينات من القرن العشرين بني مكانه مقر مجلس الوزراء.
بيت السيد شهاب قبل هدمه. تصوير المصور تشارلز ريتشارد بات، -كتاب مسقط
بيت السيد شهاب قبل هدمه. تصوير
المصور
تشارلز ريتشارد بات، -كتاب مسقط
وفاته
عانى السيد شهاب بن فيصل خلال السنوات الأخيرة من حياته من بعض الأمراض التي استدعت سفره إلى الهند للعلاج أكثر من مرة، وقد توفي السيد شهاب يوم السبت الموافق 28 يونيو 1975 في اليوم التالي لوصوله من رحلة علاجٍ في الهند، وانتدب جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – عمه السيد طارق بن تيمور رحمه الله المستشار السياسي لجلالته والمشرف على السفارات العمانية في الخارج للاشتراك نيابةً عن جلالته في مراسم تشييع جنازة السيد شهاب من منزل شقيقه سمو السيد عباس بن فيصل وذلك في يوم الإثنين الموافق 30 يونيو.
وخلّف السيد شهاب ابنًا واحدًا وابنة، وابنه هو المرحوم السيد ثويني بن شهاب الذي تقلد العديد من المناصب قبل النهضة المباركة وبعدها، حيث عمل بالقرب من والده وتولى إدارة الجوازات في الخمسينات من القرن العشرين، كما عمل محافظًا للعاصمة خلال الفترة من (1970-1984)، وممثلًا خاصًا لجلالة السلطان قابوس بن سعيد، وقد توفي السيد ثويني صباح الأحد 14 من رجب 1431هـ الموافق 27 من يونيو 2010م
خبر نعي السيد شهاب بن فيصل في جريدة عمان / 5 يوليو 1975
المراجع
- الأرشيف الرقمي للخليج العربي، ملف رقم (FO 371/149038 /59 ) لعام 1960،
- البوسعيدي، خليفة بن عبد الله. معلومات حول بيت السيد شهاب بن فيصل، تواصل هاتفي، الأحد 14 نوفمبر 2021.
- البوسعيدي، هلال بن بدر. ديوان السيد هلال بن بدر البوسعيدي، ط2، وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عمان، 1989
- التاجر، محمد بن أحمد. معلومات حول شخصية السيد شهاب بن فيصل، تواصل هاتفي، الأحد 14 نوفمبر 2021.
- الحارثي، سعيد بن حمد. اللؤلؤ الرطب، طبعة إلكترونية.
- الخصيبي، مرشد بن محمد بن راشد. عمان أيام زمان. ط1،
- الصوافي، ناصر بن سالم. الحياة الاجتماعية في مسقط، رسالة ماجستير غير منشورة، عمادة الدراسات العليا، جامعة مؤتة، الأردن، 2010.
- المجيزي، سعيد بن مسلّم. ديوان أبي الصوفي، تحقيق الدكتور حسين نصّار، ط2، وزارة التراث والثقافة، مطابع النهضة، مسقط، 2004.
- مكتبة قطر الرقمية. عدّة تقارير تتناول الوضع في عمان في النصف الأول من القرن العشرين، ومطلع القرن العشرين، https://www.qdl.qa
،
