أثير- عبدالرزّاق الربيعي
في ليلة رمضانيّة عمانيّة عراقيّة، معطّرة بعبق الأجواء الروحية، أقامت السفارة العراقية بمسقط بالتعاون مع مؤسسة “أثير” الإعلامية والنادي الاجتماعي للجالية العراقية مساء أمس- الجمعة – أمسية ثقافية رمضانيّة في مبنى السفارة الكائن في حيّ السفارات، امتزجتْ فيها الكلمات، ومقاطع الفيديو، والشعر، والموسيقى التراثية، والمأكولات الرمضانية العراقية، بحضور عدد من أصحاب السموّ والسعادة السفراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي من العاملين في البعثات الدبلوماسية العربية، والأكاديميين، والمهتمّين بالشأن الثقافي، وذلك احتفاء ببلوغ منتصف شهر رمضان حيث تقام في مختلف الأقطار العربية والإسلاميّة احتفالات تحمل عدّة تسميات، ففي سلطنة عمان تسمّى (القرنقشوه) وفي العراق (الماجينا) وفي الكويت (القرقيعان)، لكنها تحمل مضمونا واحدا هو فرحة المسلمين بالشهر الفضيل.
وقد درجت العادة أن تُقام طقوس عفويّة يحييها الأطفال، يعبّرون من خلالها عن فرحتهم، بالمناسبة من خلال الأغاني وتوزيع الحلوى، كما أشار سعادة قيس العامري سفير جمهورية العراق المعتمد لدى السلطنة، في كلمته التي بدأت بها الأمسية، موجّها الشكر لكلّ من لبّى الدعوة، وشارك في تنظيمها.
ثمّ جرى عرض فيلم قصير نقل حضور الأمسية التي قدّم فقراتها الشاعر وسام العاني، إلى العراق، وطقوس رمضان التي لا تختلف عن بقيّة الدول العربيّة، لكن لها نكهة خاصّة، تنبع من خصوصية المكان الذي يضجّ بالمراقد والأضرحة، تمثّلت بالعادات والأكلات الرمضانية، (الزلابية والبقلاوة، والعصائر الطبيعية كعرق السوس، وقمر الدين) والألعاب الشعبيّة التي تحتضنها المقاهي البغدادية (أشهرها المحيبس) والجلسات التي تستمر في المقاهي حتّى سماع صوت ” المسحّراتي” معلنا عن قرب وقت تناول السحور. ولأن “الشعر يولد في العراق” كما يقول الشاعر محمود درويش كان لابدّ من حضور الشعر في مثل هذه الأمسية، فقدّم الشاعر العراقي عبدالوهّاب الحلي مشاركته التي بدأها بتحية رمضانية للحضور، بهذه المناسبة، تلاها بقصيدة كشفت عن لواعج العمر، والحنين لزمن مضى.
بعده ألقى الشاعر أحمد بن هلال العبري قصيدتين، حملت الأولى طابعا وجدانيا، فيما تحدّثت الثانية عن موقف بطولي للجيش العراقي في فلسطين، بعد ذلك تابع الحضور فيلما مصوّرا عن أبرز عشرة مواقع سياحيّة في العراق، عكس جماليات البيئة العراقية وتنوّعها فمن المصائف حيث المناطق الجبلية في شمال العراق إلى المشاتي في جنوبه حيث مناطق الأهوار والمسطّحات المائية، مرورا بآثار العراق في بابل، وسواها من المناطق الأثرية إلى المراقد، والسياحة الدينية.
وفي عودة للشعر، ألقت الشاعرة الأردنية جمانة الطراونة ثلاث قصائد، عن سلطنة عُمان والعراق، واختتمت مشاركتها بقصيدة وجدانية امتثالا لطلب الحضور، ومن الشعر إلى الصوت الشجيّ للمطرب العراقي حسن ثامر الذي أدّى عددا من الأغاني العراقيّة التراثية التي تفاعل معها الحضور طالبا المزيد في ليلة امتدّت أكثر من ثلاث ساعات من الجمال، والمتعة، والمعرفة، والتحليق في فضاءات بلد ينهض من كبواته وآلامه ليرسم فجرا باسما.
#أثير| جانب من الأمسية الثقافية التي نظمتها سفارة الجمهورية العراقية و #أثير مساء الأمس، بحضور عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة والشخصيات الثقافية@Iraqinmuscat pic.twitter.com/6favbEzKy7
— أثيـر | Atheer.om (@Atheer_Oman) April 8, 2023
#أثير| جانب من الأمسية الثقافية التي نظمتها سفارة الجمهورية العراقية و #أثير مساء الأمس، بحضور عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة والشخصيات الثقافية@Iraqinmuscat pic.twitter.com/6favbEzKy7
— أثيـر | Atheer.om (@Atheer_Oman) April 8, 2023