أثير- سيف المعولي
اختيرت الباحثة العمانية الدكتورة عذراء بنت هلال المعولية مديرة مركز الدراسات والبحوث بوزارة الصحة ضمن أفضل أربع باحثات علميات على مستوى الشرق الأوسط لجائزة (لوريال يونيسكو للعلوم2015م) وهي جائزة عالمية من المجلس الوطني للبحوث الطبية ومقره فرنسا، وقد تم اختيارها مع باحثات من السعودية والبحرين والإمارات عن بحثها في (تقييم دور وحجم كمية الخلايا الجذعية المسرطنة في التنبؤ وعودة سرطان الدم الحاد). ووسط هذا الإنجاز الذي حققته الدكتوره عذراء إلا أن رسائل انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي تُشكك في إنجازها وتقلل من أهميته. “أثير” تواصلت مع الدكتورة عذراء المعولية وأجرت معها حوارا تحدثت فيه عن مسيرتها العلمية والعملية وردت فيه على المنتقدين والمشككين في إنجازها الأخير.
مسيرة علمية وعملية
تقول الدكتورة عذراء في البداية: ” حصلت على بكالوريوس في العلوم الطبية – تخصص مختبرات طبية من جامعة السلطان قابوس في عام 2000 م، وماجستير في العلوم الطبية من جامعة أدليد بأستراليا عام 2005م ، ودكتوراه في الطب من جامعة أدليد بأستراليا عام 2008 م، كما أنني حصلت على دبلوم في الإدارة من جامعة ادليد بأستراليا عام 2008 م، وأعمل حاليا مديرة مركز الدراسات والبحوث بوزارة الصحة كما انني ممتحنة خارجية لطلبة الماجستير بجامعة السلطان قابوس “
وتوضح :” رسالة الدكتوراه التي قمت بها في أستراليا استطعت من خلالها الوصول لأول بادرة أمل لعلاج مرض سرطان الدم “اللوكيميا” وقد وصفها الممتحن الخارجي بأنها أفضل رسالة دكتواره وحصلت من خلالها على امتياز مع مرتبة الشرف، وقد تبنى مستشفى ادليد بأستراليا التقنية الحديثة التي ابتكرتها في علم تدفق الخلايا”
وتضيف:” حصلت على عدة جوائز منها : زمالة الشرق الأوسط لجائزة لوريال اليونسيكو من المجلس الوطني للبحوث العلمية بفرنسا عام ٢٠١٥م، وجائزة المرأة للإجادة في القطاع الصحي، وجائزة الجمعية الأسترالية للأبحاث الطبية بأفضل بحث علمي 2007، كما تم اختياري ضمن أفضل ٤٠ شخصية ناجحة واعدة في كتاب “جوهرة عمان” ٢٠١١، وحصلت على تمويل بحث ” تقييم دور وكمية الخلايا الجذعية المسرطنة في سرطان الدم الحاد ” من مجلس البحث العلمي ومنحة لعرض أفضل البحوث العلمية من الجمعية الأسترالية الآسيوية لتدفق الخلايا بأستراليا عام 2007م، ومنحة لعرض أفضل البحوث العلمية من الجمعية العالمية للتحليل الخلوي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008م”
وتتحدث الدكتورة عذراء عن منشوراتها العالمية قائلة:” قدمت العديد من المنشورات العلمية كباحث أول منها:” بحث علمي في مجلة “بحوث الخلايا الجذعية”٢٠١٣ ، وبحث علمي في مجلة الخلايا التدفقية الامريكية ٢٠١٣ ، وبحث علمي في مجلة الخلايا الإكلينيكية الامريكية ٢٠١٠، وبحث علمي في مجلة عمان الطبية ٢٠١٥، وبحث علمي في مجلة عمان الطبية ٢٠١٠، وبحث علمي في المجلة الامريكية لعلم الامراض 2008 ، وبحث علمي في المجلة الدولية لمختبرات امراض الدم2009 ، وبحث علمي في مجلة الخلايا الاكلينيكية الامريكية 2009 ، وبحث علمي في المجلة الامريكية لعلم الامراض2009”
وتشير الدكتورة عذراء في حديثها لـ” أثير” إلى عضويتها في عدد من اللجان قائلة:” بناءً على خبرتي ومؤهلاتي فقد تم اختياري عضوة في العديد من اللجان المهمة منها: اللجنة الأكاديمية لمشروع جامعة عمان ، واللجنة التوجيهية للنظرة المستقبلية للنظام الصحي ( الصحة ٢٠٥٠)، ولجنة أخلاقيات البحوث بوزارة الصحة ، واللجنة الوطنية للأمراض غير المعدية ، وعضوة ومقررة للجنة تمويل البحوث بوزارة الصحة ، وعضوة في اللجنة المركزية للخطة الخمسية التاسعة للتنمية الصحية بوزارة الصحة ٢٠١٦-٢٠٢٠، وعضوة في لجنة تحرير مجلة عمان الطبية، وعضوة في اللجنة المركزية للبعثات والتدريب بوزارة الصحة، وعضوة في اللجنة المشتركة بين وزارة الصحة وجامعة السلطان قابوس بالإضافة إلى كوني رئيسة لجنة تمويل بحوث طلاب معاهد العلوم الصحية مع مجلس البحث العلمي”.
