أحمد أبوسليم
فَيروزُ غَنِّي…
كُلَّما سدَّدت رُوحي للسَّماءِ
وَنَجمَةٌ غَسَلَتْ جُروحي…
سالَ صَوتُكِ مِن دَمي
هذا الغِناءُ كَفافُ يومي:
كِسرَةُ الخُبزِ المُغمَّسِ بالدُّموعِ
وَفِتنةُ الخمر المُعتَّقِ في عُروقِ المُتعَبينْ
فَيروزُ غَنِّي كَي أُطرِّزَ
وَحشَةَ الأَكفانِ ورداً بالحَريرْ…
ما ردَّ صوتُكِ غائِباً مِن مَوتِهِ
أَو سدَّ جوعَ رَصاصَةٍ
لكنَّهُ….
كانَ ارتِجالَ الصَّبرِ في زَمَنِ الخَطيئَةِ
واكتِئابِ الياسَمينْ
غَنِّي….
لَعلَّ القاتلَ المَأجورَ يَسمَعُ رَجفَةَ العُصفورِ
تَحتَ رِداءِ أُغنِيَةٍ
لَعلَّ الأَرضَ تُكمِلُ دَورَةَ الإنشادِ
دونَ دَمٍ
لَعلَّ بِلادَنا العَمياءَ تَعرِفُنا
فَنشفى مِن دَوارِ الدَّهرِ
غَنِّي….
صَوتُكِ المَوجوعُ
جوعُ مَدينَةٍ أُنثى لِبحَّارٍ مَضى في البحرِ
مَسكوناً بِداءِ رَحيلِهِ يَوماً
فَلمْ يَبلُغْ سِوى مًنفاهُ
هذا الصَّوتُ دِفءُ الشَّمسِ
حينَ تَمرُّ فَوقَ الشَّرقِ
دفءُ نَشيدِها الوَطَنيِّ
مِن بَغدادَ حتَّى المَغرِبِ العَرَبيِّ
دفُ الأَرضِ حينَ تَجِنُّ
دفءُ الماءِ
دفءُ الطِّينِ ساعَةَ أَوَّلِ التَّكوينْ