أثير – مازن المقبالي
تُشكل العادات والتقاليد العُمانية قاعدة مهمة تسهم في تكوين المجتمع، وتختلف هذه العادات والتقاليد من ولاية لأخرى ويمارسها المجتمع أو الأسرة بشكل منفرد داخل المنزل أو خارجه؛ ومن بين تلك العادات عادة “الرمان والجوز”؛ تكريم الضيف في الجبل الأخضر قديمًا وما زالت إلى الآن حاضرة.
تواصلت “أثير” مع المواطن يوسف بن سلام بن محمد الريامي للحديث حول هذه العادة الكريمة. فقال: في الماضي، لم تكن هناك فواكه مستوردة من الخارج، وكان الناس يعتمدون بشكل كبير على الفواكه المحلية. عندما يأتي الضيوف، يجب أن تكون القهوة حاضرة في المجلس العام وليس في المجالس الخاصة، حتى يتمكن أهل القرية أو الحارة من الاجتماع معهم على القهوة. وبعد الجلوس، يتم سؤال الضيوف عن العلوم وأخبار البلد، ثم يتم تقديم الفواكه والقهوة.
وأشار الريامي إلى أن تقديم الفواكه يأتي بطريقة خاصة امتاز بها أهالي الجبل الأخضر، وهي فت فاكهة رمان الجبل الأخضر وخلطها مع الجوز، ثم تقديم التمر، تليه القهوة المخلوطة مع ماء ورد الجبل والزعفران. بعد ذلك، تقدم الحلوى العُمانية الممزوجة بماء الورد وزعفران الجبل مع المكسرات التي تم زراعتها في الجبل الأخضر مثل اللوز والجوز. أخيرًا، يتم تقديم الفواكه الأخرى من كل أهالي القرية، مثل المشمش والعنب والتين والتفاح والسفرجل.
ويؤكد الريامي في ختام حديثه على أهمية الاهتمام بالعادات والتقاليد وحفظها ومشاركتها وتعليمها للأبناء، فذلك يسهم في المحافظة على الموروث الثقافي الذي ورثناه عن الأجداد، والذي شكل صورة مميزة لكل منطقة في البلاد. كما أن الحفاظ على هذه المبادئ كان يجمع الناس ويوطد العلاقات بينهم. لذا، يؤكد الريامي على ضرورة المحافظة على هذا التراث الثقافي والاهتمام بنقله للأجيال القادمة.