حافز معنوي
وعن اختيارها ضمن ضمن أفضل أربع باحثات علميات على مستوى الشرق الأوسط تقول المعولية:” من المؤكد أن الجائزة تعد حافزاً معنوياً لكنها ليست الغاية، فهي دافع إضافي نحو تحمل مسؤولية التفكير بعمق في قضايانا وتحدياتنا الصحية المعاصرة والنظر فيها بعمق وعمل مزيد من الأبحاث عليها بهدف إيجاد الحلول المناسبة لرفع كفاءة النظام الصحي، وبذل المزيد من الجهد لترميم الفجوة بين ما نحمله من تطلعات ورؤى والواقع الذي نعيشه بكل مفرداته وتفاصيله المعقدة. وأعتقد أن الاختبار يكمن في ما يمكن أن نقدمه في المرحلة القادمة من أبحاث مهمة تعالج القضايا الصحية المعاصرة كارتفاع نسبة الأمراض غير المعدية وما لها من عواقب على المدى البعيد “.
نتائج مهمة
وحول أهم النتائج التي توصلت إليها أبحاثها وأهلتها لتكون ضمن أبرز الباحثات في الشرق الأوسط توضح الدكتورة عذراء قائلة:” كانت الدراسة التي أجريتها في جامعة ومستشفى اديليد بأستراليا، تدور حول سرطانات الدم السريعة، وذلك للنتائج المخيبة في علاج هذا المرض بالرغم من التطور والتقدم العلمي والبحثي الهائل ؛ إذ إن المتتبع لمثل هذا المرض باستطاعته معرفة حجم المشكلة التي يمثلها من خلال فرص الشفاء القليلة في كثير من الأحيان والتي تقل في أغلب الأوقات عن 50% . وقد كان الهدف من الدراسة الوصول الى المسبب الرئيسي لعودة المرض وذلك من خلال محاولة التوصل الى الخلايا الجذعية التي تحمل الصفة المسرطنة التي لا تتمكن الأدوية الكيمياوية المعالجة من القضاء عليها . وقد مثلت هذه الدراسة تحديا كبيرا للباحثين ، إذ إنه ليس من السهولة التمكن من فصل الخلايا الجذعية المسرطنة عن غيرها غير المسرطنة ولم تكن هناك دراسات كبيرة في هذا المجال” .
وتضيف:” لقد عملت على إيجاد وتحديد مستقبِل يوجد في الخلايا الجذعية المسرطنة دون غيرها، وتمكنت بعد مجهود كبير استمر لأكثر من 3 أعوام من الدراسة المتواصلة- بفضل الله- من تحديد المستقبِل الموجود في الخلايا الجذعية المسرطنة وفصلها عن تلك الطبيعية في مجال سرطانات الدم السريعة، وقد ساعدت بعض الصفات الجينية على نجاحنا في فصل الخلايا الجذعية عبر استخدام المستقبلات المتوفرة في غطائها الخارجي ، وفي الأربع سنوات الماضية قمنا بتقييم دور وكمية الخلايا الجذعية المسرطنة للتنبؤ بعودة سرطان الدم بدءا بتشخيص المريض بالمرض وقبل البدء في العلاج الكيماوي ، حيث إننا لاحظنا أن المرضى الذين يوجد لديهم خلايا جذعية بنسبة عالية يكونون معرضين أكثر لانتكاسة في المرض وبالتالي فهم يحتاجون ربما لعلاج كيماوي مكثف أو زراعة للنخاع بينما المرضى الذين يوجد عندهم نسبة قليلة من الخلايا الجذعية فهؤلاء عندهم فرصة أكبر للشفاء وعدم عودة المرض لهم”.
