أثير – مكتب أثير بالقاهرة
وصفت الباحثة التركية في شؤون الشرق الأوسط، سينم جنكيز سياسة سلطنة عُمان الخارجية بالمتوازنة.
وقالت في تقرير نشرته صحيفة أراب نيوز اليوم على موقعها الإلكتروني إن سلطنة عمان بلد وازنت بحذر علاقاتها مع مختلف الجهات الفاعلة في المنطقة، مثل إيران وسوريا، مضيفة أنه يمكن لتركيا تعزيز العلاقات مع عمان بشكل مريح، دون القلق من تباين وجهات النظر حول قضايا السياسة الخارجية.
وأشارت إلى أن اتفاقية شراء الغاز الطبيعي التي وقعتها
عمان وتركيا في الأسبوع الماضي، هي الأحدث في سلسلة من الخطوات الصغيرة، التي تظهر اهتمام كل من أنقرة ومسقط بتحسين العلاقات الثنائية، موضحة أن الصفقة جاءت نتيجة للجهود المشتركة لتوسيع التعاون في مجال الطاقة بين البلدين.
ولفتت إلى توقيع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال اتفاقية طويلة الأجل مع شركة الطاقة الحكومية التركية بوتاس لخطوط أنابيب البترول، لتوريد 1.4 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، بموجب عقد مدته 10 سنوات يبدأ في عام 2025، حيث قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونميز إنه على الرغم من أن الاتفاق سارٍ المفعول لمدة 10 سنوات، إلا أنه يمكن تمديده إذا كانت الظروف مواتية.
وذكرت إن تركيا وسلطنة عمان تتشاركان في تكامل الوسائل والأهداف في المنطقة وخارجها، فيما تعتبر اتفاقية شراء الغاز الطبيعي الأخيرة خطوة مهمة في عملية تطوير الثقة والعلاقات، التي تهدف إلى تعميق العلاقات، وهو يتناسب مع تركيز السياسة الخارجية العمانية على الدبلوماسية الاقتصادية، ويتماشى أيضًا مع اهتمام تركيا المتزايد بتعزيز العلاقات التجارية مع دول الخليج.
وقالت إن سلطنة عُمان مثل دول الخليج الأخرى، وضعت مبادرة تنموية اقتصادية، تعرف باسم رؤية عمان 2040، ويمكن لتركيا القيام بدور أكثر نشاطًا في هذا الصدد.
وتابعت أن المصالحة التركية الخليجية صنعت مجالاً لسلطنة عمان لتعزيز علاقاتها مع أنقرة، دون ضغوط التوترات التي شهدها العقد الماضي، إذ تتبع عُمان، التي تعرف باسم “سويسرا العرب” بسبب إرثها الدبلوماسي، نهجًا محايدًا وشاملًا تجاه تركيا. وأكدت أن هذا النهج لا يحركه سوى البراغماتية، ويهدف إلى تعزيز مكانة عمان في منطقة متقلبة على نحو متزايد، موضحة أنه كجزء من هذه السياسة، حسنت عمان علاقاتها الاقتصادية والدفاعية مع أنقرة، لكن هذه العلاقات لا تزال على مستوى معتدل.
واعتبرت أن الاتفاق الأخير لشراء الغاز الطبيعي تعد خطوة هامة في عملية تطوير الثقة والعلاقات الرامية إلى تعميق العلاقات.