أثير – ريـمـا الشـيخ
لوحظ مؤخرًا ارتفاع في حالات الجلطات والسكتات القلبية، حيث أثار هذا الموضوع الكثير من التساؤلات عن سبب ذلك، وهل هناك علاقة للقاح فيروس كورونا كوفيد-19 به؟
الإجابة بحثت عنها “أثير” بالتواصل مع الدكتور زيد الهنائي، أستاذ مساعد واستشاري الأمراض المعدية لدى الأطفال في جامعة السلطان قابوس الذي قال في البداية: لقد شهدنا موجة المتحور دلتا في صيف العام الماضي، وموجة أوميكرون في بداية هذا العام، وفي كلتا الموجتين، يقدّر بأن العدد الحقيقي للمصابين بلغ الملايين، وأن أغلب السكان أصيبوا بين تلك الموجة وهذه، وبعد كل موجة، ولعدة أشهر، لوحظ في المجتمع زيادة في حالات السكتات القلبية والجلطات.
وأضاف: تم دراسة هذه الظاهرة في عدة دول، وربما كانت أبرز وأكبر هذه الدراسات هي التي نشرت في الدورية الطبية المرموقة نيتشر مدِسن، حيث تابع الباحثون في جامعة سينت لويس في ولاية مِنسوتا الأمريكية أكثر من ١٥٠ ألف مصاب بكوفيد-١٩، ووجدوا أنه في العام بعد التعافي من الإصابة كانت هناك زيادة ملحوظة في أمراض القلب والجلطات لدى المتعافين، حيث وجدت هذه الأمراض مجموعة في ٤٥ من بين كل ألف متعافٍ، أي عند أكثر من ٤% من المتعافين، واستنتج الباحثون أن الأنظمة الصحية عليها أن تستعد لاستقبال زيادة في أمراض القلب أثناء وبعد موجات الإصابات بكوفيد-١٩.
ولكن السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الناس هنا هو: ما دور اللقاح في كل هذا؟
أجاب الدكتور عن ذلك فقال: للأسف استعجل البعض وتجاهل الطريقة العلمية، وانساق وراء نظريات المؤامرة، فألقى التهمة على اللقاح، لكن الدراسات العلمية الآن بدأت توضح الصورة بأن اللقاح، كما توقعنا، كان له دور مهم في الحماية من هذه المضاعفات، فنحن نعلم بأن اللقاح يحمي من الإصابات، وخصوصًا الإصابات الشديدة، هذا أمر واضح من مئات الدراسات ولم يعد هناك شك فيه.
وأكد الدكتور زيد بأن اللقاح يقلل الأعراض طويلة الأمد على المتعافين من الإصابة، فهناك عدة دراسات أكدت هذه الفائدة كذلك.
كما أوضح بأن أبرز دراسة في هذا الصدد نشرت مؤخرا في دورية طبية مرموقة في مجال الأمراض المعدية، حيث جاءت الدراسة من باحثين في جامعة ”كَيس وسترن“ المشهورة، وتابع الباحثون فيها ٢٥ ألف شخص من المصابين بكوفيد-١٩ الذين سبق أن حصلوا على اللقاح قبل الإصابة، وتم مقارنتهم مع المصابين الذين لم يحصلوا على اللقاح، ووجدت الدراسة بأنه بعد ٣ أشهر من الإصابة، كانت المضاعفات أقل بكثير لدى الحاصلين على اللقاح، كما وجدوا بأن أمراض القلب والضغط والسكر والوفيات كانت أقل بكثير ولم يجدوا تفسيرا آخر غير أنهم أخذوا اللقاح، وجاءت نسبة الحماية من هذه المضاعفات بين ٦٧% و ٧٩%، أي إن هذه المضاعفات قد تحدث حتى مع الذي أخذ اللقاح، لكن بنسبة أقل بكثير.
وفي ختام حديثه مع ”أثير“ قال الدكتور زيد الهنائي: أهمية هذه الدراسة تكمن في تأكيد دور اللقاح في حماية الناس والتقليل من مضاعفات هذا المرض، وكذلك نستطيع أن نطمئن الناس بأن اللقاح كان آمنًا وأدى دورًا إيجابيًا ومهمًا في الآونة الأخيرة.