الرد على المشككين
وبسؤال لـ”أثير” عن ما ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي من تشكيك في إنجازاتها تجيب الدكتورة عذراء قائلة:” كلام الناس مثل الصخور، إمّا أن تحملها على ظهرك فينكسر، أو تبني بها برجًا تحت أقدامك فتعلو وتنتصر. أولا أنا حصلت على التكريم على بحثي في الدكتوراه والذي نال مسبقا تكريما من الجمعية الأسترالية للأبحاث الطبية، ولا علاقة لها بالمستشفى السلطاني بتاتا بل بدراستي للدكتوراه بأستراليا ، وجميع المنشورات العلمية التي قيمها المجلس الوطني للبحوث العلمية كنت فيها باحثا أول، كما أن اختياري تم بناءً على معايير علمية دقيقة وعلى المؤشرات العلمية للإنتاج العلمي كالبحوث والأوراق العلمية المنشورة في المجلات العالمية المحكمة ولجدوى مشروع البحث والخبرة المتراكمة لدراسة الدكتوراه وما بعد الدكتوراه”.
أفكار مستقبلية
وعن الأفكار التي تسعى الدكتورة عذراء إلى تحقيقها توضح قائلة:” بالتأكيد لكل منا حلم، والحلم يتحقق بالجهد والتخطيط السليم والمثابرة. أتمنى في المستقبل أن أركز على أبحاث تعالج القضايا الصحية المعاصرة وأن أعمل على استحداث تقنيات من شأنها الحد من انتشار الأمراض غير المعدية كالسرطان وأمراض القلب والسكري والأمراض التنفسية المزمنة ، كما أتمنى أن تستمر أبحاثي في إيجاد علاج ناجع لمرض سرطان الدم الحاد ليساعد الكثير من المرضى ويجنبهم مزيدا من المعاناة ويحسب لي عند رب العالمين صدقة جارية مدى الحياة. بالإضافة إلى ذلك أتمنى أن أسهم في عالم الأبحاث العلمية وأن يكون لي شأن أكاديمي في أفضل الجامعات بعمان الحبيبة وأن أخدم وطني الحبيب وأُقدِّم له ولو جزءا يسيرا مما قدمه لي”.
شركاء النجاح
وتشير الدكتورة عذراء إلى شركائها في النجاح قائلة:” عندما نتكلم عن الدعم المعنوي فهناك الكثيرون ،.منهم الآن تحت التراب وندعو لهم بالرحمة والمغفرة والدي العزيز الغالي الذي علمني الكفاح و الطموح وعدم الاستسلام وأن لا شيء مستحيل ، وأمي ودعواتها الدائمة لي بالتوفيق والنجاح، وزوجي الرائع الذي كان ولا يزال مشجعا وصديقا روحيا ودافعا لي دوما للأمام والنجاح ، وأسرتي الغالية ،وأخوتي وأخواتي الحبيبات وكل الأصدقاء المقربين الذين يفرحون لفرحي ونجاحي أشكرهم من صميم القلب”.
شكر
وتختم الدكتورة عذراء المعولية حوارها مع أثير بتوجيه الشكر فتقول:” أشكر مجلس البحث العلمي في السلطنة على دعمهم وتمويل البحوث ووزارة الصحة وكذلك كل من شارك بشكل مباشر او غير مباشر، وإنني إذ اعتز وأفخر بهذا التكريم فإني لا أعده تكريما شخصيا بل بحق هو تكريم لعمان وشعبها الأبي الكريم.. وفخرا لي كوني عمانية ومن بنات هذا الوطن الحبيب لأرد ولو جزءا بسيطا مما قدمه لي هذا الوطن الغالي، وسعادتي أكبر كون هذا التكريم جاء متزامنا مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الخامس والأربعين ، وأدعو الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا لخدمة هذا الوطن وقائده المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- الداعم الأول للعلم والعلماء ، وأن يوفقنا في تقديم بحوث تسهم في خدمة الإنسانية بشكل عام وعماننا الحبيبة بشكل خاص وأن نرفع اسم عمان في المحافل العلمية الدولية” .